بقلم : هشام الصواف

غاب الشاعر الكبير سيد حجاب في الذكري السادسة لثورة 25 يناير التي كان مؤمنا بها ورأي أنها أرست نهجاً جديدا وأفرزت جيلا جديدا من المبدعين والفنانين الشباب الذين سيحررون الثقافة المصرية من خضوعها وتبعيتها وكانت لسيد حجاب مشاركة سياسية فعالة في ثورتي 25 يناير و30 يونيه كما كان له دور مهم في كتابة ديباجة الدستور بإحساسه الوطني والثوري حيث كان دائما صوت الحق والحرية والمدافع عن البسطاء وكان له موقف سياسي ثابت ومشرف فهو لم يتاجر أبداً بفنه وشعره مثل غيره من الفنانين ورفض أن يكتب لمبارك رغم أن رفيق مشواره الفني الموسيقار عمار الشريعي كان الملحن الأول لأوبريتات أكتوبر التي كانت تتغني بمبارك ولم ينجح فيها سوي أوبريت واحد بعنوان «اخترناه» للشاعر الكبير الراحل عبدالسلام أمين وكان حجاب يستطيع أن يكتب أكبر عدد من أوبريتات أكتوبر لعلاقته بعمار الشريعي لكنه رفض أن يشارك في الزفة وتقديم أعمال ضد مبادئه ولذلك لم يحصل سيد حجاب علي جائزة الدولة التقديرية في الآداب إلا عام 2013 بعد ثورة 25 يناير عن استحقاق وجدارة بعدماحجبت عنه سنوات طويلة لأنه لم ينافق النظام وكانت جوائز الدولة في معظمها بعيدة عن الأدباء والفنانين المحترمين في نظر الشعب وحصل عليها في كثير من الأحيان بعض المنافقين وبعض رجال الدولة لكن سيد حجاب حصل عليها في فترة قصيرة من تاريخ مصر لتذهب الجوائز لمن يستحقها ورغم نجاحه في الأغاني الوطنية والعاطفية وأغاني الأطفال إلا أن قمة نبوغه ظهرت في تترات المسلسلات التي توج علي عرشها ملكا علي مدي أكثر من ثلاثين عاما ومن أبرز هذه التترات وأهمها «بوابة الحلواني» ألحان بليغ حمدي وغناء علي الحجار والتي تقول كلماتها:

بندق ندق بوابة الحياة بالأيدين قومي

قومي.. قومي افتحي لولادك الطيبين

قومي .. قومي

اللي بني مصر كان في الأصل حلواني

وعشان كده مصر ياولاد مصر ياولاد

حلوة الحلوات

اللي بني مصر كان حلواني ياولداه

حلواني.. حلواني

اسمه علي بوابتها لازال ولا زايل ...لا

زال ولا زايل

ساعة الهوايل يقوم قايل

يا بلداه .. يا بلداه

وبيجي شايل

هيلا هوب شايل.. هيلا هوب شايل

حمولها ويعدل المايل

وعشان كده مصر ياولاد حلوة الحلوات

اللي بني مصر كان في الأصل حلوني

وعشان كده مصر ياولاد مصر ياولاد

حلوة الحلوات

بحلم ياصاحبي وأنا لسه بأحبي أنا

بدنيا تانية ومصر جنة ياصاحبي

وأجي أحقق الحلم

ألقي موج عالي عالي عالي طاح بي

ونعود سوي نطوي الانين بالحنين

وعشان كده مصر يا ولاد حلوة الحلوات

وكانت هناك تترات أخري رائعة مازالت محفوظة في قلوب كل المصريين لمسلسلات «الشهد والدموع» و«المال والبنون» و«ليالي الحلمية» وغيرها.

ولا شك أن رحيل سيد حجاب سوف يترك فراغاً كبيراً في الشعر والأدب العربي لأنه قامة وقيمة كبيرة وحصل علي مكانة لم يصل إليها في شعراء العامية سوي فؤاد حداد وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم وعبدالرحمن الأبنودى وعبدالسلام أمين وإن كان صلاح جاهين هو الأشهر وبعده الأبنودي وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب حيث تميز صلاح جاهين وعبدالرحمن الأبنودي بالاغاني الوطنية وتميز سيد حجاب بتترات المسلسلات التي تميزت بعمق المعاني وصدق وبساطة الكلمات الناطقة بالحق والمدافعة عن الحرية ولذلك فهو شاعر الحق والحرية رحم الله الشاعر الكبير سيد حجاب وأدخله فسيح جناته..