منذ أيام قمت بجولة فى قصر العينى مع الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، جولة غير مرتبة أو معد لها من قبل، بل ذهبت مع فريق من مجلة «المصور» برئاسة الزميلة إيمان رسلان مدير تحرير المصور.
أقول غير مرتبة لأنه لا يصلح فى هذه المدينة الطبية العملاقة أى ترتيب مسبق أو فورى؛ لأنه كيان ضخم لابد أن تكون منظومة العمل السائدة هى الحاكمة.
مع الدكتور جابر نصار والدكتور فتحى خضير عميد قصر العينى وكثير من القيادات الشابة التى تعمل بحيوية رأيت قصر عينى جديدا، رأيت قصر عينى عملاقا، رأينا معجزة طبية فى كافة الأقسام التى قمنا بزيارتها، رأينا المرضى من كافة طوائف المصريين، خاصة الفقراء ينعمون بأرقى الخدمات الطبية مجاناً مهما كانت التكلفة.
رأيت فى قسم السكتة الدماغية، المريض الفقير يحصل على حقنة «E» تكلفتها تسعة آلاف جنيه.
ليس هذا فقط، فى أقسام أخرى ومهما كانت التكاليف، يحصل المرضى على كافة العلاجات وأفضل الخدمات.
رأيت دعماً مستمراً من جامعة القاهرة لتطوير وإصلاح قصر العينى مهما كانت حجم الأموال المطلوبة.
رأيت إدارة متطورة من جيل من شباب الأطباء والعلماء يديرون قصر العينى بإخلاص.
بل ومعهم طاقم التمريض الذى يتفانى في خدمة المرضى.
رأيت أعدادا من المرضى يأتون للعلاج بقصر العينى من كافة أنحاء الجمهورية، حتى يمكن القول إن قصر العينى هو قبلة المرضى الفقراء.
معركة تطوير وإصلاح قصر العينى مستمرة ولن تتوقف، ولايزال فى احتياج إلى مزيد من الدعم المالى من الدولة بخلاف مبادرات وتبرعات رجال الأعمال.
الأرقام التى سمعناها عن عدد المرضى الذين يترددون على قصر العينى تستحق التوقف، ليس من حيث العدد الذى يتواجد في مكان واحد مكون من عدد من المستشفيات والأقسام، وإنما من حيث الإنفاق المجاني علي هذا العدد.
ليس هذا فقط، بل التوقف أيضاً عند العدد الضخم المرافق للمرضى والذين يتواجدون يومياً فى قصر العينى بأعداد ضخمة.
نعم.. مرت ١٩٠ عاماً على قصر العينى، ورغم العقبات وضعف الموارد، إلا أنه يتطور ويتطور، ليكون أهم معجزة طبية، ليس فى مصر فقط وليس في الشرق الأوسط، وإنما في العالم.