منذ اليوم الأول للعدوان .. جهود مصرية مستمرة لوقف الحرب على غزة رغم التعنت الإسرائيلي
منذ بداية الحرب علي غزة في السابع من اكتوبر الماضي 2023 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة بالقضية، فمصر على اتصال مباشر مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وكذلك الأطراف الإقليمية والدولية، سواء على مستوى الرئيس السيسي أو وزارة الخارجية والجهات المعنية.
فمنذ بداية الأزمة دعت مصر لعقد قمة القاهرة للسلام، التي عقدت في أكتوبر الماضي بمشاركة كافة رؤساء دول العالم ورؤساء الحكومات، كما تبنت جهود المفاوضات بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، حتى تحقيق هدنة أولى في نوفمبرالماضي، ورغم كل محاولات العرقلة الإسرائيلية للتوصل لأي اتفاق هدنة ينهي الحرب على القطاع المستمرة منذ تسعة أشهر، لم تيأس مصر وتواصلت جهودها لاستكمال المفاوضات وكان آخر جولة منها، تلك المستمرة منذ نهاية الأسبوع الماضي في قطر والقاهرة.
قمة القاهرة للسلام
كان من أبرز المحاور في جهود مصر للتهدئة بعد العدوان على القطاع، مبادرتها بالدعوة إلى عقد قمة "القاهرة للسلام 2023"، والتي عقدت في 21 من اكتوبر الماضي، ودعت إليها مصر، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، والتوصل إلى توافق اتساقًا مع المبادىء الدولية والإنسانية لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار في قطاع غزة والتأكيد على أهمية نفاذ المساعدات داخل القطاع .
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال قمة القاهرة للسلام، واستقبل قادة العالم، وفي كلمته أمام القمة ، وأكد أنه "وجه الدعوة لعقد القمة، لنناقش معًا، ونعمل على التوصل إلى توافق محدد، على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام من خلال عدة محاور: تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة وتنتقل فورًا إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار ثم البدء العاجل في مفاوضات لإحياء عملية السلام وصولًا لإعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولية مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل في الأراضي الفلسطينية) .
مباحثات الرئيس السيسي مع قادة العالم
وعلى مدار الأيام والأشهر الماضية، عقد الرئيس السيسي مباحثات مع قادة العالم هاتفيا وعبر اللقاءات المباشرة، بهدف منع التصعيد، مؤكدا على عدد من ثوابت الموقف المصري في هذا الصدد، ومنها ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتحذير من اتساع رقعة الصراع في المنطقة ، وكذلك تحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان آخر هذه المباحثات هي الاتصال الهاتفي الذي تلقاه أمس من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وقد شهد هذا الاتصال بحث الجهود والاتصالات التي تقوم بها مصر على كافة المستويات من أجل وقف التصعيد الجارى ووضع حد للقصف الإسرائيلى المستمر ضد قطاع غزة مستمرة منذ بداية الحرب في أكتوبر الماضي وحتي الآن ، في محاولة لفتح المجال من جديد للتهدئة كى يتم التعامل مع جذور المشكلة وأسبابها.
إدخال المساعدات
وبجانب المباحثات السياسية، تعمل مصر منذ بداية الحرب علي القطاع على صعيد تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، وإبقاء معبر رفح مفتوحا من الجانب المصري، وضمان إيصال المساعدات إلى كل أنحاء القطاع، وكان آخرها المساعدات التي دفعت بها السلطات المصرية عبر الإسقاط الجوي، وذلك بعد غلق قوات الاحتلال لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني بعد اقتحام رفح الفلسطينية في مايو الماضي.
وتواصل القوات الجوية المصرية أعمال إسقاط جوي لأطنان من المساعدات ومعونات الإغاثة الإنسانية، للتخفيف عن المواطنين الفلسطينيين في المناطق المتضررة نتيجة لعمليات القصقف العسكرية بالقطاع.
استمرار المفاوضات
شاركت مصر في العديد من المفاوضات منذ بداية الحرب للوصول الي صفقات لتبادل الأسري ومحاولة وقف هذه الإبادة الجماعية، فتواصل مصر رعايتها للمفاوضات بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، بعقد جولات من المفاوضات بالرغم من التعنت والعراقيل الإسرائيلية.
وكان آخر هذه المفاوضات الجولة التي شهدتها قطر نهاية الأسبوع الماضي، بمشاركة وفود من مصر والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، من أجل الوصول إلى اتفاق وقف القتال في غزة وإطلاق سراح الأسرى، وبرغم ما أثير بشأن التقدم في تلك المفاوضات إلا أن التعنت الإسرائيلي وإقدام الاحتلال على قصف خان يونس في منطقة المواصي ومصلي الشاطئ ومدرسة في مخيم النصيرات، وما أسفر ذلك لقتل وإصابة مئات الفلسطينيين أعاق أي جهود للاتفاق.
إذ أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات قصف إسرائيل منطقة المواصى غرب خان يونس المليئة بالنازحين، بما أدى لإستشهاد وإصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء.
وأكدت مصر، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة، السبت الماضي، أن تلك الانتهاكات المستمرة فى حق المواطنين الفلسطينيين تضيف تعقيدات خطيرة على قدرة الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، وتزيد من المعاناة الإنسانية للفلسطينيين وسط صمتٍ وعجزٍ دولى مخزٍ.