نظمت كلية الإعلام واللغات التطبيقية بجامعة النهضة مؤتمرها العلمي الدولي الثالث بعنوان "صناعة الإعلام والترجمة الإبداعية فى عصر الذكاء الاصطناعي والتحولات الرقمية"، وذلك تحت رعاية الدكتور حسام الملاحي رئيس الجامعة، والمهندس محمد الرشيدي رئيس مجلس الأمناء، والدكتورة هبة الله السمري عميدة الكلية.
بحضور عدد ضخم من أساتذة وخبراء الإعلام في مصر والوطن العربي وبحضور نخبة من نجوم الفن والإعلام، على رأسهم الدكتورة منى الحديدي، الدكتورة ماجى الحلوانى، والدكتور حسن عماد، المهندس حسام صالح الرئيس التنفيذي للأعمال بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والمخرج مجدى أبو عميرة، واستعانت الكلية فى تقديم المؤتمر بالمذيعة بيان أول مذيعة بالذكاء الاصطناعي في جامعة النهضة والتى تشاركت التقديم مع الدكتورة هبة حمزة مذيعة التليفزيون المصري والإعلامي محمد ترك مذيع نشرات الأخبار بالتليفزيون المصري.
بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة الدكتورة مها فتحي رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بالكلية وأمين المؤتمر، والتي أكدت فيها على أن الذكاء الاصطناعي رغم إيجابياته إلا أنه يثير العديد من المخاوف والتساؤلات التي يجب الرد عليها لتحقيق أقصي استفادة منها بما يخدم الأداء البشرى.
وافتتحت الدكتورة هبة الله السمرى عميدة الكلية ورئيسة المؤتمر كلمتها بالترحيب بكافة السادة الحضور، واستعرضت تجارب العديد من الدول فيما يخص الذكاء الاصطناعي، وأكدت أن الدافع وراء تنظيم المؤتمر هو ضرورة أن نلحق بالركب وألا نتخلف عن العالم من حولنا، ومحاولة الاستفادة من هذه الطفرة التكنولوجية، وأكدت أن الذكاء الاصطناعي يعزز من قدراتنا الإبداعية ولكن يجب أن نكون حذرين لحماية خصوصية البيانات والمحافظة على أخلاقيات المهنة.
من جانبه أشار الدكتور حسين أمين أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية ومدير مركز كمال للصحافة التليفزيونية والرقمية بالجامعة الأمريكية، أن تجربة توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في الترجمة الإعلامية أثبتت فاعليتها في تحسين الكفاءة، تخفيض التكاليف التشغيلية والعمل بشكل مستمر على مدار الساعة.
وأوضح المهندس حسام صالح الرئيس التنفيذي للأعمال بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في كلمته أن الذكاء الاصطناعي ليس جديداً ولكن التطور الحالي هو نقله في استخدامات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يفرض علينا أن نكون عن قرب من المنافسة والتحديات التى ستواجهنا.
بينما تحدث الكاتب الصحفي أكرم القصاص عن المخاوف التى تواجهها مهنة الصحافة مع ظهور الذكاء الاصطناعي، وأكد ان الذكاء الاصطناعي يهدد بالفعل مهنة الصحافة وسيؤدى لانتهاء بعض الوظائف.
وفيما يخص مجال الترجمة تحدث الدكتور مصطفى رياض أستاذ الأدب بقسم اللغة الإنجليزية جامعة عين شمس عن ظهور العديد من برامج الترجمة، والتى رغم تفوق العديد منها إلا أنه أكد على ضرورة أن يكون هناك تآزر بين الترجمة بالذكاء الاصطناعي والترجمة البشرية.
كما تضمن المؤتمر محاضرة للدكتورة نيفين مكرم أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة جاميا همدارد بالهند ونائب رئيس الجمعية المصرية لنظم المعلومات وتكنولوجيا الحاسبات، بعنوان "الإبداع في مجال الإعلام: كيف يتفوق التميز البشري في عصر الثورة الذكاء الاصطناعي"، وأشارت إلى أهم الإيجابيات التى أضافها الذكاء الاصطناعي للبشرية والتى كان من ضمنها استخدام الروبوت في تأهيل الأطفال ذوى الهمم للوجود مع ذويهم بالفصول العادية وتحقيق الدمج المجتمعي.
وتضمن المؤتمر أربع حلقات نقاشية، الأولى بعنوان "تحديات وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعى فى صناعة الإعلام"، ترأس الحلقة النقاشية الأولى الدكتورة منى الحديدى أستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والتى أكدت أننا بحاجة لتفعيل نظام AI Education مع الأطفال من عمر 3 سنوات لتعلم التعرض النقدى والاستخدام النقدى الواعى.
وأضاف الدكتور عادل عبد الغفار رئيس الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام والمستشار الإعلامى والمتحدث الرسمى باسم وزارة التعليم العالى، أن الذكاء الاصطناعى سيلغى وظائف لكنه سيفتح المجال لوظائف جديدة، مما يتطلب تنمية الموارد البشرية بما يؤهلها للتعامل مع هذا التطور.
بينما أكد الدكتور محمد الباز الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة ورئيس مجلسي الإدارة والتحرير لجريدة الدستور، أنه ليس لديه تخوف من تأثير الذكاء الاصطناعى على الوظائف المختلفة فهذه التطبيقات لا تفكر ولا يمكن أن تكون بديلاً للبشر.
بينما كانت الحلقة النقاشية الثانية بعنوان "الذكاء الاصطناعى ومستقبل الترجمة"، وترأس الحلقة الدكتورة تغريد حسين رئيس قناة النيل الدولية، وتحدث فيها عدد من أساتذة وخبراء اللغة منهم الدكتورة عبير رفقى عميد كلية اللغة والاتصال بالأكاديمية البحرية فرع الإسكندرية، الأستاذ حسن هويدى نائب رئيس قناة النيل الدولية.
وتناولت الحلقة النقاشية الثالثة " الدراما والذكاء الاصطناعى: الفرص والتحديات فى عصر التكنولوجيا الرقمية، ترأس الحلقة الدكتورة حنان يوسف عميد كلية اللغة والاتصال بالأكاديمية البحرية فرع القرية الذكية، تحدث فى الحلقة الدكتور هشام جمال نائب رئيس أكاديمية الفنون والذى وصف المرحلة التى نمر بها حالياً مع الذكاء الاصطناعى بمرحلة المراهقة، التى تتسم بالتخبط وصولاً لمرحلة الاستقرار.
واستضافت الحلقة أيضا المخرج الكبير مجدى أبو عميرة مخرج الدراما المصرية والعربية، والدكتور عماد ربيع رئيس قطاع الإنتاج الدرامى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والفنان محسن صبرى، وغيرهم من نجوم الفن.
وتناولت الحلقة النقاشية الرابعة "التحولات الرقمية فى الإعلام: كيف يعيد الذكاء الاصطناعى تشكيل المشهد الإعلامى"، ترأس الحلقة النقاشية الدكتور حسن عماد أستاذ الإذاعة والتليفزيون وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، وتحدث فى الندوة نخبة من الأساتذة والخبراء منهم الدكتورة ليلى عبد المجيد أستاذ الصحافة وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، الدكتور هشام مصباح الأستاذ بكليتى الإعلام بالقاهرة ورولنز بفلوريدا، الدكتورة آمال الغزاوى عميد المعهد الكندى العالى للإعلام، والدكتورة رانيا يحيي عميد المعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، الدكتور إسماعيل الناظر رئيس قسم الاتصالات البصرية بكلية الفنون الجميلة بجامعة النهضة، الدكتور جورج سيدهم مدرس تكنولوجيا الإعلام الرقمى كلية الإعلام جامعة الجلالة .
كما تضمن المؤتمر ثلاث جلسات بحثية تنوعت موضوعاتها، فكانت جلسة البحوث الأولى بعنوان "واقع استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى والمنصات الرقمية وتأثيراتها على الفرد والمجتمع"، ترأس الجلسة الدكتورة ماجى الحلوانى أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، بينما تناولت جلسة البحوث الثانية "الفرص والتحديات لإستخدام الذكاء الإصطناعي فى صناعة الإعلام والترجمة الإبداعية"، ترأس الجلسة الدكتورة حنان جنيد أستاذ العلاقات العامة وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، أما جلسة البحوث الثالثة فتناولت " الآفاق المستقبلية لإستخدام تطبيقات الذكاء الإصطناعي فى مجال الإعلام والترجمة"، ترأس الجلسة الدكتورة ثريا البدوى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة.
وأقيم على هامش المؤتمر ورشتين تدريبيتين الأولى بعنوان "مبادرة ستاند باى AI " وحاضر فيها المخرج أحمد عبد العليم قاسم مخرج وكاتب ومؤسس مبادرة ستاند باي Ai وباحث دكتوراه في الذكاء الاصطناعي بأعلام القاهرة، والدكتور وائل بدوي أستاذ الذكاء الاصطناعي بالجامعة الروسية، والورشة الثانية بعنوان "مهارات استخدام الذكاء الاصطناعى في صناعة الإعلام".
ومن أهم التوصيات التى خرج بها المؤتمر : "ضرورة مواكبة المؤسسات الإعلامية للتطورات التكنولوجية الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على جودة المحتوي المقدم، مراعاة التوازن بين تعليم وتدريب الطلاب على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وبين تدريبهم على التفكير والابتكارو الإبداع البشري، تطوير الموارد البشرية بما يتناسب مع التطورات المتلاحقة في مجال الذكاء الاصطناعي، وضع تشريع قانوني يجرم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التزيف العميق والنص المضلل، تكوين تكتلات إعلامية عربية لمتابعة تطورات وتحديات الذكاء الاصطناعي، توفير الكوادر والكفاءات البشرية وتبادل الخبرات لتدريس المناهج المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي .