هل تتبنى هاريس تغييرًا في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل؟.. خبير يجيب
مع انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من سباق البيت الأبيض، وصعود نائبته كامالا هاريس كبديلًا له، تثار الكثير من التساؤلات عما إذا كانت ستتبنى تغييرًا في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل إذا أصبحت رئيسة للبلاد.
وفي خطاب حاد، عقب لقاء جمعها بـ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أكدت هاريس أنها عبرت له عن قلقها الشديد من مقتل عدد كبير جدًا من المدنيين الأبرياء والوضع الإنساني المزري في غزة، لكنها أكدت في الوقت نفسه التزامها الراسخ بدعم إسرائيل وأمنها، وحقها في الدفاع عن نفسها، واصفة حركة حماس، بأنها حركة "إرهابية".
وتعكس تصريحات هاريس الحادة، والجادة في لهجتها، ما يمكن أن يجسد تغييرًا عن طريقة تعامل الرئيس جو بايدن مع نتنياهو، وتأتي التصريحات في وقت يشعر فيه أنصار الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة بالقلق من أن دعم القوي الذي قدمه "بايدن" لإسرائيل في حربها التي تشنها على غزة، ربما يكلفهم خسارة الانتخابات الرئاسية، لذا فهم يشعرون بأنها قد تمثل طوق النجاة.
وتعليقًا على تصريحات هاريس، قال حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، المرشح الديمقراطي المحتمل لمنصب نائب الرئيس، إن "نتنياهو" قوة خطيرة ومدمرة، وشخص يعرقل إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وتابع:"لقد كانت محقة في تسليط الضوء على معاناة الأبرياء بغزة، وأعتقد أنها أصابت عندما طرحت الأمر بالطريقة التي عرضته بها".
ولكن تصريحات هاريس تتعارض مع دعم مطلق تقدمه بلادها لتل أبيب في حربها المتواصلة على قطاع غزة، من خلال صفقات الأسلحة والدعم الاستخباراتي واللوجستي.
حركة حماس من جهتها، رأت خطاب هاريس عبارة مجموعة من الأكاذيب الملفقة، وقالت:"تبدأ كامالا هاريس حملتها الانتخابية بالأكاذيب الملفقة، المستهترة بحقوق الإنسان التي تدعي حمايتها، وبحق مقاومة المحتل المكفول بالقانون الدولي، وبرؤية منحرفة لصالح الكيان الصهيوني، وضد شعبنا الفلسطيني وحقه في الحياة".
واعتبرت ادعاء الحرص على الوضع الإنساني والحزن على المعاناة التي أصابت أهلنا في غزة، كذبة أمريكية متجددة، على أساس أنهم لو أرادوا وقف الحرب لأوقفوها، وحجبوا دعمهم العسكري والأمني والسياسي والاستخباري عن الجيش الإسرائيلي.
هل تحمل هاريس تغييرًا في السياسة الأمريكية؟
يرى الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تغير خطاباتها ولا سياستها تجاه إسرائيل، فهي ملتزمة بدعمها، حتى يمكن القول أنهما وجهان لعملة واحدة.
ويوضح في حديثه لـ"دار الهلال"، أن إسرائيل هي من تتحكم في الاقتصاد الأمريكي، فكل مرشح يصل إلى سدة حكم الولايات المتحدة الأمريكية، لابد أن يدين بالولاء التام لإسرائيل، حتى أنه يقوم بزيارة ما يُسميه اليهود "حائط المبكى" مرتديًا الكيباه (قبعة اليهود).
لكن الخلاف هنا يمكن أن يكون حول الطريقة التي يحقق بها الهدف، بمعنى أنهم متفقين على السيطرة على قطاع غزة، والقضاء على حركة حماس، لكن لكل طرف طريقته في تحقيق الهدف، بحسب أستاذ العلاقات الدولية، الذي أضاف، أن الاختلاف وقع هنا بين إدارة جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.
ويشير إلى أن من ناحية الإستراتيجية فإن وجهة النظر الإسرائيلية هي من سوف تحقق الهدف، فيما ستعجز الأمريكية عن تحقيق المراد.
وبناء على ذلك، يقول"عاشور"، إن كامالا هاريس قد تتبنى موقفًا مغايرًا، ولكن كدعاية انتخابية، أما الموقف الحقيقي فهو داعم لإسرائيل، معتقدًا أنه لن يتولى أحد حكم الولايات المتحدة الأمريكية يُعارض إسرائيل، وأن خطاب "هاريس" لن يؤثر على نتنياهو، أما بالنسبة لجولة مفاوضات "روما" التي تبدأ غدًا ما هي إلا استهلاك للوقت.