تطورات العدوان على غزة.. الاحتلال يواصل استهداف المناطق الآمنة واستنفار على الجبهة الشمالية
يُمعن جيش الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب المجازر بحق أهالي قطاع غزة في المناطق التي يدفعهم إليها زاعمًا أنها آمنة، إلا أن سرعان ما يستهدفها بحجج واهية، وسط كارثة يعاني منها القطاع الصحي، في ظل خروج عدد من مراكز الرعاية الأولية، ونقاط طبية عن الخدمة، مما ينذر بكارثة صحية محققة.
العدوان على غزة
في اليوم الـ295 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من المجازر في نواحي متفرقة من قطاع غزة، راح ضحيتها العشرات ما بين شهيد وجريح، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ارتكب 4 مجازر، وصل منها للمستشفيات 41 شهيدًا، إلى جانب 103 مصابًا، وفي وقت لاحق ذكرت، أن مجزرة الاحتلال بـ"مدرسة خديجة"، أسفرت عن سقوط 30 شهيدًا، إضافة إلى 100 مصابًا، موضحة أن حصيلة مجار الاحتلال في مدينة خان يونس، منذ صباح اليوم، 23 شهيدًا، وأكثر من 89 مصابًا.
وإجمالًا، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 39.258 شهيدًا، فضلًا عن 90.589 مصابًا، وفق صحة غزة.
وكشفت خروج عدد من مراكز الرعاية الأولية ونقاط طبية عن الخدمة في المناطق التي ادعى جيش الإحتلال أنها "إنسانية" بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، إثر أوامره بإخلاء مناطق في غرب المدينة وجنوبها، مضيفة أنه لم يعد بالإمكان إعادة تشغيل المستشفى الأوروبي رغم الحاجة الماسة لذلك.
وشددت الوزارة على احتمالية توقف مجمع ناصر الطبي بخان يونس، وهو المستشفى الوحيد الذي ما زال يعمل رغم كل التحديات والمعيقات، الأمر الذي قد ينذر بكارثة صحية محققة، مناشدة المؤسسات الدولية والأممية بالتدخل السريع والعاجل لحماية ما تبقى من المؤسسات الصحية وضمان استمرارية تقديمها للخدمات، وتوفير ما يلزمها من إمكانيات واحتياجات.
وفي الضفة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الفتى لؤي محمد مشة (17 عامًا)، والشاب علي بسام حشاش (24 عامًا)، بالإضافة لإصابة 22، بينهم 3 بحالة خطيرة، جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مخيم بلاطة في نابلس بالضفة الغربية.
مجزرة مدرسة خديجة
وقصف طيران الاحتلال الإسرائيلي بعدة صواريخ مدرسة "خديجة" المكتظة بالنازحين، برغم أنها تقع ضمن المناطق التي يزعم أنها آمنة، بدعوى وجود مجمع قيادة لحركة حماس داخلها، مما خلق حالة من ذعر والهلع سادت صفوف النازحين.
وتعليقًا على ذلك، قال مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إن 15 طفلًا و8 سيدات بين 31 فلسطينيا قتلوا في مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي في مدرسة "خديجة" بالمنطقة الآمنة وسط القطاع.
فيما قالت حركة حماس، إن مجزرة الاحتلال بمدرسة خديجة جريمة تؤكد انسلاخ العدو الإسرائيلي عن كل قيم الإنسانية وتحديه كل قوانين الحروب، موضحة أن يواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين دون أي رادع وبغطاء إجرامي توفره الإدارة الأميركية، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى الخروج عن سياسة الصمت واتخاذ خطوات لإجبار الاحتلال على وقف جرائمه.
اتصالًا، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا)، مقتل 200 من موظفيهم خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، مشيرًا إلى أنها "أكبر خسارة" منذ تأسيس الأمم المتحدة في 1945.
وكشفت عن حادثة مأساوية ترجع تفاصيلها إلى الأسبوع الماضي، عندما قتلت معلمة فلسطينية تدعى "ابتهال" البالغ من العمر 4 أشهر، في مكان كانت تعتقد أنه سيكون آمنًا.
موجات النزوح
أفاد الدفاع المدني بغزة، بأن أكثر من مليون و300 ألف فلسطيني "نزحوا قسرًا" إلى مناطق متعددة داخل القطاع، بينما نزح العدد الأكبر منهم من شمال القطاع إلى جنوبه.
ويواجه سكان قطاع غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي البرى في قطاع غزة، في الـ27 من أكتوبر الماضي، نزوحا قسريًا من بيوتهم إلى مناطق لا تتوفر فيها أدنى مقومات الإيواء، بحسب الدفاع المدني، الذي أشار إلى تقرير الأمم المتحدة الذي ذكر أن كافة العائلات في قطاع غزة نزحت من بيوتها مرة على الأقل، وبعضها نزح 9 مرات بفعل الحرب الإسرائيلية التي دفعت السكان للنزوح قسرًا، وهو ما تحرمه اتفاقية جنيف وبروتوكلاتها والقانون الدولي الإنساني.
التطورات الميدانية
ميدانيًا، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها استهدفت بقذيفة "تي بي جي" قوات من جيش الاحتلال وصلت لنجدة قوات استهدفتها الكتائب في تل الهوى، وذلك عقب إعلانها الإشتباك مع قوة إسرائيلية راجلة، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح بالمنطقة.
وذكرت القسام، أن مقاوميها استهدفوا غرف قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي في محور "نتساريم" بصواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار 114 مليمترًا.
وفي وقت لاحق، أعلنت أنها قصفت قوات العدو المتوغلة في حي تل الهوى بقذائف "الهاون"، وبالقذائف ذاتها قصفت قوات الاحتلال المتوغلة شمال جحر الديك وسط القطاع.
وأضافت أن مقاتليها تمكنوا من استهداف منزل تحصن فيه عدد من جنود الاحتلال بقذيفة مضادة للأفراد، مشيرة إلى إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في حي تل الهوى.
وقالت إنها استهدفت مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في منطقة الغوافير شرق بلدة القرارة بمدينة خان يونس بقذائف "الهاون".
في الموازة، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري الجهاد الإسلامي، إنها قصفت جنود وآليات الاحتلال في حي تل الهوى، بقذائف "الهاون" عيار 60 مليمترًا.
وأعلنت أنها قصفت بالاشتراك مع كتائب القسام مقر قيادة عمليات جيش الاحتلال في بني سهيلا شرق خان يونس، بقذائف "الهاون" من العيار الثقيل.
وكشفت أنها سيطرت على طائرة إسرائيلية بدون طيار من نوع "إيفو ماكس" خلال تنفيذها مهام استخباراتية شرق خان يونس.
هجوم مجدل شمس
قتل 10 إسرائيليين، بالإضافة إلى عشرات المصابين، جراء هجوم بصاروخ من جنوب لبنان على ملعب كرة قدم بمجدل شمس في الجولان.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن حزب الله يقف وراء الهجوم، وذلك بإطلاق قذيفة صاروخية على ملعب كرة قدم في مجدل شمس بالجولان.
من جهته، نفى حزب الله بشكل قاطع الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل الإعلام الإسرائيلي عن استهداف بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
وقال جيش الاحتلال:" إنه يجهز ردًا على حزب الله بعد القصف الدامي على الجولان".