قبيل الغزو الإسباني للأمريكتين.. انتشار سكان الولايات المتحدة في القارة الأوروبية
تحدثت كارولين دودز في كتابها "على الشواطئ المتوحشة: كيف اكتشف الأمريكيون الأصليون أوروبا" أن السكان الأصليين في أحدى الأمريكتين مثل قبيلة "واينونومون" عبروا المحيط الأطلسي إلى القارة الأوروبية بعد عام 1492 وانتهاء تواجد المسلمين في الأندلس، واستوطنوا في مناطق مختلفة في بريطانيا.
وعبر المحيط الأطلسي العديد من القادة والدبلوماسين والعمال وغيرهم، ويعد توثيق كارولين هذا بمثابة فتح تحقيق لدور السكان الأصليين في الأمريكيتين في أوروبا، وأوضح هذا الكتاب كيف أن رحلات السكان الأصليين في أوروبا تؤكد كيف أن عالمنا متشابك وعالمي، مما يبرز إهمال المؤرخين للأدوار التي لعبها السكان الأصليين في تاريخ العولمة.
هذا التأثير يدعو إلى إعادة تقييم تاريخ عصر الاكتشافات من خلال تضمين قصص السكان الأصليين وإبراز أدوارهم الهامة التي لم تعط حقها في الروايات التاريخية السائدة.
ويدعو الكاتب أيضا إلى إعادة النظر في فهم العلماء لذلك العصر والذي كان فيه السكان الأصليين جزءا لا يتجزأ من التاريخ الأوروبي، فضلا عن تأثيرهم في كافة المجالات منذ القرن الخامس عشر إلى يومنا هذا، وسلطت المؤلفة الضوء على قصص المسافرين الأصليين، وتوضح أن حياتهم كانت مهمة في فهم تلك الفترة التاريخية.
انتشار السكان الأصليين في أوروبا
في القرن السادس عشر وما بعده، لم يكن تواجد السكان الأصليين في أوروبا محدودا فقط بالأدوار الاستثنائية مثل الدبلوماسيين أو العبيد، بل كانوا جزءا من الحياة اليومية، فهناك سجلات تشير إلى وجود السكان الأصليين في الريف الأوروبي، وخاصة في المناطق المرتبطة بالشبكات عبر الأطلسي مثل ساحل نورماندي في فرنسا، إشبيلية في إسبانيا، البرتغال، أنتويرب في بلجيكا، وإنجلترا.
دليل انتشار السكان الأصليون للولايات المتحدة في القارة الأوروبية
وفي عام 2006، قامت الملكة إليزابيث الثانية بالرد على شكوى قديمة قدمت في الأصل إلى جدها الملك جورج الثاني في القرن الثامن عشر، فهذه الشكوى جاءت من زعيم قبيلة موهيجان "قبيلة بالولايات المتحدة"، ماهوميت واينونومون، عام 1735، حيث طالب التاج البريطاني بالاعتراف بالأزمة التي سببها الاستيطان البريطاني للأراضي القبلية في ما يُعرف الآن بولاية كونيتيكت.
أزمة الاستيطان البريطاني
وبالنسبة التي قدمها واينونومون تضمنت مطالبات بالتعويض عن الأراضي التي استولى عليها المستوطنون البريطانيون، ولسوء الحظ توفي واينونومون قبل أن يقدم عريضته بسبب إصابته بالجدري ودفن خارج لندن، وهذه الشكوى لم تلقَ استجابة حتى عام 2006 عندما تم الاعتراف بأهميتها التاريخية وذلك طبقا لما نقلته مجلة سميثسونيان.