رجال من ذهب| عبد الوهّاب البياتى.. أحد رواد الشعر الحر
عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم بإسهاماتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وآخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا.
يرحل الأدباء ولكن تظل أعمالهم خالدة في الأعماق لا ننساها، ففي مثل هذا اليوم رحل الشاعر العراقي عبد الوهّاب البياتى، الذي يُعد واحدًا من أربعة أسهموا في تأسيس مدرسة الشعر العربي الجديد في العراق من "رواد الشعر الحر" وهم: نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وشاذل طاقة.
ولد الشاعر عبد الوهّاب البياتى في 19 ديسمبر عام 1926، في بغداد، عاش في منزل جده وأبيه في منطقة باب الشيخ، وتميز ذلك الحي بالتناقضات، مما أثر ذلك عليه، تلقى البياتي تعليمه، فتخرّج بشهادة اللغة العربية وآدابها، ثم اتجه للحياة العملية بعد تخرجه، فعمل مدرسًا، وتلاها مارس الصحافة في مجلة الثقافة الجديدة ولكنها أُغلقت.
كان للبياتي الكثير من المواقف الوطنية التي اعتقل بسببها، فقرر بعدها السفر إلى العديد من البلدان ومنها، الكويت، والبحرين، والقاهرة، كما زار الاتحاد السوفييتي وعمل أستاذًا في جامعة موسكو، ثم باحثًا علميًا في معهد شعوب آسيا، وزار معظم أقطار أوروبا الشرقية والغربية.
أقام البياتى بالقاهرة، بعدما سحبت منه جنسيته العراقية بعد سنوات من السفر والترحال، سافر إلى إسبانيا واستقر بها قرابه عشر سنوات، تعرف هناك على الأدب الإسباني، واستقى منه الكثير، حتى أصبح أحد الأدباء الإسبان البارزين، وأضحى معروفًا على المستوى الرسمي والشعبي الواسع، فيمكن أن تسمى تلك الفترة من حياته "المرحلة الإسبانية في شعره"، كما تُرجِمت دواوينه إلى الإسبانية.
انتقل البياتي بعد ذلك إلى الأردن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبيل حرب الخليج، وبقي في كاليفورنيا ثلاثة أشهر قبل أن ينتقل إلى دمشق ويقيم فيها حتَّى وفاته.
كون البياتي عدة صداقات مع شعراء وأدباء عرب مختلفين أبرزهم: نزار قباني والشاعر السوداني محمد الفيتوري والشاعر العراقي بدر شاكر السياب والشاعر الفلسطيني محمود درويش، وغيرهم من أعلام الشعر في العالم العربي.
نتيجة لكثرة سفر البياتي وعلاقاته الواسعة مع كبار الأدباء والشعراء، تميز شعره بميله نحو العالمية المعاصرة، فمن أهم الأدباء والشعر التي عاصرهم: الشاعر التركي ناظم حكمت والشاعر الإسباني رفائيل ألبرتي والشاعر الروسي يفتشنكو والمقام الكبير فالح البياتي، كما يُعد واحدًا من أربعة أسهموا في تأسيس مدرسة الشعر العربي الجديد في العراق "رواد الشعر الحر" وهم: نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وشاذل طاقة.
امتزج البياتي مع التُراث والرموز الصوفية والأسطورية التي شكلت إحدى أهم الملاحم في حضوره الشعري وحداثته، كما كانت تربطه علاقة خاصة بالشاعر بدر شاكر السياب.
تميز الشاعرعبدالوهّاب البياتى، بدواوينه وقصائده الشعرية، فله العديد منهم فمن أهم قصائده: مذكرات رجل مجهول، وإلى أرنست همنجواي، وصلوات، وقصائد حب على بوابات العالم السبع، سيرة ذاتية لسارق النار، كتاب البحر، قمر شيراز، صوت السنوات الضوئية، بستان عائشة، وقد صدر له ديوان عبد الوهاب البياتي الذي ضم دواوينه المذكورة في 3 أجزاء.