انخرطت الحكومة في سلسلة من التحركات والجولات الميدانية التي تهدف إلى تعزيز التواصل مع المواطنين وتفقد الحالة العامة للخدمات وتحقيق تحسينات ملموسة في مختلف القطاعات وتعتبر هذه الجولات جزءاً من استراتيجية الحكومة لتعزيز الشفافية وتعزيز الثقة بين الحكومة والمجتمع ومواجهة التحديات المحلية بشكل مباشر عبر مجموعات عمل وزارية متخصصة وهي سنة حميدة تتصاعد موجاتها يوما بعد الآخر بتواجد الحكومة بدءا من رئيس الوزراء وانتهاء بنواب الوزراء والمحافظين في الشارع وفي مختلف مواقع العمل والإنتاج وهو ما يشير إلى حرص الحكومة على استعادة حالة الانضباط وهيبة الدولة التي حاول البعض تجاوزها خلال فترات سابقة وفتحت مع أبواب كثيرة للتلاعب بمصائر العباد والتربح بشكل غير مشروع بل وأحيانا الاستفادة من بعض الأزمات واستثمارها فنرى اليوم الحكومة تضع يدها على كل الساحات وتسمع كل وجهات النظر وتحقق التكليف الرئاسي بالتواصل مع الناس وترك المقاعد المكيفة لتحسين جودة حياة المواطنين.
ولعل تواجد المسئول في الشارع من أهم العناصر الأساسية لتحسين حياة المواطن وتعزيز جودة الخدمات العامة فالنزول إلى الشارع والاختلاط بالمواطنين يتيح للمسئولين فهم الواقع الذي يعيش فيه الناس والاطلاع على التحديات التي يواجهونها بشكل مباشر ومن خلال هذا التواجد يمكن للمسئولين جمع المعلومات والبيانات التي قد لا تكون متاحة عبر التقارير الإدارية أو الدراسات الأكاديمية ويساعد التواجد في الشارع على بناء علاقة أقوى بين المواطنين والمسئولين وعندما يرى المواطنون مسئوليهم يتواجدون في الأماكن العامة يشعرون بأنهم مسموعون وأن هناك اهتماما حقيقيا بقضاياهم وهذه العلاقة تعزز الثقة بين الحكومة والمجتمع ما يؤدي إلى تعاون أكبر من قبل المواطنين في المبادرات والمشاريع الحكومية.
من ناحية أخرى يعزز التواجد في الشارع قدرة المسئولين على مراقبة وتنفيذ الخدمات العامة بشكل أفضل من خلال التواجد الميداني حيث يمكن للمسئولين التعرف على مشاكل الطرق والبنية التحتية وتقييم جودة الخدمات مثل التعليم والصحة والنقل وهذا الفهم المباشر لابد أن يؤدي إلى تحسينات ملموسة في الخدمات التي يتم تقديمها حيث يتمكن المسئولون من اتخاذ إجراءات تصحيحية بناء على الملاحظات التي يتم جمعها مباشرة من الموقع ويسهم التواجد في الشارع في تعزيز الشفافية والمساءلة فتواجد المسئولين بشكل منتظم في الأحياء والأماكن العامة يمنع تجاهل المشكلات أو تقديم وعود لا يمكن الوفاء بها وهذه الشفافية تعزز من مصداقية المسئولين أولا وتجعلهم أكثر حرصا على الوفاء بوعودهم وتنفيذ سياسات فعالة.
والنقطة الأهم أن التواجد في الشارع يمكن أن يساهم في استجابة أسرع للأزمات والطوارئ ليكون المسئولون على دراية بالمشاكل الفورية التي يواجهها المواطنون ما يمكنهم من اتخاذ خطوات سريعة وفعالة لمعالجتها وهذه الاستجابة السريعة يمكن أن تكون حاسمة في تحسين حياة المواطنين في الأوقات الحرجة مثل الكوارث لاقدر الله أو الأزمات.
وأخيرًا يساعد التواجد في الشارع على تشجيع الابتكار في حل المشكلات من خلال التفاعل المباشر مع المواطنين عبر جمع أفكار جديدة واقتراحات عملية لتحسين الخدمات والبرامج الحكومية وهذه الأفكار يمكن أن تكون مبتكرة وملائمة أكثر لاحتياجات المواطنين بما يعزز من فعالية السياسات والبرامج العامة وبالمجمل يعتبر التواجد في الشارع عنصرا حيويا في تحسين حياة المواطن فهو يعزز العلاقة بين الحكومة والمجتمع ويساعد في مراقبة وتقييم الخدمات العامة ويعزز الشفافية والمساءلة ويسهم في استجابة أسرع للأزمات ويشجع على الابتكار ومن خلال هذا التواجد يمكن للمسئولين تحقيق تأثير إيجابي ملموس على حياة المواطنين وتلبية احتياجاتهم بشكل أكثر فعالية.
وتعتبر الجولات الميدانية التي قام بها رئيس الوزراء مؤخرا شاهدا على التوجه نحو تعزيز فعالية الحكومة وتحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال التفاعل المباشر مع المواطنين وتفقد الحالة على الأرض بجولات ميدانية متعددة شملت مختلف المناطق والقطاعات الحيوية لتعزيز التواصل مع المواطنين ومتابعة تنفيذ المشاريع الحكومية وتقييم الوضع على الأرض بشكل مباشر وتساهم هذه الجولات في تعزيز الشفافية وتحسين الاستجابة للأزمات وتعزيز فعالية السياسات الحكومية، وبتكامل الجهود تنحصر المشكلات وتتضح الرؤى ويقطع الطريق على كل عابث أو مغرض.