لعشاق الفلك.. ترقب محاق شهر صفر في السماء الليلة
يترقب عشاق الفلك في سماء مصر، الليلة، ظاهرة فلكية بديعة، وهي محاق شهر صفر، حيث يكون القمر مقترنًا مع الشمس، فيشرق معها ويغرب معها فلا يترائى أبدًا، إذ يكون وجهه المضيئ مواجهًا للشمس ووجهه المظلم مواجهًا للأرض.
وحتى أن يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد القمر الجديد، علمًا بأن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسًا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الشفق المسائي بعد غروب الشمس مباشرة، كما تعتمد رؤيته أيضًا على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار.
المحاق
وتعد أيام المحاق هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة، والتي يفضلها الفلكيون كثيرًا لرصد الأجرام السماوية الخافتة، مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة.
ويشير مصطلح "محاق" إلى الفترة التي تكون فيها الشمس والقمر والأرض على استقامة واحدة فيكون القمر بين الشمس والأرض وحينها لا يكون الوجه القمري المقابل للأرض قادرًا على عكس أي كمية من ضوء الشمس يراها الراصد من على الأرض؛ لأن هذا الوجه من القمر لا يواجه الشمس؛ ليعكس ضوئها، وإنما يواجه الأرض، ولهذا يكون القمر مظلمًا.
وتكون أفضل الأماكن لمشاهدة تلك الظواهر الفلكية الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال، وليس لتلك الظواهر الليلية أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاط اليومي.
ويشار إلى أن رصد الأحداث والظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس؛ حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين جدًا، أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.
فترات القمر
ويمر القمر بثمان فترات، يأتي أولها "المحاق" وفي تلك الفترة يظهر القمر بشكل مظلم عند النظر إليه من الأرض؛ وذلك لأن الجزء المضيء يكون في الجانب الآخر الذي يواجه ضوء الشمس.
ومن بعد المحاق يأتي "الهلال"؛ نتيجة دوران القمر حول الأرض، ويصبح الجانب الذي ننظر إليه من الأرض أكثر إضاءة بسبب أشعة الشمس المباشرة، ثم تأتي "التربيع الأول"، حين يصبح النصف الأيمن من القمر مضيئاً، والجانب الأيسر معتمًا.
عقب ذلك يحل "الأحدب المتزايد" نتيجة تعرض أكثر من نصف القمر إلى ضوء الشمس، يلي ذلك مرحلة البدر، والتي تحل حين يكون القمر على استقامة واحدة مع الشمس والأرض.
ثم تأتي من بعد ذلك مرحلة "الأحدب المتناقص"، وهي عكس الأحدب المتزايد، إذ تتناقص فيه إضاءة القمر، وتخلف تلك المرحلة "التربيع الأخير"، وهي عكس التربيع الأول، أي يكون الجزء الأيسر من القمر مضيئًا، فيما يصبح الجانب الأيمن معتمًا، ثم تختتم مراحل القمر بمرحلة "الهلال الثاني"، والذي يستمر حتى طور المحاق التالي.
ومن المنتظر، أن تستطلع دار الإفتاء عقب صلاة المغرب، اليوم، هلال شهر صفر لعام 1446 هجريًا، الموافق 4 أغسطس 2024.