استمرارًا للحفلات الصيفية.. قصور الثقافة تقيم حفلًا لفرقة توشكى للفنون التلقائية
شهد مسرح قصر ثقافة بورسعيد سهرة فنية جديدة، استمرارا للحفلات الصيفية التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، حيث أحيا الحفل فرقة توشكى للفنون التلقائية، بقيادة الفنان محمد شريف، قدمت خلاله فقرات استعراضية مستوحاة من الفلكلور النوبي، منها: "الصياد، أسمر شيروتو، فخور أنا، إزيكم، والزفة النوبي"، واختتم الحفل بتابلوه "تحيا مصر"، وسط تفاعل جماهيري كبير.
من ناحية أخرى وضمن الفعاليات المقامة احتفالا بذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة، شهد إقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة أمل عبد الله، عدة لقاءات تثقيفية، منها لقاء بديوان حي المناخ، تناول خلاله الإعلامي حسام الدين عفيفي فكرة تأسيس القناة القديمة، ومرحلة التأميم، والعمليات التي تمت لتطوير القناة لتواكب حركة التنمية.
الحفلات الصيفية في قصور الثقافة
تحدث فيها الأديب محمد خضير في محاضرة بديوان عام حي العرب تفصيليا عن مشروع القناة الجديدة وكيف تمت التوسعة لعمل تفريعات جديدة بالبحيرات المرة والممر الملاحي، بهدف تقليل مدة انتظار السفن داخل القناة، هذا بالإضافة إلى لقاء للتعريف بالمكانة الاستراتيجية للقناة وتأثيرها على الاقتصاد المصري والتجارة العالمية، أعدته مكتبة طفل حديقة الأمل.
وعلى الجانب الآخر، انطلقت أمس فعالية مبادرة "القوة في شبابنا" تحت رعاية أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وتتوالى فعالياتها إلى 22 أغسطس 2024.
نُظمت محاضرة اليوم تحت عنوان: "ما التاريخ"، وقدمها الدكتور محمد عفيفى؛ أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة والأمين العام الأسبق للمجلس، وتهدف المبادرة إلى دعم ورعاية الموهوبين من الشباب، وتستهدف الشباب من سن 18 إلى 35 عامًا.
وتحدث الدكتور محمد عفيفى متناولًا ماهية التاريخ وأهميته، مشيرًا إلى أنه من المعروف أن التاريخ هو الماضى، ولكن يوجد أيضًا تاريخ للحاضر وتاريخ للمستقبل، وتابع متناولًا البعد الزمنى للتاريخ، موضحًا أن التاريخ تغير مفهومه؛ فما كنا ندرسه عن الزعيم عرابى وسعد زغلول وغيرهم كان تاريخ سياسى، وفى حقيقة الأمر يبقى المدلول الحقيقى للتاريخ أعمق وأكثر شمولية من ذلك.
وتابع: فإذا ابتغينا دراسة أى تاريخ مثل تاريخ الصراعات والحروب على سبيل المثال، سنجد أنه لابد لنا أولًا من فهم تاريخ هذه الشعوب بشكل جيد، وانتقل فى حديثه ضاربًا مثال آخر وهو القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى حتمية تكوين خلفية تاريخيّة عميقة عن مختلف الأوضاع التاريخية المتصلة بها لفهم أبعاد القضية بصورة تتميز بالشمولية والعمق فى ذات الوقت.
وواصل: إذا عكفنا على قراءة ما تركه المؤرخون حول القضية الفلسطينية على سبيل المثال سنجد أن كل منهم قدم الأحداث التاريخية الحقيقية ولكن بأسلوبه وبلاغته تاركا بصمته الخاصة فى ثنايا الموضوع المؤرّخ، وهذا ما يجعلنا نلاحظ أن التأريخ يختلط به وجهات النظر الخاصة بكل مؤرِّخ ويتجاوز التأريخ الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ليغوص فى أعماق الحضارات الإنسانية المختلفة؛ فمن خلال دراسة التاريخ، نكتشف جذورنا، ونفهم كيفية تطوير ذواتنا وبالتبعيّة مجتمعاتنا، عبر استخلاصنا لتجارب الأمم السابقة، لذا علينا أن ندرك أن التاريخ ليس حقيقة ثابتة، بل هو سردية متجددة تتأثر بوجهات نظر المؤرخين والمصادر المتاحة والتطورات المعرفية.