أكد الدكتور محمد الجندي، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن التجديد في الدين يجب أن يتم فهمه بشكل صحيح، مشيرًا إلى أن النصوص الدينية الثابتة، مثل حديث "صلوا كما رأيتموني أصلي" و"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، تبقى صالحة إلى يوم القيامة، ولا تتطلب تجديدًا في جوهرها، بل في تفسيرها وتطبيقها على المستجدات.
وقال عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الثلاثاء:، أن العبادة، مثل الصلاة، والأخلاق، والمعاملات، والأحكام الفقهية، والعقيدة، تبقى ثابتة، والتجديد يأتي في كيفية فهم وتطبيق هذه النصوص في السياقات العصرية.
الرسالة النبوية
وأوضح أن العلماء الأوائل الذين اكتشفوا العديد من العلوم مثل الفيزياء والكيمياء والطب، كانوا مدفوعين بدافع ديني، حيث كان الدين يحفز على البحث العلمي والتفكير العقلاني، مشددا على أن العلم هو جزء من التجديد الفكري الذي يساهم في تطوير المجتمع.
وتابع: العديد من العلماء مثل الإمام ابن حجر والإمام السيوطي كتبوا عن موضوع التجديد وتفسير النصوص بما لا يتعارض معها، لافتا إلى أن الأحاديث النبوية التي تشير إلى فضل العلماء على العباد، مثل "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم"، و"العلماء ورثة الأنبياء"، تعكس قيمة العلم والعلماء في المجتمع.
وأشار إلى أن الفهم الصحيح للنصوص يعتمد على التفسير والتأويل العقلاني، وليس التمسك الحرفي الذي قد يؤدي إلى فهم مغلوط.
وذكر أن أسباب اعتقاد البعض بأن الرسالة النبوية لم تعد صالحة للعصر الحديث تشمل الجهل بالدين، البعد عن اللغة العربية وفهم القرآن، وعدم الاطلاع الكافي على الأحاديث النبوية، واستخدام مصادر معرفية غير دقيقة مثل جوجل دون التحقق من صحة المعلومات.
وأشار إلى أن العلم يجب أن يكون مبنيًا على مصادر أصلية ومعترف بها، ويجب التحقق من السند والمصدر، مشددًا على أن المعلومات المستقاة من مصادر غير موثوقة قد تؤدي إلى تشويه العقيدة والدي، موضحا أن العصر الحديث يشهد غزوًا معرفيًا عشوائيًا يمكن أن يضلل الناس، وهو ما يستدعي العودة إلى المصادر الأصيلة لفهم الدين بشكل صحيح.
وكانت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قد أطلقت قناة الناس في شكلها الجديد، باستعراض مجموعة برامجها وخريطة الجديدة التي تبث على شاشتها خلال 2023.