النمنم: العام الثقافي المصري الصيني أسهم في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين
قال وزير الثقافة حلمي النمنم: "إن العام الثقافي المصري الصيني الذي انطلق بمحافظة الأقصر في يناير من العام الماضي أسهم بدور كبير في تعزيز أواصر الصداقة والعلاقات بين مصر والصين على المستويين الشعبي والرسمي ليس فقط في مجال الثقافة ولكن أيضًا في العديد من المجالات".
وأضاف النمنم، في تصريحات صحفية اليوم الخميس، على هامش الحفل الختامي للعام الثقافي المصري الصيني المقرر إقامته مساء اليوم بمقاطعة جوانزو جنوبي الصين، "أقمنا أكثر من 40 حدثًا فنيًا داخل مختلف مقاطعات الصين خلال العام الثقافي"، مشيرًا إلى أنه وقع الاختيار على مقاطعة جوانزو لإقامة الحفل الختامي لأن الصين بها تنوع ثقافي كبير، وحرصًا على الالتقاء بأكبر عدد من الأماكن.
وأشار إلى أن العلاقة بين الدولتين أقدم من تاريخ اعتراف مصر بالصين، حيث كانت مصر أول دولة تعترف بالصين، لافتًا إلى أنه في القرن 19 وقبله كان هناك عدد كبير من الصينيين يدرسون في الأزهر الشريف.
وأوضح أن العام الثقافي عمل على تنمية العلاقة إلى علاقات مؤسسية بعد أن كانت علاقات وجهود فردية صارت جهود مؤسسية على مستوى الدولتين، معربًا عن أمله في أن يكون العام الثقافي بداية وليس نهاية، وسوف تستمر العلاقات لتنمو أكثر فأكثر.
وحول مبادرة طريق الحرير ودور الثقافة في تعزيز هذه المبادرة، قال النمنم: "إن الثقافة موجودة في كل شيء والمبادرة مهمة جدًّا وتقوم على إحياء تراث وتاريخ طريق الحرير بين مصر والصين، وكذلك بين العالم العربي والصين".
وبشأن دعم التعاون الثقافي من خلال الترجمة، قال وزير الثقافة إن هناك حركة ترجمة من الصينية إلى العربية يقوم بها المركز القومى للترجمة من خلال متخصصين أكفاء، ويوجد في مصر 17 قسمًا لتعلم الصينية في 17 جامعة بعد أن كان قسمًا واحدًا قبل 30 عامًا، وصار لدينا مترجمين في اللغة الصينية تترجم كتبًا عن الصين الحديثة، وكذلك كتبًا عن الديانات الصينية القديمة، وأيضًا هناك حركة ترجمة من العربية إلى الصينية.
ونوّه النمنم قائلاً: "إن هذه الترجمات غير كافية ونعمل على المزيد، ومن جانبها سوف تتقدم وزارة الثقافة الصينية إلينا بقائمة من الكتب المصرية من أجل ترجمتها إلى الصينية ونحن عبر المركز القومي للترجمة سوف نتحمل تكلفة الترجمة والصين تتحمل التوزيع والنشر، وطلبنا أن تقدم الصين قائمة بـ100 عمل عربي لترجمتها إلى الصينية".
وفيما يتعلق باستفادة باقي دول المنطقة، قال النمنم: "يجب أن نعي أن الثقافة العربية تشمل كل الدول الأخرى، وعام الثقافة المصرية الصينية هو أيضًا عام الثقافة العربية".
واعتبر النمنم أن هذا العام هو البداية ولذا تم الاتفاق على التعاون في مجال الترجمة وتبادل الزيارات والخبرات والاشتراك في المعارض بين الكتاب والمبدعين، مشيرًا إلى أن الثقافة المصرية يوجد بها تيار معجب بالثقافة الصينية وثورة ماو اجتذبت عددًا كبيرًا من المفكرين المصريين، وكان هناك عدد من المصريين الماويين.
وحول التوجه المصري نحو الشرق ثقافيًا واقتصاديًا وهل هذا يعيد ريح الشرق قال الوزير: "الثقافة المصرية لم تبتعد كثيرًا عن الشرق، ولكن التركيز حاليًا على التوازن في العلاقات وكنا في الماضي نتجه على دولة بعينها، ولكن الآن ومنذ ثورة يونيو نعمل على توازن في العلاقات على المستوى الدولي والإقليمي".
وبيّن النمنم أنه "لدينا أنشطة ثقافية في الهند وتم تعميق علاقاتنا الثقافية مع كثير من الدول الإفريقية، وفي معرض الكتاب كان هناك 8 دول العام الماضي بالإضافة إلى دول عربية، وفيما مضى كانت دول عربية أفريقية فقط والجديد أننا نشارك أيضًا في أنشطة ثقافية وفنية أفريقية"، حسب قوله.