«التسامح في الوطنية إعدام لها» .. كلمات خالدة للزعيم مصطفى كامل في مجلة الهلال
نحتفل اليوم بالذكرى الـ 150 لميلاد الزعيم الوطني مصطفى كامل، الذي يعد كان من أكبر معارضي الاستعمار وأحد رواد النهضة في مجالات نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية.
وفي هذا السياق، نستعرض ما نشرته مجلة الهلال في عددها الصادر في الأول من مايو 1940، حيث قدمت مجموعة من الكلمات الخالدة التي تجسد الروح الوطنية وانضالية للزعيم مصطفى كامل وحبه العميق للوطن.
من كلمات الزعيم مصطفى كامل:
- إن الذين يهبون قواهم وأعمارهم لبلادهم لا يحسبون لأشخاصهم وجودًا مستقلًا عن المبدأ الذي يعملون لنصرته، بل يندمجون في المبدأ نفسه، فكل تحية تهدى إليهم فهى تحية إليه ولذلك أستقبل دلائل الحب والميل التي تظهرونها نحوي على أنها إكرام لأشرف مبدأ قام ويقوم في خدمة الإنسان ألا وهو مبدأ "إحياء الوطن ورد مجده واستقلاله إليه".
- إن العامل الواثق من النجاح يرى النجاح أمامه كأنه أمر واقع، ونحن نرى الآن هذا الاستقلال المصرى، ونبتهج به، وندعو له كأنه حقيقة ثابتة وسيكون كذلك لا محالة.
- إنا لو تخطفنا الموت من هذه الدار واحدا بعد واحد لكانت آخر كلماتنا لمن بعدنا "كونوا أسعد حظا، وليبارك الله فيكم، ويجعل الفوز على أيديكم، ويخرج من الجماهير المئات والألوف بدل الآحاد للمطالبة بالحق الوطني والحرية الأهلية، والاستقلال المقدس"
- إن مصر جنة الدنيا، وإن شعبا يسكنها ويتوارثها لأكرم الشعوب إذا أعزها، وأكبرها جناية عليها وعلى نفسه إذا تسامح في حقها، وسلم أزمتها للأجنبي.
- إن الوطنية واحدة لا تتعدد، وقد يضل الإنسان في أمور كثيرة، ويخطئ في مسائل عدة، ولكن إذا كان هناك شعور لا يضل الرجل فيه، ولا يخطئ أبدًا في تقديره وتكييفه وإظهاره بكل مظاهره فهو الشعور الوطني .
- إذا صح التسامح في بعض الأمور، وفي ظروف معينة، فإن التسامح في الوطنية إعدام لها وقضاء عليها، وأن من يتسامح في حقوق بلاده ولو مرة يبقى أبد الدهر مزعزع العقيدة سقيم الوجدان.
- إن الحكومة الصالحة العاملة لخير الرعية هي التي تلتقط الحقيقة أنى وجدتها وتعمل بالرشد والصواب، ولو كان خصمها هو مرشدها، فهي تزداد قوة على قوتها، ونفوذا عند الرعية إذا اتبعت رأي خصمها متى كان حقًا، لأنها تثبت بذلك أنها حكومة خير ورشاد لا حكومة طيش وأهواء.