سلط تقرير إخباري نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الجهود الضخمة التي تبذلها القوات الروسية لصد اجتياح القوات الأوكرانية لمنطقة كورسك الحدودية الذي بدأ الأسبوع الماضي.
وأوضح الصحفي شوان ووكر في سياق التقرير، أن السلطات الروسية تسعى للسيطرة على الوضع في منطقة كورسك بعد مرور ما يقرب من أسبوع على الهجوم الأوكراني المباغت والذي تمكنت من خلاله من الاستيلاء على عدد من البلدات والقرى الحدودية الروسية والتوغل لبضعة أميال داخل الأراضي الروسية.
ولفت التقرير إلى أن القوات الروسية لجأت لاستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار في هجماتها على القوات الأوكرانية في المنطقة، في محاولة لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها الجانب الأوكراني، مضيفا أن القوات الروسية بادرت بإرسال تعزيزات للمنطقة لصد الاجتياح الأوكراني.
في الوقت نفسه، ذكر الجنرال أبتي ألودينوف قائد القوات الخاصة الشيشانية التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية، أن الهجوم الأوكراني توقف بالفعل، على الرغم من استمرار نزوح السكان المدنيين عن المنطقة.
كما أشار التقرير إلى أنه على الرغم من تلك التصريحات، فقد بات من الواضح أن القوات الأوكرانية مازالت تسيطر على أجزاء عديدة من المنطقة الحدودية غير أن الكرملين يسعى للتهوين من أهمية تلك العملية العسكرية.
وأضاف التقرير أن أوكرانيا لم تفصح بعد عن الهدف النهائي من تلك العملية العسكرية المباغتة والتي تأتي بعد فترة طويلة من التراجع أمام الآلة العسكرية الروسية الضخمة، إلا أنه أكد أنها بلا أدنى شك رفعت الروح المعنوية للجنود الأوكرانيين.
ولفت التقرير في سياق متصل إلى أن النتائج الأهم لتلك العملية ليست فقط رفع الروح المعنوية للجنود الأوكرانيين، وإنما تعزيز موقف الجانب الأوكراني خلال أي مفاوضات في المستقبل مع روسيا لوضع حد لتلك الحرب التي بدأت في فبراير عام 2022.
وأضاف أن العملية الحالية في كورسك تتسم بأهمية خاصة حيث دأبت القوات الأوكرانية على شن هجمات من وقت لآخر داخل الأراضي الروسية لإحداث تأثير نفسي ومعنوي فقط، إلا أن الجانب الأوكراني تمكن هذه المرة من الاستيلاء على عدد من القرى والبلدات وبسط سيطرته عليها.