كشف معهد دراسة الحرب، أن القوات المسلحة الأوكرانية تغلَّبت على تفوق روسيا في القوة البشرية والمعدات خلال العملية التي نفذتها في منطقة "كورسك" الروسية.

وذكر معهد دراسة الحرب في تقرير نشره، اليوم الأحد، أنه خلال الفترة من يناير حتى يوليو 2024، سيطرت القوات الروسية على ما مجموعه 1175 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الأوكرانية.

وفي المقابل، نجح الجيش الأوكراني في السيطرة على حوالي 800 كيلومتر مربع خلال ستة أيام فقط من 6 إلى 12 أغسطس، وبحلول 17 أغسطس، تقدموا إلى عمق حوالي 28 كيلومترًا.

وقال محللون إن: "استخدام أوكرانيا للمناورة في منطقة كورسك يعد مثالًا على كيفية تنفيذ عملية أوكرانية تجمع بين المفاجأة العملياتية وإمكانية تحقيق مكاسب إقليمية أكبر في فترة زمنية أقصر ومع عدد أقل من القوات والمعدات. في المقابل، فإن الحرب المطولة ستفاقم من نقص الموارد لدى أوكرانيا وستزيد من التكاليف عليها وعلى شركائها".

وأشار تقرير معهد الحرب مقره الولايات المتحدة إلى أن قدرة أوكرانيا على تحقيق المناورة السريعة في منطقة كورسك تظهر أن القوات الأوكرانية تعلمت من الدروس المستفادة من الشهور الماضية من حرب المواقع.

وأشار إلى أن العملية العسكرية التي نفذتها القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية توضح أن القوات الأوكرانية قادرة على استخدام الحرب المناورة لتعويض التفوق الروسي في العدد والمعدات. ومع ذلك، فإن هذه العملية، إلى جانب العمليات الهجومية الروسية في شرق أوكرانيا، ليست حاسمة بحد ذاتها لتحقيق النصر في الحرب.

وأضاف أن الجانبين يفتقران إلى القدرة على تنفيذ عمليات فردية قادرة على إنهاء الحرب، ويتعين عليهما بدلاً من ذلك القيام بعدة عمليات متتابعة بأهداف محدودة تساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية العامة.

وأفاد معهد دراسة الحرب بأن الحرب في أوكرانيا تتسم بحجمها الكبير؛ مما يمنع أي طرف من تحقيق الحسم من خلال حملة واحدة.

وذكر التقرير أن كلا من أوكرانيا وروسيا لديهما القدرة على إنشاء مواقع دفاعية عميقة واحتياطيات تمنع تحقيق أي أهداف استراتيجية من خلال حملة واحدة. وبينما سمحت العملية الأوكرانية في كورسك للقوات الأوكرانية بالاستيلاء على المبادرة الميدانية في جزء من الجبهة، تسعى القوات الروسية للحفاظ على الضغط الهجومي في منطقة دونيتسك لمنع أوكرانيا من استغلال التأثيرات الناتجة عن العملية في كورسك.

وذكر أن العملية الأوكرانية في كورسك أجبرت روسيا على إعادة النظر في متطلبات الدفاع عن الحدود الدولية الطويلة مع شمال شرق أوكرانيا، وقال: "يتعين على القيادة العسكرية الروسية الآن وضع خطة طويلة الأجل تتضمن متطلبات القوة البشرية والمعدات اللازمة للدفاع عن هذه الحدود".