رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أدباء نوبل | الدنماركي المتشائم الساخر هنريك بونتوبيدان

21-8-2024 | 19:49


هنريك بونتوبيدان

همت مصطفى

تعد جائزة «نوبل»، أشهر جائزة عالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب من الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

ونلتقي اليوم مع  الأديب  الدنماركي  «هنريك بونتوبيدان»

 ولد هنريك بونتوبيدان في 24 يوليو 1857 في فريديريسيا بالدنمارك، وكان ابنًا لرجل دين، وثارالأول جزئيًا على بيئته من خلال بدء دراساته في الهندسة في كوبنهاجن في عام 1873م،  وفي عام 1879م، توقف عن دراسته وأصبح مدرسًا لعدة سنوات.

أول مجموعة قصصية

نشر «بونتوبيدان» أول مجموعة قصصية له بعنوان «الأجنحة المقصوصة» في عام 1881، وبعد ذلك كان يعول نفسه بالكتابة، حتى عام 1900م جزئيًا وعمل  كصحفي في صحف كوبنهاجن المختلفة.

 

كتب «بونتوبيدان» العديد من المؤلفات والتي تتنوع  مابين الروايات والقصص القصيرة  التي كتبها بأسلوب ملحمي منفصل عاطفيًا، وامتد إنتاج  «بونتوبيدان»  إلى أكثر من نصف قرن وتغطي معظم جوانب الحياة الدنماركية، وعادة ما تتميز بمزيج من النقد الاجتماعي وخيبة الأمل الأرستقراطية وتعبر عن سخرية متشائمة.

 

كانت كتب  «بونتوبيدان» الأولى تدور حول الحياة في الريف  وكتب «صور القرية» 1883م، و«من الأكواخ» 1887م وتتميز رواياة «السحب» 1890م؛ جميعها بالسخط الاجتماعي، على الرغم من التقدير الساخر لرضا الناس عن أنفسهم وسلبيتهم، و تصف الرواية الطويلة  «الأرض الموعودة»  الخلافات الدينية في المناطق الريفية،وكتبها في 3 مجلدات 1891-1895م؛ 

 

 بونتوبيدان أديبا ضد التزمت

كتب «بونتوبيدان»  في تسعينيات القرن التاسع عشر روايات قصيرة عن المشاكل النفسية والجمالية والأخلاقية - على سبيل المثال، «دورية الليل» 1894؛، «آدم العجوز»1895م؛ ، و  «أغنية الأغاني 1896م؛ وتبع ذلك عمل رئيسي، رواية  «لاكي بير» 1898، التي نُشرت في الأصل في ثمانية مجلدات، حيث تشبه الشخصية الرئيسية إلى حد ما بونتوبيدان نفسه، فيما يبين أنه إ ابن رجل دين يتمرد على الأجواء المتزمتة في منزله ويسعى إلى تحقيق ثروته في العاصمة كمهندس موضوع الرواية هو قوة البيئة، والميول الوطنية نحو أحلام اليقظة والخوف من الواقع مُدان.

 

 

في رواية بونتوبيدان العظيمة «عالم الموتى»، يظهر استياءه من التطورات السياسية بعد انتصار الليبراليين في عام 1901م ومن عقم العصر الجديد، وفي  روايته الأخيرة، ويصف «ماندز هيمريج» 1927؛ جنة الإنسان الدنمارك المحايدة أثناء الحرب العالمية الأولى ويهاجم المادية اللامبالية.

 

وكان آخر عمل للأديب «بونتوبيدان» هو المجلدات الأربعة من المذكرات التي نشرها بين عامي 1933 و1940 م والتي ظهرت في نسخة مجمعة ومختصرة بعنوان «في الطريق إلى نفسي».

 

اتسمت مؤلفات «بونتوبيدان» بالواقعية، حيث كانت رواياته  وقصصه القصيرة - التي كانت مليئة بالرغبة في التقدم الاجتماعي ولكن اليأس في وقت لاحق من حياته من تحقيقه -  وتتناول صورة شاملة بشكل غير عادي لبلاده وعصره.

 

نوبل لماذا؟

 

تقاسم «بونتوبيدان»  مع كارل جيلروب جائزة نوبل للآداب عام 1917، وحصل عليها عن.حيث حصل عليها «لوصفه الحقيقي للحياة الحالية في الدنمارك».

 

  توفي الأديب الساخر روائي البسطاء هنريك بونتوبيدان  في مثل هذا اليوم 21 أغسطس 1943 في أوردروب بالقرب من كوبنهاجن.