رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أسس بناء الأسرة في انطلاق أسبوع "المرأة بين الثقافة والفنون" بالفيوم

22-8-2024 | 20:00


من فعاليات اللقاء الثقافي

أبانوب أنور

شهدت مكتبة الطفل والشباب بطامية بالفيوم، الخميس، انطلاق أولى فعاليات الأسبوع الثقافي الثاني "المرأة بين الثقافة والفنون"، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ضمن المبادرة الصيفية "ثقافتنا في إجازتنا".

شهدت الفعاليات لقاء ثقافيًا بعنوان "اختيار شريك الحياة وبناء الأسرة"، شاركت فيه د. هند فؤاد - أستاذ علم الاجتماع المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وقدم اللقاء الدكتور علي غانم، أستاذ مساعد علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ومشرف المركز بالفيوم، وبحضور سماح كامل، مدير عام ثقافة الفيوم، وممثلي المجلس القومي للمرأة، ومجلس مدينة طامية، وجمعية مصر الأميرة، مديرية الصحة، وعدد من الرائدات الريفيات.

استهل "غانم" اللقاء قائلًا إن البحوث المتعلقة بالمشكلات الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع المصري؛ والتي يجريها المركز القومي، تهدف إلى تقديم استراتيجية واضحة على أساس علمي سليم بالتعاون مع جميع المؤسسات الحكومية، إلى جانب نشر الوعي بسبب انتشار بعض العادات والأفكار الخاطئة وخاصة في الريف، ثم تحدث عن بروتوكول التعاون مع وزارة الثقافة من أجل الوصول إلى فئات متنوعة.

ثم بدأت د. هند فؤاد حديثها عن أهمية بناء الأسرة في التناسل وإعمار الأرض، التعاون وقضاء الحاجات، وحول اختيار شريك الحياة في الوقت الحالي، قالت: يصعب الاختيار فهو يتطلب التفكير والتأني، فالزواج ليس مجرد زوج وزوجة بل عائلتين وأجيال جديدة". مؤكدة أن الخطوبة فترة مهمة لابد من حسن استثمارها، وأن معايير الاختيار السليمة لشريك الحياة هي معايير نسبية تختلف من مجتمع لآخر، ومن رجل لآخر باختلاف الثقافات والعادات.

وعن أسس اختيار الزوجة والزوج، أكدت ضرورة التروي والتعقل نظرا للظروف الاقتصادية الحالية، وأن الاختيار لا يقوم على معيار واحد ومن تلك المعايير؛ الاستشارة، العلم والوعي، النسب، الدين والأخلاق، الجمال، النظافة، المال، وأكدت أن التوافق الفكري والنفسي والعاطفي والاجتماعي أهم معيار في الوقت الراهن، وعدم الانسياق وراء العواطف، وأهمية الحرية المتكافئة في الاختيار بين الزوجين دون إجبار أو ضغوط من الأهل خاصة على الفتاة، أيضا من تلك المعايير؛ المكانة الاجتماعية، التدين وحسن الخلق، المهنة والدخل الثابت، وأن يكون الزوج قادرا على أداء واجباته الأسرية، كذلك الاستطاعة الصحية والنفسية، حسن الخلقة، التوافق النفسي والعمري والمادي.

ثم انتقلت إلى الحديث عن أساليب اختيار شريك الحياة المنتشرة والشائعة في المجتمع ومنها: الأسلوب الشخصي الذاتي، الأسلوب الوالدي عن طريق الأقارب وما يعرف ب "زواج الصالونات"، الأسلوب التعاوني سواء زملاء الدراسة أو زملاء العمل، أيضا مكاتب الزواج والزواج عن طريق الإنترنت الذي يبتعد عن الواقع الافتراضي وينتج عنه الكثير من المشكلات.

كما تناولت النظريات المفسرة لاختيار شريك الحياة وناقشت عوامل بناء الأسرة، ومنها التوعية بأهمية الاختيار، استثمار فترة الخطوبة، التوافق الزواجي بكل أبعاده سواء النفسي، الأخلاقي، العمري، الاجتماعي، الديني، الصحي، الثقافي، الفكري، أيضا المرونة والعطاء والاحترام المتبادل، التكامل في الأدوار، وإشباع الحاجات، أما عوامل هدم الأسرة فأهمها سوء الاختيار للزوجين، وتدخل الأهل الذي يؤثر في تزايد نسبة الطلاق، سوء إدارة الخلافات داخل الأسرة، العنف المتزايد بين الزوجين، واختتمت حديثها حول جهود الدولة في مجال تنمية الأسرة المصرية مشيرة إلى بعض البرامج والمبادرات التي تكفلها الدولة المصرية لضمان تمكين المرأة اجتماعيًا واقتصاديًا منها؛ برنامج "مودة" بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة ووزارة التضامن، أيضا المبادرة الرئاسية لتنمية الأسرة المصرية، ومبادرة "مستورة" لكفالة المرأة المعيلة.

وفي كلمتها، تحدثت فريدة ثابت الجمال - عضو المجلس القومي للمرأة، عن المغالاة والمبالغة في إستعدادات الزواج، وأكدت ضرورة أن تكون تجهيزات الزواج على قدر المستطاع والحاجة، مع أهمية الشهادة الصحية وفحوصات ما قبل الزواج التي توضح الخريطة الجينية للزوجين حيث ترتفع نسب الطلاق لأسباب عديدة منها؛ عدم الإنجاب، ومع انتشار زواج الأقارب وارتفاع نسبة الأطفال ذوي الهمم، وإمكانية انتقال بعض الأمراض من الأبوين إلى الأبناء، وتقديم تلك الفحوصات الطبية استباقًا لأي من هذه المشكلات ومحاولة علاجها أو تلافيها مبكرًا، وتكون الفحوصات في سرية تامة، والعلاج بالمجان، ومبالغ رمزية مقابل بعض التحاليل.

من جانب آخر، شهدت الفعاليات تنفيذ مجموعة من الورش الحرفية للمرأة، حيث أقيمت ورشة لتعليم المكرمية تدريب شيرين عفيفي من الإدارة العامة بثقافة المرأة، وورشة خيامية تدريب سمية فريد محمد، وأخرى للتدريب على التطريز تدريب سارة محمد الجندي، ورشة إكسسوارات من الخرز تدريب كل من رضا رمضان وشادية محمد مشرفتي نادي المرأة بقصر ثقافة الفيوم.

الأسبوع الثقافي تنظمه هيئة قصور الثقافة وتستمر فعالياته حتى 26 أغسطس الحالي، وذلك من خلال الإدارة العامة لثقافة المرأة، برئاسة د. دينا هويدي بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وبالتعاون مع إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة الفيوم، ويأتي ذلك في ضوء اهتمام وزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة بالتثقيف والتعليم الحرفي للمرأة، وإثراء الجانب الفني والإبداعي لديها.