رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عودة الحياة إلى بحيرة البرلس في عهد "الجمهورية الجديدة" بعد تطويرها باعتمادات بلغت 1.8 مليار جنيه

23-8-2024 | 18:35


بحيرة البرلس

دار الهلال

عادت الحياة إلى بحيرة البرلس، في عهد الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تعتبر ثاني أكبر البحيرات الطبيعية في مصر من حيث المساحة؛ حيث تبلغ مساحتها حوالي 460 كم2، وذلك بعد أن أوشكت على الدمار، وبدأت أنواع بعض الأسماك تعود إلى مياه البحيرة، بجانب الطيور المهاجرة من الصيادين، الذي يبلغ عددهم أكثر من 100 ألف صياد، وذلك عقب تطويرها وتنميتها باعتمادات بلغت - حتى الآن - إلى مليار و850 مليون جنيه خلال 3 مراحل.

وتم الانتهاء من المرحلة الأولى على مساحة 1500 فدان والمرحلة الثانية على مساحة 1500 فدان، وتكريك بوغاز البرلس، الذي يمثل القصبة الهوائية بالنسبة للبحيرة، والذي يمدها بالمياه المالحة والذريعة السمكية، وعمل 3 قنوات شعاعية لتوصيل مياه البحر للبحيرة لزيادة ملوحة المياه، بالإضافة لتكسية البوغاز على جانبيه، وإنشاء حماية لشاطئ البوغاز بطول 3 كم على الجانبين، ومازال العمل في المرحلة الثالثة من التطوير والذي يجري العمل بها بالبركة الغربية بالبحيرة.

وقال محافظ كفرالشيخ الدكتور علاء عبد المعطي "بحيرة البرلس اليوم ليست كالأمس؛ فهناك فرق شاسع بين هذا وذاك، بعد أن وجهت الدولة اهتمامها بالبحيرة ووفرت الاعتمادات اللازمة لعملية التطهير سواء أمام مدينة بلطيم وإضافة مسطح مائي جديد ما يزيد عن 5 آلاف فدان للمسطح المائي، بجانب اتجاه الدولة أيضا بتوفير الاعتمادات اللازمة ايضا لتطهير البركة الغربية عند الهوكس وقناة برنمبال لفتح شرايين البحيرة وإضافة مسطح مائي آخر في هذه المنطقة.

وأضاف أن البحيرة يسودها العديد من البيئات أهمها: المستنقعات الملحية، والقصبية، والسهول الرملية، وعلى سواحل البحيرة توجد الكثبان الرملية المرتفعة، ولكل من تلك البيئات خصائص خاصة بالتربة المكونة لها، وينعكس ذلك على أهمية تلك البيئات من حيث كونها مكاناً طبيعياً لما يقرب من 135 نوعاً نباتياً برياً ومائياً.

وتابع المحافظ إن الهدف من أعمال التطويرالتي تتم هو الحفاظ على بحيرة البرلس، وتنمية الثروة السمكية وتوسيع المسطح المائى للبحيرة؛ ما ينعكس على إيجاد فرص عمل، وتوفير أكبر كمية من المعروض من الأسماك الذى يؤدى لخفض سعر السمك فى السوق المحلية، وزيادة جودته للتصدير، فضلا عن الحفاظ عليها كمحمية طبيعية، وعلى نوعية الأسماك المختلفة، وتجديد النوعيات، وتلافي عملية النحر، والإطماء على جوانب البوغاز لتنشيط تيارات المياه وتجديد الداخل منها إلى بحيرة البرلس، خاصة أن المحافظة تنتج 33% من إنتاج الأسماك على مستوى الجمهورية، وبحيرة البرلس تمثل 25 % من هذا الإنتاج.

وأكد المحافظ أن الرئيس السيسي اهتم ببحيرة البرلس، في إطار إهتمامه بالبحيرات على مستوى الجمهورية، حيث وجه بسرعة تنميتها وتطوير إنتاجها من الأسماك من مختلف الأنواع لخدمة صغار الصيادين وأبناء المحافظة، مع العمل على إزالة الحشائش والغاب والبوص والأحراش منها، وتعميقها وزيادة مساحة الصيد الحر لخدمة صغار الصيادين بالبرلس، وتطهير وتعميق بوغاز البرلس بما يسمح بدخول مياه البحر المتوسط المالحة إلى البحيرة للقضاء على الحشائش والبوص المنتشر بالبحيرة، مع وقف عمليات الصيد المخالفة بها، ومكافحة صيد الزريعة، وإطلاق ملايين الزريعة الصغيرة من الأسماك بها بصفة سنوية، حيث يتم إطلاق أكثر من 50 مليون وحدة زريعة صغيرة في البحيرة، ونهر النيل والمزارع السمكية المنتشرة بالمحافظة.

وأوضح أن أعمال التطوير التي تمت في بحيرة البرلس بدأت من خلال اعتمادات ضختها الدولة بنحو 50 مليون جنيه، وذلك من أمام مدينة بلطيم، حيث كانت هذه المنطقة ينمو فيها البوص والهيش وارتفعت فيها نسبة الإطماء وكانت مستنقع لا يصلح للصيد وضاق الحال بصيادى مدينة بلطيم لكون هذه المنطقة مصدر ارزاقهم، ولكن إرادة الدولة كانت قوية وبدأت الاعتمادات تتدفق، لتقسيم المنطقة إلي قطاعات لرفع الأتربة من هذا المسطح ،حيث تم رفع ألاف الأمتار واطنان الحشائش من أمام مدينة بلطيم ونجحت الدولة في إضافة 5 ألاف فدان إلي المسطح المائي لبحيرة البرلس وعاد صيادى بلطيم الي ممارسة مهنتهم في هذه المنطقة كما كانوا، وقامت المحافظة بإقامة "كورنيش" أمام المدينة بتكلفة 27 مليون جنيه، ويجري حاليا إقامة "كورنيش" آخر حتى المنطقة الصناعية شرقا وإلى الكوم الأحمر غربا لتضفي جمالا على البحيرة بمحازاة رافد الطريق الدولي.

وأضاف أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى والثانية من عملية تطوير البحيرة، ويجري العمل الآن في المرحلة الثالثة وتطهير البوغاز، تحت إشراف جهاز تعمير وتنمية الساحل الشمالى بالتعاون مع المحافظة، حيث تقوم بتنفيذ تلك الأعمال شركة المقاولون العرب في جميع مراحل التنفيذ.

وأشار المحافظ إلى أعمال تطهير بوغاز البحيرة، التي كانت ارتفعت فيه نسبة الرمال في قاعه حتى انخفضت الأعماق الي 1.5 متر، وأصبح لا يسمح بسرعة مياه البحر المتوسط إلي البحيرة، وعدم مرور المراكب ذات الغاطس الكبير.

وقال إن الدولة سارعت في اعتماد 106 ملايين جنيه كمرحلة أولي لإنقاذ البوغاز من الانغلاق بداية من 2018، ونجحت الشركة المتولية عملية تنفيذ الأعمال برفع 900 ألف متر مكعب من الرمال من قاع البوغاز حتى وصلت أعماق المجري المائي من 1.5 متر إلي 5.5 متر، وأدى ذلك إلي سرعة وزيادة كمية المياه المالحة من البحر المتوسط إلي البحيرة محملة بالزريعة السمكية، بالإضافة إلي رفع أكثر من 150 بلوك خرساني كانت في المجري المائي وتعوق حركة المراكب.

وأضاف المحافظ أن الأعمال نجحت - أيضا - في شق 3 قنوات شعاعية من مجرى البوغاز إلى عمق البحيرة بطول 1.5 كم لكل قناة لإدخال أكبر كمية من مياه البحر إلى البحيرة التي تساعد في عدم نمو الحشائش والهيش، فضلا عن عمل تكاسي بالحجارة لجانبي البوغاز بالكامل، وهذه التكاسي ستحافظ على مجرى البوغاز من الإطماء أو التآكل.

من جانبهم، أكد مشايخ الصيادين ورؤساء جمعياتها، أن وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي لهم قد تحق على أرض الواقع بتطهير بحيرة البرلس وإعادتها لسابق عصرها.

وأكد شيخ الصيادين بمدينة بلطيم عبد النبي دعله، أن بحيرة البرلس استطاعت - خلال سنوات قليلة - استرداد عافيتها بعد أن انفقت عليها الدولة الملايين لتطهيرها من "البوص والهيش" وفتح أسراب جديدة فيها وقنوات شعاعية لإدخال كميات من المياه المالحة من البحر المتوسط وتطهير وتعميق وتكسية بوغاز بحيرة البرلس.

بدوره، قال نقيب الصيادين بالبرلس محمد إبراهيم شرابي، إن أمراض بحيرة البرلس كادت أن تستفحل وتقضي على جسدها وتفتك بالمسطح المائي وتشرد آلاف الصيادين العاملين فيها، وكان "الهيش" والتلوث والاستقطاع من أشد الأمراض فتكا بالبحيرة وهاجر الصيادون البحيرة، ومنهم من ترك مهنة الصيد التي توارثها من أجداده، واتجه إلى حرف أخرى عندما رأى أن مساحة المسطح المائي تتناقص وتتقلص وبوغاز البحيرة الذي هو بمثابة القصبة الهوائية لها يضيق وتترسب في قاعة الرمال فظنوا أنه لا محاله في الحل.

وأضاف أن مساحة البحيرة كانت حوالي 145 ألف فدان، تقلصت إلى 113 ألف فدان، وبدأت في التناقص إلى أن وصلت إلى 95 ألف فدان بسبب الإطماء نتيجة تدفق المياة العذبة من 8 مصارف وترسب أكثر من 3 مليارات متر مكعب من الترسيبات في قاع البحيرة وقلة المياه المالحة من البحر المتوسط، وتحولت البحيرة الي مريض ولكنه قابل للشفاء.

وتابع إن صيادى بحيرة البرلس يتوجهون بالشكر والتقدير للرئيس السيسي، الذي وعدهم بان يجعل بحيرة البرلس بحيرة عالمية بالتوازي مع إنشاء مزرعة بركة غليون السمكية وبعد ذلك دارت محركات المعدات، ونزلت الحفارات، والأوناش إلى البحيرة وتقسيمها إلي قطاعات من أول ساحل مدينة بلطيم حتى بوغاز البحيرة عند إلتقاء مياه البحر المتوسط ببحيرة البرلس في مسافة تزيد عن 10 كم وهي المنطقة الشرقية للبحيرة وتم عملية التطوير مرحلة تلتها مرحلة آخرى .