الإيكونوميست: هاريس قادرة على الفوز في الانتخابات الأمريكية.. ولكن ماذا بعد؟
رجحت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت، أن نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس قادرة على الفوز على منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في السباق نحو البيت الأبيض، لكنها طرحت تساؤلات عن ملامح حكم هاريس للبلاد في ظل ما وصفته بعدم اتضاح سياساتها ومواقفها حتى الآن.
ودللت المجلة على فرضيتها، بأن قدرة هاريس على الفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتمثل في شخصيتها المختلفة عن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ومنافسها دونالد ترامب، وظهر هذا الأمر جليا في الشعور بالارتياح الذي انتاب أعضاء الحزب الديمقراطي بأن مرشحتهم بدخولها معترك انتخابات الرئاسة الأمريكي أنقذت الحزب من هزيمة كادت أن تكون مؤكدة.
ونبهت المجلة إلى أن جو بايدن في خطابه الأخير في شيكاغو أن السن حوله إلى شخص حاد، لافتة إلى أن ترامب من جانبه، ليس من جهابذة السياسة ومع وجوده كمنافس، يصبح الاعتماد على الشخصية مهما.
وفيما يتعلق بملامح حكم هاريس للبلاد، رأت المجلة أن شخصيتها لا تزال غير معروفة - وهي مسؤولة جزئيًا عن إبقائها كذلك (وفقا للمجلة) - مشيرة إلى أنه في إدارة بايدن، كانت هاريس في الظل، كحال نواب الرؤساء عادة، ثم أصبحت المرشحة دون أن تُختبر في انتخابات تمهيدية، ومنذ انسحاب بايدن، لم تجر هاريس مقابلات إعلامية ولم تستقبل سوى القليل من الأسئلة من المراسلين، وكان برنامجها الانتخابي موروثًا في غالبه من رئيسها، وهو أكثر هشاشة من برنامج ترامب.
وأشارت "الإيكونوميست" إلى أن هاريس ليست ممن تكشف حياتهم المهنية عن قناعاتهم أو معتقداتهم السياسية، بل إنها كبايدن تضع نفسها على يسار الوسط قليلاً في حزبها وتتكيف مع تطوره، كما تختلف عن بايدن في كون سياساتها في الاقتصاد والشؤون الخارجية تبدو غير ثابتة.
واعتبرت المجلة أنه في غياب المعتقدات الأساسية القوية ومجموعة الأولويات التوجيهية، يمكن للرئيس أن ينحرف عن مساره بسهولة بفعل الأحداث.. لافتة إلى أنه عندما يقتصر تصرف الرؤساء على رد الفعل أو يكونون مترددين، فقد يُطعن عليهم في الخارج.. وإذا وجدت هاريس صعوبة في الربط بين سيرتها الذاتية ومبادئها وسياساتها، فستجد صعوبة أيضًا في الدور الحاسم المنوط بالرئيس، ألا وهو أن يشرح للأمة كيف ينبغي لها أن تواجه الشدائد.
وفي الوقت نفسه، أشارت "المجلة" إلى أنه قد يبدو من غير العادل انتقاد هاريس لتحفظها على سياساتها؛ فمهمتها الأساسية هي هزيمة ترامب، وهي مهمة حيوية يُباح فيها الدهاء والمكر.. موضحة (المجلة) أن الحملات السياسية، تتمحور في الغالب حول إيجاد قضايا خلافية لتحريك القاعدة، ولو كانت الحنكة وأوراق السياسات الكثيرة هي السر وراء النجاح الانتخابي، لما خسرت هيلاري كلينتون في عام 2016.
ورأت المجلة أن هاريس بصفتها نائبة للرئيس في إدارة مدتها فترة واحدة، فقد تميل إلى أن تحكم مع توجيه تركيزها على الفوز في عام 2028، وما لم تكن أكثر وضوحًا بشأن ما تريد أن تفعله بالسلطة، فستهيمن على ولايتها الحملات الانتخابية - بكل مساوئها.