تطورات العدوان على غزة.. معارك ضارية بمدينة دير البلح مع تلاحق موجات النزوح بالقطاع
في مشهد متكرر انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مخلفًا دمارًا واسعًا بالمنازل المدنية والبنى التحتية، وسط تلاحق موجات النزوح بالقطاع جراء إنذارات التهجير التي يصدرها، واستمرار المعارك الضارية مع المقاومة الفلسطينية التي تكبد على إثرها خسائر فادحة، أقر ببعضها.
العدوان على غزة
في اليوم الـ323 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، 5 مجازر وصل منها للمستشفيات خلال الساعات الماضية 69 شهيدًا، بجوار 212 مصابًا، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 40.334 شهيدًا، بالإضافة إلى إصابة 93.356 مصابًا.
صحيًا، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة من تداعيات أزمة نقص الأدوية والمستهلكات الطبية غير المسبوقة على حياة المرضى، حيث تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الأودية والمهمات الطبية.
وأوضحت صحة غزة، أن 60% من قائمة الأدوية الأساسية، و83% من قائمة المستهلكات الطبية نفذت من مستودعاتها، مما سيؤدي إلى وقف الخدمات العلاجية بشكل كامل، مناشدة جميع المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية بسرعة التدخل وتوفير الاحتياجات اللازمة من الأدوية والمهمات الطبية.
وأظهر انسحاب جيش الاحتلال من مناطق شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة دمارًا واسعًا في المباني السكنية وممتلكات الفلسطينيين، حيث دمر الطيران الإسرائيلي عشرات الشقق السكنية وسوت أبراجًا بالأرض.
وفي غضون ذلك، أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة، بانتشال جثامين 49 فلسطينيًا استشهدوا جراء قصف إسرائيلي فجر السبت وخلال اليومين الماضيين في مناطق جنوب ووسط القطاع.
وأشار الدفاع المدني، إلى أن طواقمه لاتزال تعمل في المناطق التي تراجع منها الاحتلال شمال مدينة خان يونس، للبحث عن مفقودين تحت أنقاض المنازل التي تعرضت لاستهداف.
وفي مشهد مأساوي، استشهدت رضيعة تبلغ من العمر 8 أشهر ووالدتها، فضلًا عن إصابة آخرين، جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منزلًا وسط قطاع غزة.
في سياق متصل، طالب جيش الاحتلال سكان عدد من مناطق وأحياء شرق دير البلح بإخلائها والتوجه لمناطق يزعم أنها إنسانية.
وشملت أوامر الإخلاء بلديات المصدر والمغازي والحارات والبساتين، والأنصار، والديمثاء، والصفا، والسدرة، شرق مدينة دير البلح والمفرق الشرقي للمدينة.
وأدت غارات الاحتلال الإسرائيلي وعملياته إلى تقليص المناطق الآمنة في قطاع غزة من 240 كيلومترًا مربعًا إلى 35 كيلومترًا مربعًا، طبقًا لما أفاد به الدفاع المدني في غزة.
إثر ذلك، دعت حركة حماس، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى توفير حماية للمدنيين في قطاع غزة إثر أوامر تهجير قسري جديدة من الجيش الإسرائيلي لمناطق واسعة وسط القطاع للمرة الثانية خلال أسبوع.
وأفادت حماس بأن جيش الاحتلال يواصل إصدار إنذارات التهجير والنزوح للمواطنين في مناطق المحافظة الوسطى، خصوصًا في مخيم المغازي وقرية المصدر ومناطق واسعة من مدينة دير البلح، المكتظة بمئات الآلاف من النازحين من شمال القطاع وجنوبه.
يأتي ذلك "تحت وطأة القصف الوحشي والترهيب وارتكاب المجازر ضمن سياسة حكومة المتطرفين الصهاينة الساعية لتعميق معاناة أبناء شعبنا، والماضية في جريمة الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة، والتي تتم بغطاء سياسي وعسكري أمريكي"، وفق قول حماس.
التطورات الميدانية
ميدانيًا، خاضت المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية ضد قوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، لاسيما بمدينة دير البلح، موقعة في صفوفه قتلى وجرحى.
وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها استهدفت دبابة للإحتلال من نوع"ميركافا" بقذيفة "الياسين 105" شرقي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأضافت القسام، أن مقاتليها أوقعوا قتلى وجرحى من جنود الاحتلال باشتباكات ضارية بمنطقة الجعفراوي شرق مدينة دير البلح، مشيرة إلى أنها رصدت هبوط مروحيات لإجلاء جنود الاحتلال بعد الاشتباكات مع مقاتليها هناك.
وذكرت أن مقاتليها فجروا نفقًا مفخخًا بقوة إسرائيلية بالمنطقة ذاته، ما أدى إلى إيقاع تلك القوة بين قتيل وجريح.
في المقابل، أقر جيش الاحتلال بمقتل 3 من عناصره نتيجة تفجير عبوة في حي الزيتون في غزة، ما يرفع عدد قتلاه منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 699 عسكريًا.