نظمت الإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات بالمجلس الأعلى للثقافة، أمس الثلاثاء، ندوة لمناقشة إحدى إبداعات التفرغ وهي مسرحية «تاج الملكة» للكاتب ممدوح فهمي، الحاصل على منحة تفرغ من المجلس الأعلى للثقافة لمدة أربعة أعوام، وجاء ذلك تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وإشراف الدكتور أسامة طلعت الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.
وناقش المسرحية الأستاذ الدكتور أسامة أبوطالب أستاذ المسرح بالمعهد العالي للمسرح بأكاديمية الفنون، الكاتب أحمد عبد الرازق أبوالعلا مدير عام المسرح سابقا بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وأدار اللقاء الدكتورة إيمان نجم رئيس الإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات بالمجلس الأعلى للثقافة.
بحضور الباحثة الثقافية والناقدة الدكتورة وفاء كمالو، الفنان القدير رضا الجمال، الكاتبة والباحثة الثقافية سميحة المناسترلى رئيس مؤسسة آتوم للتنمية الثقافية والإبداع، وعدد من الكتاب الذين حصلوا على منح تفرغ من المجلس الأعلى للثقافة، وكوكبة من المثقفين والكتاب والنقاد والصحفيين.
مسرحية «تاج الملكة»
في البداية رحبت الدكتور إيمان نجم بالسادة ضيوف المنصة، وألقت نبذة مختصرة عن أعمال الكاتب، وقالت نناقش اليوم إصدارا هاما من سلسلة إبداعات التفرغ، مشيرة إلى أن منح التفرغ تعد رافدا هاما من روافد وزارة الثقافة، تمنح للسادة المبدعين من المفكرين والكتاب والفنانين والأدباء، وتخضع للفحص الشامل من أساتذة متخصصين حتى تقبل مشروعاتهم، ثم يتم اختيار الأعمال المتميزة للطبع.
ووجه الكاتب ممدوح فهمى، الشكر للدكتورة إيمان نجم ولكل القائمين على الندوة، وتحدث عن حبه للكتابة وأنه بدأ كتابة القصص منذ كان عمره ١٧ سنة، وأزداد حبه للكتابة حين شاهد أوبرا عايدة، مشيرا إلى مايعانيه الكاتب فى عملية البحث قبل بداية الكتابة لأى فكرة أو مشروع، وأنها مرحلة شاقة وتحتاج مجهود كبير من الكاتب .
من جانبه قال الأستاذ الدكتور أسامة أبو طالب، إن المسرحية تنتمى لنوع مسرحيات المؤامرة وهى من الأنواع الهامة جدا، والكاتب قام بتخليق الوقائع المسرحية فى سياق متناغم مع التاريخ، لأن الكاتب الدرامى فى الدرجة الأولى هو صانع حكايات، لافتا إلى أنه من الملاحظات الهامة فى المسرحية وجود مايعرف بالنص الموازى، إلى جانب فهم الكاتب لطبيعة كل مشهد ولديه حرفة الصراع الدرامى التى تمكنه من عمل تصعيد للأحداث يجعل القارئ متفاعل بصفة دائمة مع المسرحية، وهذا يمكنه من تقوية الحدث، كما أن الكاتب يعرف أين موضع التفريغ الكوميدى لتخفيف ضغط الشحن الجاد لأحداث المسرحية .
وأوضح الكاتب أحمد عبد الرازق أبوالعلا، أن مسرحية "تاج الملكية" تعد تتويجا لرحلة الكاتب، مؤكدا أنه حين قرأ هذا النص شعر أن هذا المشروع اذا تبناه عدد كبير من كتاب المسرح سيكون لدينا مسرحا مصريا حقيقيا يحافظ على الهوية المصرية، مشيرا إلى أن النص يعبر عن الثقافة المصرية بمفهومها الشامل، والتى تتميز ببُعدها الانسانى ذلك البعد الذى جعل الثقافة المصرية تؤثر فى ثقافات العالم، وأن الكاتب قدم نصا مصريا صميما، مؤكدا أنه إذا استطعنا الذهاب إلى تراث مصر القديمة لنستقى منه العناصر سنقدم مسرحا مصريا خالصا معبرا عن ثقافتنا تعبيرا حقيقيا بجانب محاولات كتاب المسرح الشعبى.
وفي مداخلة من الكاتبة والباحثة الثقافية سميحة المناسترلى، أكدت أن النقد الحقيقي عماد للرسوخ الأدبي والثقافي، وتطويره بأطر متزنة مدروسة، وأن مشروع التفرغ يعطى الفرص الكبيرة لتسكين جيل من الكتاب المتحققين في أماكنهم الحقيقية، ككتاب صادقين ومبدعين، تم احتواء إبداعاتهم من الدولة، وتحت رعايتها وبإرشاد نقدى قوى حقيقي، مشيرة إلى أن المسرحية عمل تاريخي شيق ونص مسرحي جامع شامل لأدق تفاصيل حياة المصري القديم، وقام الكاتب بمهارة باستعراض الصراعات القائمة بأروقة المعابد وداخل القصور، يتضافر معها طقوس هامة لا يعلم عنها كثيرون اليوم، وهو نص يصلح أن يترجم لعمل مسرحي مصور، يستخدم كعرض ترفيهي لجذب الوفود السياحية، وكمعرفة لطلبة المدارس والجامعات.
من جانبها أوضحت الدكتورة وفاء كمالو خلال مداخلتها، أن مسرحية تاج الملكة هي وجود فني فريد ومبهر ومثير، يبحث عن الحب والعدالة وعن معنى العصيان وإندفاعات السقوط، يدين الخيانة ويستعيد عبق التاريخ، والمسرحية تنتمى إلى الأعمال رفيعة المستوى، وتنتمى التجربة إلى الأعمال السياسية التى تطرح صراعا بين الديكتاتورية والتسلط والاستبداد ويأتى ذلك عبر صياغة درامية عالية القيمة تموج بالإثارة والغموض، والمشاهد تشاغب العقل وتثير الإدراك وتحرض على التفكير، وتقتيات الكتابة تبدو فى أبهى صورها، وذكرت أن هذه المسرحية تؤكد أن الكاتب يمثلك الحضور والموهبة والوعى بأصول الكتابة الدرامية، والمسرحية تبدو كتيار قاسى من الصراعات والإندفاعات المتوترة.