"وول ستريت جورنال": تعرض قوافل المساعدات لغارات يهدد العمليات الإنسانية برمتها في غزة
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم السبت، أن الغارة الإسرائيلية على قافلة مساعدات تابعة لمنظمة "أنيرا" الخيرية في جنوب غزة يسلط الضوء على المخاطر المستمرة التي تهدد العمليات الإنسانية في القطاع، حتى بعد أن تعهدت إسرائيل بتحسين التنسيق مع مجموعات الإغاثة في أعقاب غارة جوية في أبريل الماضي أسفرت عن مقتل سبعة عمال من منظمة المطبخ العالمي وأثارت انتقادات عالمية لسلوك إسرائيل في الحرب.
وأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري إن هذه الرحلة كانت الخامسة والعشرين التي قامت بها أنيرا إلى ذلك الموقع منذ مايو الماضي، وواحدة من عدة مئات من حركات المساعدات هذا الشهر عبر غزة، حيث يواجه سكانها الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة الجوع والمرض على نطاق واسع.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الهجوم المميت يأتي بعدما وصلت الجهود الرامية إلى التفاوض على وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يفسح المجال للإغاثة الإنسانية إلى طريق مسدود بين الأطراف المعنية.
وتابعت الصحيفة إن منظمة الإغاثة الأمريكية "أنيرا" اعتقدت أنها تتخذ احتياطاتها من خلال التنسيق مع جيش إسرائيل وتوظيف حراس غير مسلحين لنقل المواد الغذائية والوقود ولكن بدلاً من ذلك، أصبحت قافلتها هدفا لغارة جوية بعد أن تولى أربعة من السكان المحليين قيادة المركبات.
وأضافت الصحيفة أن قافلة أنيرا غادرت أمس الأول معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الحدودي مع إسرائيل الذي أصبح الطريق الرئيسي للمساعدات إلى غزة، ثم سارت على طريق صلاح الدين، تحمل الطعام والوقود إلى مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي، أحد المرافق الطبية القليلة التي لا تزال تعمل في قطاع غزة لكنها تعرضت لهجوم إسرائيلي أسفر عن مقتل أربعة فلسطينيين.
ونوهت الصحيفة بأن هذا الحادث يأتي بعد أيام من تعرض قافلة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في غزة لإطلاق نار على بعد أمتار من نقطة تفتيش إسرائيلية، مما دفع وكالة الأمم المتحدة إلى تجميد تحركات الموظفين عبر المنطقة خاصة بعدما قُتل المئات من عمال الإغاثة في غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي.
كما يأتي بعدما وصلت الجهود الرامية إلى التفاوض على وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يفسح المجال للإغاثة الإنسانية إلى طريق مسدود حيث صوت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوم أمس الأول الخميس على خطط عسكرية تضع رسميا موقف إسرائيل التفاوضي في خلاف مع المطالب الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن فرق عاملة في الإغاثة القول إن إسرائيل تفرض قيودا على تدفق المساعدات كما أن القتال وانعدام القانون والتدمير الواسع النطاق للطرق والبنية الأساسية جعل من الصعب للغاية عليهم توصيل وتوزيع المساعدات بأمان في جميع أنحاء قطاع غزة.
ومن جانبها، تقول إسرائيل إنها لا تحد من كمية المساعدات التي يمكن أن تدخل غزة، وأنها حددت الطرق التي تستخدمها قوافل المساعدات، وأن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى لم تزيد من قدرتها بشكل كافٍ.
وأكدت الصحيفة أن توزيع المساعدات كان أحد أكبر التحديات الإنسانية للحرب في غزة، حيث يقول خبراء الأمم المتحدة إن الناس يواجهون الجوع أو سوء التغذية على نطاق واسع كما أصبحت عملية تأمين القوافل أكثر صعوبة بعد توقف الشرطة في غزة، التي تستهدفها إسرائيل، عن الحضور إلى العمل.