أخصائية نفسية تؤكد: الأمومة أولوية مهمة.. ولا تعني تجاهل تطوير الذات
تواجه العديد من النساء صراعًا داخليًا بين تحقيق طموحاتهن المهنية ورعاية أسرتهن، فمن جهة، تتوق المرأة إلى الإنجاز والتطور المهني، ومن جهة أخرى، تشعر بمسؤولية كبيرة تجاه تربية أطفالها ورعاية أسرتها، الأمر الذي يجعل بعضهن يتركن العمل لأجل أبنائهن، ولكن مع الوقت ونضج الأولاد واستقلاليتهم بحياتهم، تشعر الأم بالفراغ والوحدة، ولذلك نتساءل كيف تحقق الأم التوازن بين الأمومة وبين عملها، وهل تركها للعمل لأجل الأسرة خطأ أو تدمير للذات.
ومن جهتها تقول الدكتورة نورا رؤوف، أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، غالبًا ما تفرض على المرأة خيارات ثنائية من المجتمع، إما أن تعمل وتضحي بوقت كبير مع أطفالها، أو أن تتفرغ لأسرتها وتتخلى عن طموحاتها المهنية، و هذا التصور التقليدي يولد شعورًا بالذنب والضياع لدى العديد من النساء، خاصة بعدما يكبر الأبناء وتشعر بأنها ضيعت جزءًا كبيرًا من حياتها، ولكن الأمر برمته يبدو خاطئا بسبب تلك المعتقدات، لأن الوضع يختلف من امرأة إلى أخرى ومن مرحلة إلى أخرى في حياة الأم، ففي بداية حياتها المهنية، قد تكون أكثر تركيزًا على بناء مستقبلها الوظيفي، بينما بعد الزواج والإنجاب، قد تتغير أولوياتها وتولي اهتمامًا أكبر لأسرتها.
وأضافت أخصائية الصحة النفسية، دور الأم في تربية الأبناء لا يقل أهمية عن أي دور آخر، بل يعد الأولوية الأهم والأبدي لديها، فهي الشريك الأول والأهم في تكوين شخصية الطفل وتنمية مهاراته الاجتماعية والعاطفية، ولذلك، فإن قرار المرأة بالتفرغ لتربية أطفالها في السنوات الأولى من حياتهم هو قرار شخصي بالغ الأهمية، هذا لا يعني أن من تختار العمل يجب أن تشعر بالذنب تجاه أولادها، فالتوازن بين العمل والأمومة ممكن، ولكن يتطلب تخطيطًا جيدًا وإدارة الوقت بفعالية، حيث يمكن للأم أن تعمل من المنزل، أو أن تختار وظيفة تتناسب مع ساعات عمل مرنة.
وأكملت، أنه إن قررت المرأة التفرغ لأسرتها، فإن ذلك لا يعني أنها يجب أن تتوقف عن تطوير ذاتها، فالعالم يتغير بسرعة، والثورة الحادثة في مجال التكنولوجيا والآفاق المنفتحة للعمل عبر الانترنت، وفرت الفرص للجميع، كما أن المهارات المطلوبة في سوق العمل تتطور باستمرار، ولذلك يمكن أن تستغل وقتها في تعلم مهارات جديدة، أو تطوير هواياتها، أو حتى بدء مشروع صغير خاص بها، حتى لا تشعر بالندم وضياع عمرها مع أولادها بعض استقلاليتهم ونضجهم، وذلك من خلال أن تقوم بالاتي:
- تحديد أهدافك المهنية وأسرتك، ووضع خطة واقعية لتحقيق التوازن بينهما.
- إدارة الوقت بفعالية، والقيام بتقسيم وقتك بين العمل والأسرة والترفيه، وتحديد أولوياتك.
- الاهتمام بصحتك النفسية، وتخصيص وقتًا لنفسك لممارسة الأنشطة التي تستمتعين بها، مثل القراءة أو ممارسة الرياضة.
- تجنبي مقارنة نفسك بالنساء الأخريات، فكل امرأة لها ظروفها الخاصة وأولوياتها.
- أن تختاري ما يناسب شخصيتك وأهدافك، وأن تشعري بالسعادة والإنجاز في كل ما تقومين به.