الإضراب والاحتجاجات تشل الاحتلال.. الإسرائيليون يصبون غضبهم على نتنياهو ويطالبون بصفقة التبادل
عمت الإضرابات والاحتجاجات أنحاء إسرائيل، اليوم الإثنين، وصب المحتجون غضبهم على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته، مطالبين بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واتفاق بشأن تبادل الرهائن مع حركة حماس.
إضراب في إسرائيل
وتأتي موجة الإضراب والاحتلال، التي شلت دولة الاحتلال، في أعقاب مقتل 6 أسرى إسرائيليين أمس بقطاع غزة، حيث أضرب معلمون وموظفون بالبلديات وعمال بالنقل، وغيرهم في مختلف أنحاء إسرائيل عن العمل، صباح اليوم الإثنين، احتجاجًا على استراتيجية حكومة الاحتلال في الحرب في غزة، والانقسام بين الإسرائيليين بشأن إحجام قادتهم عن الموافقة على وقف إطلاق النار مع حماس.
وفي تعبير واسع النطاق عن المعارضة المناهضة للحكومة للإسرائيلية، انضم رؤساء النقابات وقادة الأعمال إلى قوي الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للموافقة على هدنة في غزة من شأنها أن تسهل إطلاق سراح العشرات من الأسرى الذين ما زالوا محتجزين هناك لدى حماس.
كذلك أغلقت العديد من المدارس والمكاتب البلدية في مختلف أنحاء دولة الاحتلال أو خفضت خدماتها، فيما تعطلت الرحلات المغادرة بسبب إضراب العمال في مطار بن جوريون الدولي، وهو الأكبر هناك، وخفض الطاقم الطبي في العديد من المستشفيات بعض الخدمات غير العاجلة.
وأكد المحتجون أن اتفاق وقف إطلاق النار كان من الممكن أن ينقذ حياتهم، حيث رفض نتنياهو الموافقة على هدنة تتضمن انسحاب إسرائيل من غزة أو تؤدي إلى وقف دائم للقتال، قائلاً إن أيًا من الخطوتين قد يسمح لحماس بالبقاء ويعرض أمن إسرائيل للخطر على المدى الطويل، فيما أكدت حركة حماس أنها لن تطلق سراح المزيد من الرهائن دون وقف إطلاق نار دائم.
وفي ساعات متأخرة من مساء أمس، اندلعت احتجاجات ضخمة في الشوارع في جميع أنحاء تل أبيب، حيث طالب مئات الآلاف من المتظاهرين، بالإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار، في الحرب المستمرة منذ 11 شهرا.
ودعت نقابة العمال الرئيسية في إسرائيل، الهستدروت، إلى إضراب عام يوم الاثنين للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس من أجل تأمين إطلاق سراح حوالي 100 أسير في غزة.
ويوصف الإضراب بأنه أكبر توقف للعمل في إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، حيث أضرب عمال مطار بن جوريون الدولي، لجزء من اليوم، مما أدى إلى تقليص عدد الرحلات المغادرة.
كذلك قالت شركة إيجيد، أكبر شركة للنقل العام بالحافلات في إسرائيل، إن الخدمات تعطلت حيث غادر بعض الموظفين، حيث أوضحت المتحدثة باسم الشركة أن الشركة نفسها لم تكن مضربة، لكن بعض سائقيها كانوا أعضاء في نقابة الهستدروت، التي تقود الإضراب، كذلك أضرب موظفو شبكة القطار الخفيف في القدس عن العمل في الصباح، لكن الشبكة قالت بعد الظهر بقليل إنها عادت إلى العمليات العادية.
وانضم عمال ميناء حيفا، إلى الإضراب، وتوقفوا عن تحميل وتفريغ السفن في الميناء حتى مساء اليوم، وفقاً لزوهار روم، المتحدث باسم شركة ميناء حيفا، فإن تأثير الإضراب سيكون محدوداً ما لم يمتد إلى يوم ثان.
مقتل الأسرى الإسرائيليين
قالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن الفحص الجنائي أظهر أن الأسرى تعرضوا لإطلاق النار من مسافة قريبة، فيما قالت حركة حماس إن الرهائن قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي.
ومن المقرر أن تقام جنازة أحد القتلى الإسرائيلي، هيرش جولدبرج بولين، وهو مواطن إسرائيلي أمريكي مزدوج الجنسية كان والداه من بين أبرز الناشطين من أجل إطلاق سراحهم، يوم الاثنين في القدس.
اجتماع أمريكي
ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس في البيت الأبيض، اليوم الاثنين، مع الفريق الذي يمثل الولايات المتحدة في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار المحتمل وإطلاق سراح الرهائن مع حماس.
فيما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن إدارة بايدن تخطط لعرض خطة نهائية لوقف إطلاق النار في غزة، موضحة أن هذه المبادرة تعد فرصة أخيرة للحكومة الإسرائيلية وحركة حماس.
وأوضحت أن الولايات المتحدة تتناقش مع مصر وقطر بشأن الخطوط العريضة لاتفاق سيكون بمثابة عرض نهائي، من المرتقب تقديمه لكل من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في الأسابيع المقبلة، مشيرة إلى أنه إذا فشل الجانبان في قبول العرض، فذلك سيكون نهاية للمفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة.