أكد مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد أهمية الترابط بين عالم المعرفة واستخدام التقنيات الحديثة والرقمية في تحقيق التنمية المستدامة، وإحداث تقدم حقيقي في المجتمع.

جاء ذلك خلال افتتاح الدكتور أحمد زايد للمؤتمر الدولي "دور التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية MENA"، والذي ترعاه المكتبة، وتنظمه المؤسسة العربية لإدارة المعرفة (AIKM)، ولجنة الإفلا الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا (IFLA-MENA)، وبحضور رئيس مجلس أمناء (AIKM) الدكتور خالد الحلبي، ورئيس لجنة (الافلام) الدكتور سيف الجابري.

وأوضح زايد إمكانية توظيف التحول الرقمي لتحقيق التنمية في عدة مجالات، كتوفير قواعد بيانات دقيقة تبنى عليها السياسات الاجتماعية وسياسات الدولة، وتسهيل تقديم الخدمات للمواطنين، وتمكين المؤسسات الأهلية من تطوير خدماتها، وإتاحة المحتوى الرقمي في كافة صوره وأشكاله، ورفع كفاءة العمل في المؤسسات، منوها إلى أن التحول الرقمي يعد أحد الأعمدة الأساسية التي تقوم عليها مكتبة الإسكندرية. 

وشدد على أن العالم العربي يحتاج إلى المزيد من العمل لتحقيق التحول الرقمي والتنمية لتحتل المجتمعات العربية مكانها في الخريطة العالمية، مشيرا إلى أننا نتمتع بالإمكانات البشرية والمادية.

ومن جهته، قال الدكتور سيف الجابري "إن المؤتمر يهدف إلى استعراض مساهمة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجتمعاتنا العربية"، مؤكدا أن التحول الرقمي يعد أداة أساسية لتحسين جوانب الحياة المختلفة، كالتعليم والصحة والاقتصاد، كما يساهم الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات بطريقة فعالة لتحقيق نتائج أكثر دقة.

وأوضح أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز الحوار بين أصحاب المصلحة من صانعي السياسات إلى الشركات الناشئة العاملة في المجال، ومن الأكاديميين إلى المجتمع المدني، معربا عن التطلع إلى مناقشات مثمرة وشراكات جديدة تساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة في المنطقة العربية وتعزيز قدرة المؤسسات على مواجهة التحديات المستقبلية.

وشدد على أهمية التعاون وتبادل المعرفة والخبرات بين الدول والمؤسسات العربية لتحقيق أقصى استفادة من هذه التقنيات، مبينا أن الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المعلومات يسعى من خلال أقسامه المختلفة ولجانه الإقليمية إلى تشجيع المكتبات ومؤسسات المعلومات للاستفادة من التقنيات الحديثة وتبادل الخبرات مع المؤسسات العالمية.

وبدورها، قالت رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية دينا يوسف "إن المؤتمر يسلط الضوء على الموضوعات التي تخص استخدامات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في مؤسسات المعلومات وتخدم هذا المجال المهم، كما يطرح من خلال الأبحاث المقدمة مجموعة من الموضوعات والجوانب المرتبطة، ويقدم تجارب وقصص نجاح في مختلف الدول ليكون إضافة حقيقية للحضور وركيزة لتطوير أدوات خدمة مجتمع المعلومات، بما يعود بالنفع والتقدم للوطن والمنطقة العربية ككل". 

ومن جانبه، أكد الدكتور خالد الحلبي أهمية موضوع المؤتمر، مشيرا إلى أن التنمية المستدامة تعد عصب الحياة في كل العصور، ويجب الاستفادة من التكنولوجيا في تحقيقها.. وأوضح أن المؤتمر يسعى إلى وضع بعض الأسس للموضوعات التي تهتم بها مؤسسات المعلومات في مجتمعاتنا العربية لتحقيق التنمية المستدامة.

وقال "إن المكتبات تعد الحافظ للمعلومات والتاريخ، فهي تنقل إنتاج العلماء بين الأجيال لتحقيق الرفاه والتنمية المستدامة، ولذلك فإن مؤسسات المعلومات العربية تقف على أرض صلبة لأنها تخدم المجتمع"، منوها إلى أن المؤتمر شهد إقبالًا غير مسبوق، حيث يشارك فيه نحو 200 مشارك من 16 دولة عربية، كما تلقى نحو حوالي 35 بحثا.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، قدم رئيس مجلس أمناء المؤسسة العربية لإدارة المعرفة درع المؤسسة للدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، ولرعاة ومنظمي المؤتمر.

وشهد المؤتمر مشاركات مسجلة لكل من رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات فيكي ماكدونالد، والأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات شارون ميمس، ورئيس المجلس الإقليمي بالاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات أليخاندرو سانتا.