رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


11 سبتمبر.. ليس اليوم الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة

11-9-2024 | 16:50


أعداد الإصابات بالإنفلونزا الإسبانية بولاية كانساس

إسلام علي

لم تكن هجمات الحادي عشر من سبتمر هي الأسوء في تاريخ الولايات المتحدة أو حتى الهجوم الياباني على بيرل هاربر في أثناء الحرب العالمية الثانية، أو تلك المعارك التي عرفت باسم "الحرب الأهلية.

تحدث جيه ديفيد هاكر، المؤرخ الديموغرافي بجامعة مينيسوتا، أن بالولايات المتحدة يموت حوالي 7700 شخص يوميا لأسباب متنوعة مثل حوادث السيارات وأمراض القلب.

وأضاف: أن هناك عدد أكبر من الوفيات في أيامنا الحالية مقارنة بعام 1790، رغم أن معدل الوفيات، كان أعلى بكثير في عام 1790".

كما أوضح هاكر أن حتى إذا اعتمدنا معدل الوفيات كمقياس أكثر عدالة للمقارنة عبر القرون، فإن إيجاد الإجابة لسؤال "اليوم الأكثر دموية" لا يزال أكثر تعقيدًا مما يبدو.

يعترف هاكر بصعوبة الإجابة على سؤال ما هو اليوم الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق، وذلك يرجع إلى أن سجلات الوفيات على مستوى البلاد منذ عام 1776 غير متوفرة.

 

وصرح هاكر أن الأمر إذا كان يتعلق بإجمالي عدد الوفيات في يوم واحد نتيجة لحدث معين، فأعتقد أن إعصار جالفستون في 8 سبتمبر 1900 لا يضاهى.

 

عرف عن هذا الإعصار، الذي ضرب تكساس كإعصار من الفئة الرابعة برياح تتراوح سرعتها بين 130 و156 ميلاً في الساعة، بـ"العاصفة العظيمة لعام 1900"، ويعتبر أعنف كارثة طبيعية في تاريخ الولايات المتحدة، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

 

وقد أفادت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي  الأميريكة  NOAA في تقرير عام 2011 بأن ما بين 8000 و12000 شخص لقوا حتفهم جراء الإعصار، وفي عام 1900، كان معدل الوفيات اليومي حوالي 3500 شخص، لذا كانت العاصفة حدثًا مميتًا بشكل خاص.

 

وعلى الجانب الأخر، كانت الحرب الأهلية، التي استمرت من عام 1861 إلى عام 1865، فترة دموية أيضا بشكل ملحوظ، وتشير التقديرات إلى أن 750 ألف جندي لقوا حتفهم بسبب الإصابات والأمراض، وفي نفس الوقت، تعتبر أيضا معركة أنتيتام عام 1862، التي أحبطت غزو الكونفدرالية لميريلاند وشهدت مقتل ما يقدر بنحو 3650 جنديًا من كلا الجانبين تستحق الذكر.

 

يقدّر هاكر أن حوالي 2500 شخص آخرين لقوا حتفهم في الولايات المتحدة لأسباب غير متعلقة بالحرب في نفس يوم معركة أنتيتام، مما يعني أن عدد القتلى في المعركة كان ضعف معدل الوفيات في ذلك اليوم.

 

وقد كان العدد أعلى في معركة جيتيسبيرج في يوليو 1863، حيث قُتل أكثر من 7000 جندي، ولكنها استمرت على مدار ثلاثة أيام.

 

وإذا ابتعدنا عن الصراعات، كانت الإنفلونزا الإسبانية فترة قاتلة بشكل خاص، يقول هاكر "في أكتوبر 1918، مات حوالي 6000 شخص يوميًا بسبب الإنفلونزا".

 

تعتبر بذلك الإنفلونزا الإسبانية مسؤولة عن أكثر الأيام فتكًا في تاريخ الولايات المتحدة، لأن بعض الأيام قد تجاوزت هذا الرقم، ويضيف هاكر "إذا كنا نعرف عدد الوفيات بسبب الإنفلونزا في يوم واحد، فإن ذلك قد يجعله اليوم الأكثر فتكًا من جميع الأسباب أو الأحداث"، ومع ذلك، لأننا لا نملك سجلات تدعم ذلك، وقد يكون إعصار جالفستون الأكثر فتكا.

 

أما بخصوص كوفيد-19، خلال أسوأ أيام الجائحة في فبراير 2021، كان حوالي 3300 شخص يموتون يوميا بسبب فيروس كورونا، وهو ما يتجاوز تقريبًا عدد الذين لقوا حتفهم في 11 سبتمبر 2001.

 

وإذا أضفنا رقم كوفيد-19 إلى حوالي 7700 حالة وفاة أخرى تحدث يوميًا، يمكننا القول إن ما يقرب من 11 ألف شخص كانوا يموتون يوميًا في أسوأ أيام فبراير 2021.

 

ورغم أن عدد السكان في عام 1918 كان ثلث العدد المتواجد حاليا العدد، ما يجعل هاكر يصنف الإنفلونزا الإسبانية فوق كوفيد-19 من حيث الفتك، على الرغم من أن جائحة كوفيد-19 ربما قتلت المزيد من الناس في أكثر أيامها فتكًا.

 

ففي النهاية يتحدث هاكر أن اليوم الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة كان على الأرجح أحد أيام أكتوبر 1918"، عندما نأخذ معدل الوفيات في الاعتبار.