شوارع المحروسة.. كل ما تريد معرفته عن «شارع شامبليون» بوسط القاهرة
لكل شارع من شوارع مصر المحروسة حكاية وتاريخ وشخصيات بارزة في التاريخ المصري لها دور مؤثر في مجالها، وهو ما دفع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري إلى إطلاق مشروع للتعريف بتاريخ الشخصيات المؤثرة التي أطلقت أسماؤها على بعض الشوارع ومن ضمن هذه الأسماء العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون الذي يحمل أسمه شارع شهير بمنطقة وسط البلد بالقاهرة وهو شارع شامبليون.
يبدأ شارع شامبليون من ميدان التحرير وينتهي خلف مبنى دار القضاء العالي وواجهة نقابة الصحفيين ويضم "قصر شامبليون" أو "قصر الأمير سعيد باشا حليم"، والذى شيد على الطراز الإيطالي بعدما صممه الإيطالي أنطونيو لاشياك، على مساحة 445 مترًا تقريبًا.
من هو جان فرانسوا شامبليون؟
جان فرانسوا شامبليون هو عالم فرنسي استطاع فك رموز اللغة المصرية القديمة بعد استعانته بحجر رشيد الذي اكتشف أثناء الحملة الفرنسية على مصر؛ مما فتح الباب لفهم الحضارة المصرية القديمة ومعرفة الكثير من أسرارها، وتأسيس علم المصريات في أعرق جامعات أوروبا.
كان شامبليون منذ بدايته محبًا للتاريخ وأقدم على دراسته، وقد درس اللغات الشرقية والقبطية على يد كبار علماء عصره، وقد قام بتدريس التاريخ مدة من الزمن، ثم سافر إلى باريس ليعمل كأول أمين للمجموعة المصرية في متحف اللوفر، كما شغل وظيفة أستاذ كرسي الآثار المصرية في “الكوليج دي فرانس”، وقد وضع معجمًا في اللغة القبطية.
لم يكن انجاز شامبليون بفك رموز اللغة المصرية القديمة في عام 1822 بالأمر الهين؛ فقد جاء نتيجة صبر وبحث طويل ومرهق؛ فقد عرف كيف يجمع ومضات الضوء التي أنجزها علماء المصريات قبله لتصبح كشفًا هائلاً.
جهد شامبليون البحثي لكنوز الحضارة الفرعونية
ولم يقف جهد شامبليون عند هذا الحد بل إنه جاء إلى مصر ليواصل أبحاثه واكتشافات كنوز الحضارة الفرعونية، وقد عاش في مصر لمدة سنة ونصف لم يتوقف خلالها عن التنقيب عن الآثار الفرعونية؛ حيث أجرى مسحاً منهجياً للنقوش، والكتابات الموجودة على المعالم الأثرية، ووضع كتاب “آثار مصر وبلاد النوبة” عن مشاهداته فيها.
وعندما عاد إلى باريس تم تعيينه في وظيفة أستاذ كرسي الآثار المصرية، إلا أنه استقال، وكرس بقية حياته في وضع كتاب قواعد اللغة المصرية، وقد تمكن من إتمامه قبل موته في عام 1832.