رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أبرزها الأرض.. ثلاث روايات جسدت نضال الفلاح في الأدب العربي

9-9-2024 | 13:50


رواية الأرض

بيمن خليل

الفلاح هو الحارس الأمين لأرض مصر المباركة، عندما تنام الأرض تحت ظل الشمس، يجب أن تستفيق على وقع فأس الفلاح، هذا الشاعر الصامت الذي يروي الحياة من خلال عرقه وجهد يديه بأبيات شعرية كالبذور، يكتب كالأديب على التراب آماله ويزرع أحلامه، وفأسه، كالقلم، هو رمز قوته وتفانيه، ويده التي تمد الأرض بالحياة، تفيض على الوطن بالخيرات، وعندما يمر الزمن، يسيل عرقه بحكايات نُسجت من التاريخ، ومن عمق هذا التاريخ، تروي لنا حبيبته، أرضه، رحلة شقائه وإيمانه، وعندما تشرق الشمس كل صباح، يشرق معها جبينه وتتلألأ بشرته السمراء.

يمثل الفلاح في الأدب العربي محورًا رئيسيًا لا يقتصر دوره على كونه رمزًا للريف والأدوات الزراعية فحسب، بل هو تجسيد حي للإنسان البسيط الذي يعنى بأرضه ويكافح في صمت من أجل لقمة العيش، وراء الأيدي التي تزرع وتحرث، توجد روح تتحدى قسوة الحياة ضمن إطار من الأحلام والصراعات، يُظهر الأدب العربي شخصية الفلاح كرمز للصمود والكرامة، وحكاية إنسانية غنية بالأمل والتحدي، وليس مجرد صورة نمطية، بل أسطورة صامتة تتحدث بصوت عميق من خلال تراب الأرض، ويُعتبر الفلاح في الأدب رمزًا للانسجام مع الطبيعة والترابط الوثيق بين الإنسان والأرض.

رواية الأرض

في رواية مثل "الأرض" لعبد الرحمن الشرقاوي، التي صدرت عام 1954، يصور الفلاح كرمز للثبات والنضال ضد الاستغلال والظلم، حيث يروي حكايات مفعمة بالبطولة والمقاومة. تشعل الرواية ملحمة لمعركة الفلاحين بقيادة شخصيات مثل محمد أبو سويلم وعبد الهادي، وصيفة ومحمد أفندي، الشيخ يوسف والعمدة، وهي شخصيات حقيقية أكثر من كونها روائية، وقد جسدها الكاتب لتقديم رؤية جديدة للرواية العربية.

اعتبر العديد من النقاد هذه العمل الملحمي النموذج الأبرز لمذهب الواقعية الاشتراكية، حيث قدم الشرقاوي القرية المصرية لأول مرة بعيدا عن النظرة الرومانسية التي صورتها كجنة زاهية، ليعرض التناقضات التي يعاني منها الريف وسكانه جراء الإقطاع والاحتلال والفساد، والتي دفعتهم إلى حدود الصراع من أجل البقاء.

يوميات نائب في الأرياف

رواية "يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم، التي صدرت عام 1937، تسرد مشاهدات الكاتب من الحوادث والقصص التي واجهها أثناء عمله في القضاء في أحد مناطق الريف المصري. تعد الرواية من أشهر الأعمال في الأدب العربي الحديث، حيث تعرض واقع الريف وحياة الفلاحين في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، وما يتعرضون له من ظلم وإهمال في ظل الجهل والفقر والمرض.

تدور أحداث الرواية حول معاناة النائب القادم من القاهرة إلى الأرياف، وكيف يمضي وقته في مواجهة المشكلات مثل البعوض والذباب، وصرعاته مع  المأمور وكاتب النياب، يعرض حكيم في روايته الفساد الذي يعوق تحقيق العدل للفلاحين المساكين، مقدمًا هذه القضايا بأسلوب فكاهي ساخر، مُسلطًا الضوء على المجتمعات المنسية.بعد صدور الرواية بوقت قصير، نالت شهرة واسعة وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية، حيث كتب عنها الناقد الفرنسي رمون فرنانديز: "إنها صورة حية، ساخرة قاسية أحيانًا لدنيا الريف المصري، وإن هذه الدنيا لتتحرك في صفحات هذا الكتاب في حيوية مدهشة تجعل القارئ ينسى أحيانًا المقاصد الإصلاحية التى حركت توفيق الحكيم، لكن الذي يعلق بذاكرة القارئ هو قوة السرد والخلق والصدق ودقة الملاحظة والقدرة على إدراك القصة، غير أن توفيق الحكيم إنما يكتب ليحتج وينقد ويتهم".

رواية زينب

صدرت رواية "زينب لأول مرة في عام 1914، من تأليف محمد حسين هيكل، وقد  نشرها تحت اسم مستعار وهو "بقلم فلاح مصري"، تعتبر هذه الرواية حدًثا مهمًا في تاريخ مصر الأدبي، إذ قدمت لأول مرة تصويرًا واقعيًا لحياة الريف المصري، مستعرضةً قضاياه الرئيسية من خلال العلاقات الزوجية والرومانسية بين الرجل والمرأة.

أثارت الرواية ضجة كبيرة عند صدورها، بفضل جوهر عملها الذي يروي قصة رومانسية في بيئة ريفية محافظة، تظهر الرواية فتاة متحررة من قيود المجتمع تعبر عن مشاعرها وأحاسيسها بإرادة حرة وعقل جريء.