رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


محطات فى حياة الراحل "حلمي التوني"

7-9-2024 | 13:51


حلمي التوني

فاطمة الزهراء حمدي

يعتبر الفنان التشكيلي حلمي التوني، من أبرز الفنانين في مجال تصميم الكتاب في العالم العربي، عمل بدار الهلال وقضى بها العديد من السنوات، فبدأ كرسام صحفي، وكان ما زال طالبًا جامعيًا في كلية الفنون الجميلة، حتى تولى منصب المدير الفني للدار، كما ألف وصور العديد من كتب وملصقات الأطفال، أنه "حلمي التوني" الذي رحل عن عالمنا اليوم، بعد رحلة طويلة في عالم الإبداع.

وُلد "حلمي التوني" الفنان التشكيلي، في 30 أبريل عام 1934 بمحافظة بني سويف، وحصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة تخصص ديكور مسرحي عام 1958م، كما درس فنون الزخرفة والديكور، بدأت مسيرته الحقيقية عند انتقاله لبيروت، والتي استمر فيها ثلاثة أعوام.

عمل "التوني" بدار الهلال، كان مشرفًا على المجلات، وكان رسامًا في مجلة "الكواكب" وهو في السنة الدراسية الأولى رسامًا، وتسلم بعد ذلك الإدارة الفنية للدار.

 كان بارعًا في وضع الأغلفة، وظهر ذلك لتصميمه لغلاف نجيب محفوظ، بلمسته الخاصة، كما صمم غالبية أغلفه روايات إحسان عبد القدوس، ووضع أغلفه لأنيس منصور، وعبد الوهاب البياتي، وإبراهيم عبد المجيد، ورضوى عاشور، وآخرين.

كان "التوني" من المؤيدين للمرأة ومؤمن بقضاياها وحريتها، فأطل علينا برسم الفلاحة المصرية بملامح بنت البلد الودودة، ووضع رموز خاصة بها مثل السمكة التي تجدها تارةً على الرأس أو على اليد، وربما إلى جانب المرأة، وهي رمز الخصب والإنجاب، كما كان يضع الحصان بدل الرجل ليصفه بالجماح والقوة.

أقام التونى العديد من المعارض الخاصة، من بينها: معرض بقاعة إخناتون بمجمع الفنون بالزمالك، ومعرضًا بالمركز القومى للفنون التشكيلية، ومعرضًا بعنوان "لعب البنات وآلهة الإصلاح وآخر بعنوان الحيوان"، وغيرهم.

أما المعارض الجماعية المحلية، فقد شارك بأعماله في المعارض العامة أثناء الدراسة، وأقام المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة "23"، معرض جماعي في المركز القومى للفنون التشكيلية، مَعْرِض جماعي بمجمع الفنون بالزمالك، وغيرهم.

صمم "التوني" ما يزيد على أربعة آلاف غلاف كتاب، خلال مسيرته الإبداعية، فكان واحدًا من مؤسسين جيل هذا الفن، وذلك من خلال عمله مع كبار دور النشر والمطبوعات الصحافية العربية، فنان متعدد.

رسم التوني اللوحات الزيتية والأعمال الكاريكاتورية، وكذلك صمَّم أفيشات أشهَر الأفلام المصرية، والإعلانات، وصفحات المجلات والصحف وأغلفة الكتب، وشكلّ جزءًا من نهضة فنية في عالم الجمال الطباعي، الذي كان يبحث عن هوية وطنية وخصوصية.

تدرج "التوني" في العديد من المناصب، ومنها: عمل بدار الهلال مشرفًا فنيًا على المجلات، عمل مخرجًا فنيًا للعديد من دور النشر، رسام ومصمم جرافيكي، أول مدير فني في الصحافة المصرية، رئيس التحرير الفني لمجلة "وجهات نظر" وهى مجلة شهرية.

له العديد من المؤلفات والأنشطة الفنية، ومنها: صمم لمسرح العرائس شخصية "صحيح لما ينجح" التي ألفها صلاح جاهين، عمل في تصميم أغلفة الكتب والإخراج الصحفي لعدد من دور النشر حتى بلغ عدد أغلفة الكتب التي رسمها أكثر من ثلاثة الآف كتاب.

وآلف كتاب "ماذا يريد سالم"، وأشرف على إخراج الأعداد الثلاثة الأولى لمجلة شموع 1986، وصمم العديد من الملصقات الحائطية للمسرحيات والأفلام، يعتبر من أبرز الفنانين في مجال تصميم الكتاب في العالم العربي، وألف وصور العديد من كتب وملصقات الأطفال والتي نشرت بعده لغات بواسطة المنظمات التابعة للأمم المتحدة.

حصل "التوني" على العديد من الجوائز المحلية والدولية، فحاز على عدة جوائز من لوحاته فى صالون القاهرة، جائزة اليونيسيف عن ملصقة للعام الدولي للطفل، جائزة معرض بيروت الدولي للكتاب لمدة ثلاث سنوات متتالية منذ 1977، 1979، فاز بميدالية معرض "ليبرج الدولي لفن الكتاب" الذي يقام مرة كل ستة سنوات، وجائزة معرض "بولونيا" لكتب الأطفال.