تحول جذري شهدته الانتخابات الأمريكية عقب المناظرة التي جمعت الرئيس الحالي جو بايدن مع سلفه الطامح للعودة إلي البيت الأبيض دونالد ترامب في يونيو الماضي، فلم يقاوم الأول تيار الانتقادات الذي طاله بسبب أدائه الذي وصف بـ"الكارثي"حتى أجبرته على التنحي لصالح نائبته كامالا هاريس.

ورسميًا قبلت هاريس ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقرر لها في الخامس من نوفمبر المقبل في مؤتمر الحزب الذي عقد الشهر الماضي في شيكاغو، وذلك بعد أن أعادت الأمل في صفوف معسكرها.

مناظرة تاريخية

ومن المقرر، أن يتواجه ترامب وهاريس في أول مناظرة رئاسية بينهما، يوم الثلاثاء المقبل، على قناة "إيه بي سي"، في مركز الدستور الوطني في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وهي واحدة من الولايات المتأرجحة التي ستساعد في تحديد نتيجة الانتخابات.

ويُحاط بتلك المناظرة التي تستمر لمدة 90 دقيقة زخم غير مسبوق، خاصة في ظل التغيرات الجذرية التي أحدثتها مناظرة الأول مع بايدن، التي كان لها دور كبير في انسحابه، وزيادة الالتفاف حول الحزب الجمهوري.

لكن من المتوقع أن تأخذ تلك المناظرة شكل مختلف تمامًا، لأن هاريس لا تقل عنه في مجال النقد الحاد والسخرية اللاذعة، فضلًا عن سقوط ما صاغه ترامب حول الحالة الصحية لـ بايدن نظرًا لتقدمه في العمر، وبات لقب أكبر مرشح رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة من نصيبه.

ومؤخرًا، أظهر استطلاع رأي لمؤسسة "يوجوف" تقدم هاريس على ترامب في ولايات بنسلفانيا وميشيجان ونيفادا وويسكونسن الحاسمة، في حين يُظهر متوسط الاستطلاعات المنشورة عبر موقع "ريل كلير بوليتيكس"، أن المرشحة الديمقراطية باتت تتقدم على منافسها الجمهوري بفارق 1.9% على المستوى الوطني.

ونتيجة لذلك، اضطر المرشح الجمهوري للرئاسة إلى تقليص أنشطة حملته الانتخابية في 3 ولايات كان يستهدفها قبل 6 أسابيع فقط، إثر إظهار استطلاعات الرأي تزايد حظوظ المرشحة الديمقراطية، وفقًا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، الذي أوضح أن حملة الجمهوري باتت تركز بشكل أقل على ولاية نيو هامبشير ومينيسوتا وفرجينيا وتضخ مواردها في بنسلفانيا وميشيجان وويسكونسن، أو ما يعرف بولايات "الجدار الأزرق" التي تعتبر حاسمة لكلا الجانبين في تحقيق الانتصار.

قواعد المناظرة الرئاسية

ونشرت قناة "إيه بي سي" القواعد المتعلقة بالمناظرة المرتقبة بين مرشحة الحزب الديمقراطي من جهة، ومرشح الحزب الجمهوري من جهة أخرى، والتي جرى التوافق عليها من كلا الجانبين، حيث تضمنت:"عدم وجود بيانات افتتاحية، والبيانات الختامية ستكون دقيقتين لكل مرشح، وسيقف المرشحان خلف المنابر طوال مدة المناظرة، ولن يسمح بالدعائم والملاحظات المكتوبة مسبقًا على المسرح، ولن يتم مشاركة أي مواضيع أو أسئلة مسبقًا، ولا يسمح للمرشحين بطرح الأسئلة على بعضهما البعض".

إضافة إلى ذلك، سيتم تخصيص دقيقتين لكل مرشح للإجابة عن كل سؤال مع دقيقتين للرد، ودقيقة إضافية للمتابعة أو التوضيح أو الرد، فضلًا على أنه لن يسمح لموظفي الحملة بالتفاعل مع المرشحين أثناء فترات الاستراحة.

ترامب من جهته، اتهم قناة "إيه بي سي" التي تستضيف المناظرة بالتحيز ووصف الشبكة وأحد أبرز مقدّميها بـ"البغيضين"، زاعمًا بأن هاريس ستحصل على أسئلة المناظرة سلفًا.

فيما دعت هاريس منافسها إلى مناظرتها، مع تشغيل الميكروفون طوال المناظرة، وذلك على اعتبار أنها تساعد المرشحين السياسيين أو تضر بهم، إذ إنها تلتقط تعليقات قد تكون غير مناسبة للجمهور العام في بعض الأحيان، لكن الشبكة الأمريكية قالت بدورها إنه لن يتم فتح الميكروفون إلا عندما يحين دور هاريس أو ترامب للحديث، وسيتم غلقه عند حديث المنافس، وهى نفس القواعد التي تم تطبيقها خلال مناظرة بايدن وترامب فى يونيو الماضي.