اكتشفت قطعة أثرية برونزية تعود إلى حوالي 2700 عام مخصصة لإله الحرب، وذلك في قلعة قديمة بتركيا.

وصرح وزير الثقافة والسياحة التركي، محمد نوري إرسوي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه القطع، التي تشمل ثلاثة دروع وخوذة، تم العثور عليها خلال أعمال التنقيب في موقع أيانيس الأثري، وهي قلعة ومستوطنة قديمة تقع في مقاطعة فان بشرق تركيا.

وتعد أيانيس مدينة قلعة أسسها الملك الأورارتي روسا الثاني في القرن السابع قبل الميلاد، وكانت أورارتو مملكة من العصر الحديدي امتدت عبر أجزاء من تركيا وأرمينيا وإيران والعراق الحالية.

حكم الملك الأورارتي روسا مملكة أورارتو خلال الفترة ما بين حوالي 685 إلى 645 قبل الميلاد، وكان روسا الثاني أحد أبرز ملوك أورارتو، واستطاع النهوض بالمملكة بعد فترة من التراجع العسكري التي شهدتها تحت حكم الملوك السابقين.

وتميز عهده بتوسيع الأراضي الأورارتية وتحسين البنية التحتية، حيث قام ببناء العديد من المدن والقلاع، ومن أشهر مشاريعه مدينة "توشبا" "الواقعة قرب بحيرة فان في تركيا الحالية" التي جعلها عاصمة قوية للمملكة.

عُرف أيضًا ببناء نظام ري متطور ومشاريع زراعية كبيرة لتحسين الاقتصاد، كما سعى روسا الثاني إلى تعزيز قوة أورارتو في مواجهة القوى الكبرى المجاورة، خصوصًا الآشوريين.

اشتهرت مملكة أورارتو بإتقانها للحرف الحجرية والمعدنية والأسلحة، وكانت من أقوى الدول في غرب آسيا في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، وازدهرت في منتصف القرن التاسع قبل الميلاد قبل أن تبدأ في التراجع في أوائل القرن السادس قبل الميلاد.

وتظهر أحد الدروع البرونزية المكتشفة حديثا براعة الأورارتيين في صناعة الأسلحة، وتُعتبر مدينة أيانيس آخر إنجاز معماري كبير للمملكة الأورارتية، حيث أُنشئت على مساحة 15 فدانًا على تلة صخرية تطل على بحيرة فان، وامتدت المدينة الخارجية على مساحة 198 فدانًا، حيث شملت التلال والوديان المجاورة للقلعة.

بدأت التنقيبات الأثرية في أيانيس عام 1989، وركزت على منطقة القلعة، وقد أسفرت تلك التنقيبات عن اكتشاف العديد من الآثار الهامة، بما في ذلك مساحات ضخمة.

وكان من ضمن الآثار المكتشفة، جدران رائعة، أعمال فنية متنوعة، وكميات كبيرة من الأسلحة البرونزية مثل الدروع والخوذ والرماح، إضافة إلى مجمع معبد ضخم.

وتم العثور على القطع الأثرية المكتشفة حديثًا في معبد كبير مخصص لإله الحرب الأورارتي "هالدي"، وصرح إرسوي أن هذه القطع تعكس ثراء أعمال المعادن في المملكة القديمة.

وكانت معابد هالدي عبر المملكة تحتوي على العديد من الأسلحة والأدوات الحربية، مثل الدروع والخوذ ورؤوس الرماح، ويبدو أن القطع الجديدة كانت مخصصة لهذا الإله، على الرغم من أن هالدي كان معروفًا بصفته إله الحرب، إلا أن الأورارتيين كانوا يعتقدون أيضًا أنه يوفر الرخاء، ولذلك ارتبط بالزراعة وتربية الحيوانات.

وأوضح عالم الآثار محمد إيشيكلي أن القطع المكتشفة حديثًا بحالة جيدة، رغم أن المدينة تعرضت لأضرار بالغة بسبب زلزال كبير قد يكون أنهى الاستيطان في الموقع، وأضاف أن الخوذة التي عُثر عليها يُعتقد أنها كانت تُستخدم في الاحتفالات نظرًا لزخارفها المعقدة.

وتم العثور على أكثر من 30 درعًا برونزيًا في أيانيس حتى الآن، ويُعتقد أن العديد منها كانت ملكًا للعائلة المالكة أو لمجموعة من المحاربين النخبة، وتُرجح الأدلة أن هذه الدروع كانت تُقدَّم كقرابين أو هدايا احتفالية في معابد هالدي.

وأشار إيشيكلي إلى أن موقع أيانيس الاستراتيجي ساعد الأورارتيين في السيطرة على المناطق المحيطة وحماية مواردهم، وكشف عن براعتهم الفائقة في صناعة الأسلحة البرونزية، وذلك طبقا لما نقله موقع Newsweek.