قضايا ساخنة على أجندة مناظرة هاريس وترامب.. ماذا سيدور في المواجهة الأولى بينهما؟
ساعات قليلة، وتنطلق المناظرة المرتقبة بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، حيث سيتقاسما منصة المناظرة الليلة، في مواجهتهما الأولى وجها لوجه والتي من خلالها سيكون لدى الناخبين أول فرصة وربما الوحيدة لمشاهدة المرشحين جنبًا إلى جنب، بعد نحو سبعة أسابيع من انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق في يوليو الماضي، في معركة محتدمة لا تظهر تقدما لأي من المرشحين.
القضايا المطروحة في مناظرة هاريس وترامب
ستقام المناظرة المرتقبة في فيلادلفيا، وتستغرق 90 دقيقة بدءًا من الساعة 9 مساءً بالتوقيت الشرقي على قنوات ABC News، وكذلك قنوات Disney Plus وHulu، ستُعقد مناظرة هاريس وترامب بدون جمهور الاستوديو، كذلك سيتم كتم صوت الميكروفونات بالتناوب للسماح لكل مرشح بالتحدث، ولن يُسمح بأي ملاحظات مكتوبة.
ويرى المراقبون أن كلا المرشحين في حاجة لإثبات نفسه في تلك المناظرة، والتي تعد الثانية لترامب، بعد مناظرته الأولى أمام بايدن في يونيو الماضي، والتي فاز فيها ترامب، إلا أن هاريس توصف بأنها سريعة البديهة وحادة وقادرة على قراءة الغرفة ولكنها قد تكون في موقف دفاعي بشأن مواقفها.
ومن أهم القضايا التي يرتقب أن تطرح في المناظرة بشكل غير مباشر، هي إخبار هاريس للناخبين بعدة أمور، منها من هي وماذا تدافع عنه وما نوع الرئيس الذي ستكون عليه، حسبما أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فهناك بعض المخاوف لدى الناخبين في بنسلفانيا من عدم الثقة بها بعد معارضتها للتكسير الهيدروليكي أثناء ترشحها في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية لعام 2020، لكنها تقول الآن إنها لن تحاول حظره.
ورجحت الصحيفة أن المشاهدين للمناظرة سيتابعونها ويسألون أنفسهم "هل يمكنني رؤية كامالا هاريس في دور الرئيس؟"، حيث أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز / كلية سيينا أن 61% من الناخبين المحتملين قالوا إنهم يريدون تغييرًا كبيرًا من بايدن، فيما يزعم الديمقراطيون أن هاريس تمثل التغيير لكونها مرشحة أصغر سناً وأكثر شبابا، وإمكاناتها لتصبح أول رئيسة امرأة.
ولكن من المتوقع أن يزعم ترامب أن هاريس ستكون استمرارًا لرئاسة بايدن ولا يمكن الوثوق بها، اعتمادا على أن هاريس لم تبتعد كثيرًا عن مواقف بايدن، حيث قدمت مقترحات تبني على عمله الاقتصادي والاجتماعي.
وتعد مناظرة الليلة فرصة لهاريس لتوضيح أجندة سياسية، حيث تعهدت برسم طريق جديد للمضي قدمًا للبلاد، لكنها تمسكت أيضًا بالعديد من أفكار الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، من بينها تخفيضات الضرائب على الطبقة المتوسطة، وزيادات الضرائب على الشركات واستعادة حقوق الإجهاض.
فيما يعد ترامب بتمديد وتوسيع تخفيضاته الضريبية لعام 2017 والزيادة الهائلة في التعريفات الجمركية على الواردات الأجنبية، وتركيز أكبر بكثير لسلطة الحكومة في البيت الأبيض وتطبيق القانون والنظام بشكل صارم.
صعوبة المناظرة
ورغم أن هاريس شاركت في مناظرة لمنصب نائب الرئيس في عام 2020 ومناظرات تمهيدية متعددة، لكن تلك المناظرة ستكون أول مناظرة رئاسية لهاريس، لكنها ستكون المناظرة الرئاسية السابعة لترامب في انتخابات عامة، ما يجعل لديه خبرة في المناظرات أكثر حداثة من تلك التي تتمتع بها هاريس.
ويرى الجمهوريون أن ترامب يحتاج إلى التركيز على ما أدى إلى استياء الناخبين الهائل في جميع أنحاء أمريكا، ومحاسبة كامالا هاريس على سجلها الرهيب في منصبها مع جو بايدن، وجميع مواقفها السابقة التي اعتبرها فريق حملتها الآن غير شعبية.
أما قضية الإجهاض فيرون أن ترامب يدرك تمامًا أن حزبه على الجانب الخطأ من الرأي العام بشأن الإجهاض، وأعلن في وقت سابق أنه سيصوت في فلوريدا لصالح تعديل يحمي حقوق الإجهاض حتى انتهاء فترة الحمل، موضحا أنه لن يفعل ذلك تحت ضغط المحافظين الاجتماعيين لدعم حظر الإجهاض لمدة ستة أسابيع في فلوريدا.
وكان ترامب يكافح أيضًا لكسب أصوات الناخبات. يُظهر استطلاع رأي حديث أجرته CNN/SSRS أن هاريس تتقدم على ترامب بفارق 18 نقطة بين نساء الضواحي في بنسلفانيا، وهؤلاء هم الناخبون الذين يمكنهم المساعدة في تحديد مصير هذه الانتخابات.
وعلى النقيض من بايدن، لم تركز هاريس بشكل مباشر على تصوير الرئيس السابق باعتباره تهديدًا أساسيًا للديمقراطية الأمريكية، فقد حاولت التقليل من شأنه باعتباره شخصًا قديمًا متهالكًا يكرر نفس كتابه الممل، كما صورته كرجل ثري لا يهتم إلا بمساعدة الأثرياء الآخرين، كذلك تحاول هاريس التواصل مع شريحة ضئيلة من الناخبين غير الحاسمين الذين يشعرون بالاستياء بشأن الاقتصاد والقلق بشأن المستقبل، والذين يريدون سماع ما سيفعله كل مرشح لتحسين حياتهم.
كيف استعد المرشحان للمناظرة؟
وذكرت تقارير إعلامية أن كامالا هاريس تقيم في فندق في بيتسبرغ، لمدة خمسة أيام، وأقامت جلسات تدريب على المناظرة مصممة بشكل جيد، من خلال مسرح وإضاءة تلفزيونية مقلدة مع وجود شخص يلعب دور ترامب، فيما كانت استعدادات ترامب أكثر ارتجالية.
وبينما تختلف استعدادات المعسكرين لليلة الكبرى اختلافًا كبيرًا، ينظر الجانبان إلى المناظرة بنفس الطريقة، ويرى فريقا هاريس وترامب أنها لحظة حاسمة لتحديد هاريس لملايين الناخبين المتأرجحين الذين يعرفون ما يفكرون فيه بشأن ترامب لكنهم ما زالوا فضوليين بشأنها.
ويتوقع فريق ترامب أيضًا أن يواجه أسئلة صعبة حول الإجهاض، وهو الموضوع الذي كان في كل مكان حوله في الأسابيع الأخيرة، وبدا غير متأكد من كيفية وضع نفسه فيه، فيما أن يركز على عدة قضايا أخرى لإدانة هاريس وهي ارتفاع تكاليف المعيشة؛ والفوضى في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أوكرانيا والشرق الأوسط؛ والسلامة العامة؛ والهجرة.
بينما ستحاول هاريس أن تعمل على استفزاز ترامب الذي يعرف عنه أنه سريع الغضب، وتحاول أن تثبت نفسها أنها قادرة على تجاوز مرحلة إخفاقات جو بادين، وتفادي محاولات ترامب لتحميلها جزء من المسؤولية في الإخفاق في ملفات مثل الاقتصاد، وأزمة التضخم، والهجرة، وزيادة معدلات العنف، والسياسة الخارجية.
فيما لن تكون السياسة الخارجية من القضايا الأولية لدى الناخبين، لكنها يمكن أن تشكل فارقا خاصة في الولايات المتأرجحة.
ومن المقرر أن تقام الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر المقبل، فيما ستقام مناظرة بين نائبي الرئيس المرشحين تيم والز وجيه دي فانس، في مناظرة تلفزيونية خاصة بهما في 2 أكتوبر.