رجال من ذهب| أحمد رجب.. راسم الضحكة على الوجوه
راسم الضحكة على الوجوه، الذي اشتهر بعموده الصحفي "نص كلمة"، فكان يتابعة العديد من القراء، فعندما يذكر اسم الكاتب والصحفي أحمد رجب الذي تحُل اليوم ذكرى وفاته، تتذكر كتاباته وخفه ظله، فقد جمع بين الروح الفكاهية، وإيصال المعني بطريقته الخاصة، كان صاحب رؤية وموهية فريدة، تميز بها، كما شارك بأفكاره في رسوم الفنان الكبير مصطفى حسين، فكان يبدع بكتابته وحسين بريشته، فكانت وستظل كتابته الأكثر تأثيرًا في الصحافة المصرية والعربية.
أحمد رجب
وُلد أحمد رجب معوض في 20 نوفمبر 1928 بمحافظة الإسكندرية، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1951، تلقى تعلميه في مدرسة رياض باشا الابتدائية، أحب حصة الموسيقى، وعبر عن حبه للحساب بطريقته الفكاهية، قائلًا: "قضى طفولة سعيدة جدًّا كلها ضرب فى ضرب".
حبه للموسيقى وعزف آلة الكمان
وبسبب حبه لحصة الموسيقى عندما كان طالبًا، حاول أن يتعلم الموسيقى، فالتحق بمعهد جيوفانى ليتعلم آلة الكمان التى أحبها كثيرًا، وظل بالمعهد ثلاث سنوات ولم يتعلم شيئًا، حتى أتى له صاحب المعهد وقال له: "يابنى إنت معنا منذ سنوات، ولم تتعلم شيئًا، ولن تتعلم شيئًا لأن يدك ليست ميكانيكية"، ولكن ذلك لم يمنع حبه وشغفه للموسيقى، فكان محبًا لأي شخص يعزف آلة الكمان.
تأثره بنابليون بونابرت
التحق بمدرسة العباسية الثانوية، تأثر بنابليون بونابرت، فكان شديد الإنبهار به، فدخل الجمعية التاريخية ليتعمق فى دراسته، كما شاهد كل فيلم سينمائي يروي قصة حياته أو جانبًا منها.
المناصب التي تدرجها
التحق بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، فمن خلال رحلته التعليمية، أظهر موهبة فريدة كصحفى فذ وساخر، فأصدر مجلة «أخبار الجامعة» وحققت نجاحًا كبيرًا، ووصل توزيعها إلى سبعة آلاف نسخة، عمل بعد ذلك مراسلاً صحفياً لـ"أخبار اليوم" في الإسكندرية بدءاً من عام 1952، ثم انتقل إلى القاهرة، تولّى سكرتارية التحرير، وكان أول مقال كتبه أحمد رجب عن قارئ القرآن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ولاقى المقال قبولاً وانتشاراً واسعاً حتى نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، وتسبب في زيادة شهرة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ورفع أجره من 20 إلى 100 جنيه.
كان يحرر بابًا ثابتًا بعنوان «هذه الجريمة لغز.. فتعالوا نحله معًا» لمدة ثلاث سنوات وانتقل بعدها لكتابة «أخبار الأسبوع» رصد وتعليق على الأحداث التى وقعت خلال أسبوع، لكن بعد فترة أصبح يكتب فيه عن المشاهير، فكتب فى هذا الباب عن عدد كبير من نجوم الفن والفكر، منهم توفيق الحكيم، يحيى حقى، وصلاح جاهين وصلاح أبوسيف.
ثم انتقل لباب «بختك فى هذا الأسبوع»، تدرج فى المناصب حتى وصل إلى منصب نائب تحرير مجلة «الجيل» وكان أنيس منصور يتولى منصب رئيس التحرير، وفى الوقت نفسه تم اختياره ليكون مديرًا لتحرير مجلة «هى» التابعة لدار أخبار اليوم، كما كانت بداية زاويته اليومية الثابتة «½ كلمة».
انتقل للعمل بمجلة «الكواكب» بصحبة مصطفى وعلى أمين، كما كان له مقالة ثابتة يوميّا في صورة رسالة ساخرة مختصرة في جريدة الأخبار، بعنوان «نص كلمة» وظل يكتبه حتى وفاته.
أحمد رجب ومصطفى حسين
وشارك مع رسام الكاريكاتير مصطفى حسين في كاريكاتير الأخبار وجريدة أخبار اليوم يوميًا من أفكاره وألّف شخصيات كاريكاتيرية منها، فلاح كفر الهنادوه ومطرب الأخبار وعبده مشتاق وكمبوره وغيرها الكثير، وكان له مقالة إسبوعية على صفحات جريدة الشروق الجديد.
مؤلفات أحمد رجب
كان لأحمد رجب مؤلفات ساخرة منها، أى كلام، والحب وسنينه، وضربة في قلبك، ويخرب بيت الحب، وفوزية البرجوازية، والأغانى للرجبانى ويوميات حمار، وفلاح كفر الهنادوة، والفهامة، ونهارك سعيد.
تحولت بعض كتابات أحمد رجب إلى أفلام ومسلسلات تليفزيونية، كما كتب سيناريو وحوار بعض الأعمال للسينما والتليفزيون، من أهمها: نص ساعة جواز، شيء من العذاب، محاكمة على بابا، فوزية البرجوازية، ومسلسل ناس وناس.
حصل الكاتب والصحفى أحمد رجب بتكريم العديد من الجهات المحلية والعربية، وحصل على عدة جوائزة أدبية وصحفية من أهمها: وسام العلوم والفنون عام 1992، جائزة نقابة الصحفيين التقديرية.