تعد جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.
ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901م، في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.
ونلتقي اليوم مع الأديب الإسباني خوسية إتشيغاراي
نشهد اليوم ذكرى وفاة أحد أدباء «نوبل»، ومفكريها من عالم الأدب الغربي وهو الكاتب والشاعر والمسرحي الإسباني «خوسية إتشيغاراي»، حيث رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 14 سبتمبر عام 1916م
الميلاد والنشأة
ولد «خوسية إتشيغاراي» في مدريد في 19 إبريل 1832 لأسرة تنتمي إلى منطقة إقليم الباسك، ممن يسكنون شمال إسبانيا والمنطقة المجاورة جنوب غرب فرنسا، ودرس الهندسة وتميز فيها ثم عمل مدرسًا لعلوم التقنيات المتعددة بين مينتي مدريد وباريس، ثم قام بتدريس الفيزياء الرياضية.
وعين «إتشيغاراي» وزيرًا عقب ثورة 1868 م، في إسبانيا ضد حكم الملكة إيزابيل الثانية و ترك الحكم عقب نهاية الثورة، ففر هاربا إلى فرنسا، ثم عاد في ثمانينات القرن التاسع عشر إلى مدريد مرة أخرى وعمل من جديد وزيرا للمالية، وأصبح عضوًا في الأكاديمية العلمية. بالإضافة إلى عضويته في الأكاديمية الملكية للغات.
وأخذت خوسيه إتشيغاراي النداهة إلى عالم الكتابة والإبداع، فكان الحب الأول في حياة هو المسرح «أبو الفنون» منذ طفولته المبكرة، ممكا جعله يؤلف لعالم الفن والثقافة الكثير من المسرحيات.
64 مسرحية لـ «إتشيغاراي» .. لقضايا الحب والتعصب
عرضت المسرحية الأولى لـ «إتشيغاراي» عام 1874، حين شغل منصب وزير للأشغال العامة، بعنوان «بطاقة من الشيكات» وذلك بالاسم المستعار «خورحه هاياسكا»، ثم توالت مسرحياته وأبرزها: «جنون أم ظاهرة صحية» عام 1877م، «صدر الموت» عام 1879م ، «الموت على الشفاه» عام 1880م، و بلغ إنتاج أربع وستون مسرحية، وكتابان مترجمان.
وصاغ «إتشيغاراي» قضايا وأفكار مسرحياته حول الحب، والشرف، والروح والقضايا الدينية، والتعصب تنتمي مسرحياته إلى الرومانسية الجديدة، والميلودراما الاجتماعية، وتعرف باسم (New Romantic) وهي حركة ثقافة شعبية نشأت في المملكة المتحدة في أواخر السبعينيات بالقرن الماضي.
في سنواتها الأولى ..«نوبل» بالتقاسم
حصل«إتشيغاراي» على جائزة «نوبل» في الأدب عمع الأديب ووالشاعر والمسرحي الفرنسي فردريك ميسترالعام 1904م، أي في رابع عام للجائزة منذ منحها 1901م.
«جاليه الأكبر».. مسرحية الجائزة
وحصل «إتشيغاراي» على جائزة نوبل عن مسرحية «جاليه الأكبر» المنشورة عام 1879 م، ويذكر العديد من النقاد والباحثين أنها من أهم مؤلفاته، وتتكون من ثلاثة فصول، شعرًا ونثرًا، وتقع أحداثها في مدريد في القرن التاسع عشر، والبطل بالمسرحية «أرنستو» وهو المتحدث الرسمي باسم المؤلف، ويتحدث حول أبرز مظاهر الحياة حينذاك ببداية القرن العشرين.
عاصر«إتشيغاراي» كبار فناني المسرح الأسباني وهم يقدمون شخصيات مسرحياته الدرامية على خشبات المسرح ومن هؤلاء الفنانين: « أنطونيوفيكو، رافاييل لويس كالفو، وإليزا مندوثا، وماريا جوريرو»، ويقول برنارسيسه أحد المتخصصين في الأدب والبحث الأسباني «إن مسرح «إتشيغاراي» قد عرف كيف يكسب جمهوره، رغم أن أغلب جمهور مسرحيته «بطاقة من الشيكات» كانوا من أبناء الطبقة الراقية، ورجال الفكر.