رجال من ذهب| جبران خليل جبران.. أحد رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث
عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم بإسهاماتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وآخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا.
جبران خليل جبران
تُعد أعماله مصدر إلهام للعديد من القراء حول العالم، فكانت تركز أغلب أعماله على الحب والقيم والحرية، فهو أحد أبرز الأدباء والفنانين، الذي احتل مكانة أدبية وفلسفية كبيرة في العالم، امتاز أسلوبه بالرومانسية ويعتبر من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصةً في الشعر النثري، أنه الشاعر والأديب والفيلسوف والفنان التشكيلي جبران خليل جبران.
وُلد جبران في 6 يناير عام 1883م في قرية بشرّى شمالي لبنان، نشأ في أسرة فقيرة مسيحية مارونية، كان والده راعيًا للماشية، عُرف عنه طباعه القاسية، فكان يعامل ابنه وأفراد عائلته بالعنف والقسوة، حتى جاء يوم وقبض عليه بتهمة الفساد المالي.
وقامت والدته كاميليا بأخذ جبران وهو صبيًا مع عائلته وهاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عام 1895م، استقرت العائلة في بوسطن، وواجهوا الفقر والعديد من الصعاب، وعملت والدته خياطة، والتحق جبران بمدرسة محلية لتعلم اللغة الإنجليزية.
بداية مسيرته الأدبية
أخذ جبران يتردد على مؤسسة "دنسيون هاوس" الخيرية التي كانت تقدم دروسًا في الرسم، وهناك لفتت موهبته "جيسي" المساعدة الاجتماعية ذات النفوذ الكبير، والتي عرفته بصديقها المصور الشهير "فريد هولاند داي" الذي كان يدير دارًا للنشر في بوسطن، وكان له الأثر الكبير على الحياة الإبداعية لجبران.
قدم داي جبران لأصدقائه، وفي عام 1898م استُخدمت إحدى رسوماته كغلاف لإحدى الكتب، ولكن كان لجبران من ضمن مخططاته وطموحاته، مشروع آخر هو العودة إلى موطنه لبنان لدراسة اللغة العربية واتقانها في مدرسة الحكمة في بيروت على يد الخوري يوسف الحداد.
عاد جبران إلى بوسطن في 10 مايو 1902م، وقبل عودته بأسبوعين توفيت شقيقته سلطانة بالسل وهي في سن الرابعة عشرة، وفي العام التالي توفي شقيقه بطرس بنفس المرض، كما توفيت والدته بسبب السرطان، أما شقيقته ماريانا فقد عملت في متجر للخياطة.
كان أهم ما يميز جبران هو أسلوب بالرومانسية، ويعتبر من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، لا سيما في الشعر النثري، وكان فنانًا بارعًا، خاصة في الرسم والألوان المائية، حيث التحق بمدرسة الفنون أكاديمية جوليان في باريس.
الرابطة القلمية
أقام جبران معرضه الفني الأول لرسوماته وهو في الحادية والعشرين من عمره عام 1904م في بوسطن في استوديو دايز، وفي عام 1920م، أسس جبران خليل جبران الرابطة القلمية في نيويورك مع ميخائيل نعيمة، وعبد المسيح حداد، ونسيب عريضة، وإيليا أبو ماضي، ورشيد أيوب، وندرة حداد، ثم انضم إليها فيما بعد أحمد زكي أبو شادي، وتُعد تلك الرابطة وهي حركة أدبية تهدف إلى تجديد الأدب العربي وتحريره من الجمود.
تأثر جبران بالعديد من الفنانين والأدباء الغربيين، مثل وليم بليك، فريدريك نيتشه، والشعراء الرومانسيين، بعد فترة دراسية قصيرة في باريس، عاد إلى نيويورك، واستقر هناك وأصبح جزءاً من المجتمع الأدبي والفني.
استمر جبران في تحقيق المزيد من انجازاته وابدعاته الأدبية، حتى رحل في مستشفى بنيويورك يوم الجمعة 10 أبريل 1931م عن عمر ناهز 48 عامًا، وكان سبب وفاته تليف الكبد والسل.
دُفن جبران في صومعته القديمة بدير مار سركيس "القديس سرج" في لبنان، والتي تحولت لاحقًا إلى متحف عُرف باسم متحف جبران.