ارتجاج إيوان كسرى ونور يضيء قصور الشام.. معجزات حدثت يوم ميلاد النبي
تحتفل أمة المليارين مسلم، اليوم الأحد 12 من ربيع الأول بذكرى ميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم-، الذي أرسله ربه ليخرج العباد من الظلمات إلى النور، في عادة درجت عليها منذ أكثر من ألف عام، وذلك بداية من الدولة الفاطمية، وصولًا إلى عهد الملك قايتباي الذي احتفل بصورة لم يسبق إليها سابق، ولم يلحقه فيها لاحق، انتهاءً إلى زمننًا المعاصر، حيث أخذ الاحتفال طابع خاص تثار حوله العديد من الشبهات، التي تحذر المؤسسات الدينية بدورها منها.
معجزات ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم
لما كانت الليلة التي فيها ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- قال يهودي -يسكن مكة يتجر بها- في مجلس من قريش: يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود؟ فقال القوم: والله ما نعلمه.
فقال لهم اليهودي:" ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس، لا يرضع ليلتين; وذلك أن عفريتًا من الجن أدخل أصبعه في فمه فمنعه الرضاع".
فلما رجع القوم إلى منازلهم متعجبون من حديثه، خبر كل إنسان منهم أهله فقالوا: قد والله ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا، فانطلقوا حتى جاءوا اليهودي فأخبروه الخبر.
قال: فاذهبوا معي حتى أنظر إليه فخرجوا به حتى أدخلوه على آمنة -أم النبي صلى الله عليه وسلم- فقالوا: أخرجي إلينا ابنك فأخرجته، وكشفوا له عن ظهره فرأى تلك الشامة فوقع اليهودي مغشيًا عليه فلما أفاق قالوا له: ما لك؟ ويلك! قال: قد ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل، أفرحتم بها يا معشر قريش؟ والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب.
ارتجاج إيوان كسرى
وفي ذات الليلة التي ولد فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- ارتج إيوان كسرى، وذلك طبقًا لما نقله ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية"، حيث يقول:"لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ارتجس إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة، ورأى الموبذان إبلًا صعابًا تقود خيلًا عرابًا قد قطعت دجلة، وانتشرت في بلادهم فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك فتصبر عليه تشجعًا، ثم رأى أنه لا يدخر ذلك عن مرازبته فجمعهم ولبس تاجه وجلس على سريره ثم بعث إليهم".
وتابع:" فلما اجتمعوا عنده قال: أتدرون فيم بعثت إليكم ؟ قالوا: لا إلا أن يخبرنا الملك فبينما هم كذلك إذ ورد عليهم كتاب بخمود النيران فازداد غمًا إلى غمه، ثم أخبرهم بما رأى وما هاله فقال الموبذان: وأنا -أصلح الله الملك- قد رأيت في هذه الليلة رؤيا، ثم قص عليه رؤياه في الإبل فقال: أي شيء يكون هذا يا موبذان؟ قال: حدث يكون في ناحية العرب وكان أعلمهم من أنفسهم فكتب عند ذلك من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر أما بعد: فوجه إلي برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه فوجه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن بقيلة الغساني فلما ورد عليه قال له: ألك علم بما أريد أن أسألك عنه ؟ فقال: لتخبرني أو ليسألني الملك عما أحب فإن كان عندي منه علم أخبرته، وإلا أخبرته بمن يعلم فأخبره بالذي وجه به إليه فيه".
فقال ابن حيان:"تخبرني أو ليسألني الملك عما أحب فإن كان عندي منه علم أخبرته، وإلا أخبرته بمن يعلم فأخبره بالذي وجه به إليه فيه . قال : علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له : سطيح . قال : فائته فاسأله عما سألتك عنه، ثم ائتني بتفسيره فخرج عبد المسيح حتى انتهى إلى سطيح ، وقد أشفى على الضريح فسلم عليه" وكان تفسير سطيح لرؤيا أنه لن يملك منهم إلا 14 ملكًا.
نور يضيء قصور الشام
وكانت السيدة آمنة بنت وهب تقول: ما شعرت أني حملت به، ولا وجدت له ثقلة، كما تجد النساء، إلا أني قد أنكرت رفع حيضي، وربما كانت ترفعني وتعود، وأتاني آت وأنا بين النائم واليقظان، فقال: هل شعرت أنك حملت؟ فكأني أقول: ما أدري، فقال: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها، وذلك يوم الاثنين، قالت: فكان مما يقن عندي الحمل.
وذكرت أنها لما ضربها المخاض "جعلت أنظر إلى النجوم تدلى حتى أقول لتقعن علي، فلما ولدت خرج منها نور أضاء له البيت والدار"، وفي حديث العرباض بن سارية، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقول-: إني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم عن ذلك: إني دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين، وإن أم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأت حين وضعته نورًا أضاءت له قصور الشام.