قال دكتور طارق عمار: الناقد ليس هو من سيأتي ليقوم بهدم أو يستعرض السلبيات فحسب، وليس هو من سيمدح ويقدم الإيجابيات فقط، مشيرًا إلى الفرق بين الأراجوز«المهرج» و الكوميديان، مؤكدا أن الجمهور يضحك على الأول، بينما يضحك بفعل الثاني، ولذا يجب أن يصل إلى كجمهور رسائل أو أفكار من العرض، وهو ما يحكم العرض هل تخطى حاجز تلقى الجمهور، واستقباله وتختلف تقديم العروض وطبيعتها تبعا لجهة الإنتاج و الجمهور المستهدف.
وجاء ذلك في أولى ليالي مهرجان مسرح الهوارة في دورته الـ 20 «دورة زكريا الحجاوي»، أقيمت أمس ندوة للعرض المسرحي «النص التاني من الطريق» من سينوغرافيا وتأليف وإخراج أحمد رجائي، وشارك في مناقشة العرض الشاعر والمؤلف والناقد دكتور طارق عمار، الفنان دكتور حسام أبو العلا، وأدار الندوة الناقد دكتور محمد زعيمة.
وتابع « عمار» موضحا: وعرض الليلة طرحت قضيته أزمة شخصية لممثل مسرحي، قد لاتعني الجمهور في شيء، إذا قدم لمسرح الثقافة الجماهيرية، بينما قدّم العرض مسرحا للهواة، تابع للجمعيات الثقافية وليست لجهة من إنتاج الجهات المعتادة بالإدارة العامة للمسرح، وهنا يحق للمخرج يطرح همومه على الجمهور وأن يستقبلها، وذلك اعتبارا أن الجمهور هنا، ليس جمهورًا عامًا، ولكنه إما ناقدا متخصصا متابعا للحركة المسرحية، أو من الأهالي والأسر ففي الحالتين يتاح للمخرج أن يجرب كيفما يشاء، وبعد ذلك عليه أن يفكر جيدًا من هو الجمهور المستهدف، فعرض الأطفال لايعني ولايهم الشباب، وعروض التجريب البصري قد لا تتناسب في بعض الأقاليم، وعلى المخرج أن يركز في ذلك جيدًا.
الدراما المفككة ونهايات متعددة
وأوضح «عمار» وشاهدت خمس نهايات فيهم من الممكن أن نقف عليهم وننهي العرض، ومنهم قبل منتصف أحداث العرض قبل ظهور الجدة «شمس».
وأكد «عمار» أن نظرية «Superman» الفنان الذي يقرر صنع كل شيء بالعرض المسرحي خطأ كبير، يجب الوقوف عليه، فكل وظيفة بالعرض تحتاج لصانع منفرد، ومساحة كبيرة من الوقت، وتشغل تفكير كل من سيقوم بها، فلو اتجه المؤلف هنا فقط نحو الكتابة لاتضحت الفكرة أكثر.
«أغنية التيم» لتشيكوف
وأشاد «عمار» بفكرة التي بنى عليها المخرج المؤلف مسرحيته/ والتي اعتمد فيها إلى فكرة مسرحية «أغنية التيم» لتشيكوف، وبداخل هذه الفكرة استدعى من ماكبث «نبوءة الساحرات»، وأخذ من نصوص عديدة منها «حلم يوسف»، «إبليس» لمحمود جمال، «كاليجولا»،«ليلى والمجنون» لتعبر عن العديد من حالات وانفعالات للممثل، في محاولة للتماهي بين «وحيد وجده» ثم نكتشف اللعبة والذي لم يدرك أنه لم يؤكد عليها، غير أن المؤلف/ المخرج حاول أننا بمرحلة ما سنكتشف أننا لم ندرك الحقيقة النصف الثاني من الطريق عكس أوله، موضحا أن ما استدعى من «حلم يوسف» من مشهد عتمان ويوسف، غيرموفقا تمامًا، وأحدث أن لم يتم التفكير تماما في الربط بين المشاهد للنقل بينها بسهولة.
مسرحيات عالمية مهمة
وأشار «عمار» إلى إشكالية المخرج المقصر، وأكد أن قيام المخرج بتحريك الممثلين هو ما يأتي في نهاية الطريق، بينما أغفل المخرج الربط بين عناصر العرض لتحدث وحدة متكاملة والتمازج والانسجام داخل العرض، فهنا المخرج لم يهتم جيدًا بأن يدير صناع العرض، من شاعر متميز مع موسيقي مجتهد، وانسجامهما مع الديكور وغيره، وأهمل تدريب الممثين، لأداء الشخصيات المقدمة من نصوص مسرحية مهمة وعالمية، فلم يتضح منهم منطوق الكلام والانفعالات، وأكد «عمار» إلى أنه يجب على المخرج أن يركز على دوره المهم وهو انسجام كل العناصر مع بعضها البعض ولا يتشتت مثلا مع تصميم الاستعراضات فيكون صانعًا لكل مفردات العرض، وأشاد «عمار» بالمخرج كمعد ودراماتورج.
بطاقة المسرحية
مسرحية «النص التاني من الطريق» .. أشعار وسينوغرافيا وتأليف وإخراج أحمد رجائي
بطولة.. أحمد رشاد، مؤمن عيد، ريموندا سامح، مادونا عماد، كريم سمير، ماريا عدلي، يسري محمد، آيه علي، محمد تامر، عمر شبل، شهد شريف، آيه عثمان، أحمد مروان.
دراما حركية أداء طلبة الدفعة السابعة من ورشة سودوكو للفنون، دعاية وإعلان محمد بهاء، مكياچ مارينا ثابت، أزياء هايدي مروان، إضاءة عز حلمي، دراما حركية واستعراضات مينا ثابت، تأليف موسيقي وألحان ليالي يحيى، مخرج منفذ باڤلي وائل.
مهرجان «مسرح الهواة» في دورته العشرين، دورة «الفنان الراحل زكريا الحجاوي»،وويقام في الفترة من 15 : حتى 21 سبتمبر الجاري. وتحت رعاية وزير الثقافة، برئاسةةالدكتور أحمد فؤاد هنو، وتنظمه الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر دكتور مسعود شومان، يرأس المهرجان دكتور هانى كمال، عبير الرشيدي مدير المهرجان، وتابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة.