رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كل ما تريد معرفته الطريقة التيجانية

18-9-2024 | 17:07


الطريقة التيجانية

إسلام علي

تعد الطريقة التيجانية من أحدى الطرق الصوفية التي تأسست في العالم الإسلامي، وقد تميزت عن غيرها بمعتقداتها الفريدة المتعلقة بعلاقة الإنسان بالنبي صلى الله عليه وسلم في الحياة الدنيا.

تعتبر التيجانية نفسها من أهم الطرق الصوفية التي تجمع بين التمسك بالعقيدة الإسلامية والإيمان بإمكانية التواصل الروحي والمادي المباشر مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يمكن الوصول إلى "الخالق" بدون المرور على سيد الخلق أجمعين.

التأسيس والشخصيات البارزة

تأسست الطريقة التيجانية على يد الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد التيجاني، الذي وُلد في الجزائر عام 1150هـ 1737 ميلادية، درس التيجاني العلوم الشرعية والقرآن الكريم، وسافر إلى عدة مدن إسلامية مثل فاس وتلمسان وتونس ومكة المكرمة.

 

نشأة الطريقة التيجانية

أنشأ التيجاني طريقته عام 1196هـ 1782م في قرية أبي سمغون بالجزائر، وانتقلت الطريقة إلى مدينة فاس، التي أصبحت المركز الأول لانتشار الطريقة.

كان الشيخ التيجاني معروفًا بزاويته في فاس وكتابه المشهور "جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي التيجاني"، الذي جمعه تلميذه علي حرازم.

وكان له العديد من التلاميذ البارزين، مثل علي حرازم الفاسي، ومحمد بن المشري الحسني صاحب كتاب "الجامع لما افترق من العلوم"، وأحمد سكيرج الذي كتب عن الشيخ التيجاني في مؤلفاته.

 

الأفكار والمعتقدات

أتباع التيجانية يتمسكون بمعتقدات الصوفية التقليدية، لكنهم يضيفون إلى ذلك مجموعة من الأفكار الفريدة، ومن أبرز معتقداتهم إيمانهم بوحدة الوجود والفناء أو ما يسمونه "وحدة الشهود"، وهو ما اشتهرت به العمارة والفنون الإسلامية حتى قبل ميلاد الشيخ التيجاني، وبرز في تلك المعتقدات أيضا الشيخ الأكبر "ابن عربي" الذي يبجله جميع الصوفين حول العالم.  

 

يؤمن اتباع الطريقة التيجانية، بأن شيوخهم يمتلكون القدرة على كشف الغيب ومعرفة ما يخفى عن الآخرين، وذلك ناتج عن صفاء القلب والذي بدونه لا يتسطيع الإنسان أن يعلم الإ القليل عن عالمه الذي يحيط به.

يُقال إن الشيخ أحمد التيجاني كان قادرًا على التحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، وقد تلقى منه "صلاة الفاتح لما أغلق"، التي تعد من أهم أذكار التيجانية.

 

صلاة الفاتح عن النبي الكريم

تحظى هذه الصلاة بمكانة عالية في العقيدة التيجانية، حيث يعتقدون أنها تفوق جميع الأذكار والدعوات الأخرى لأنها قادمة من النبي الكريم الذي يتواجد في مستوى وعي يختلف عن الوعي المادي الذي نعيش به أو كما يسمونه المتصوفون "عالم الكساد والفساد.

ويزعم أتباع التيجانية أن قراءة هذه الصلاة مرة واحدة تعادل قراءة القرآن الكريم ستة آلاف مرة، وأنها قادرة على تكفير الذنوب ومحوها، كما يشترط أن يتلقى الشخص إذنًا خاصًا لتلاوة هذه الصلاة لضمان قبولها.

 

التواصل الروحي والمادي مع النبي

تعد واحدة من أبرز سمات التيجانية هي اعتقادهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر الشيخ التيجاني بتلاوة "صلاة الفاتح لما أغلق" ومنحه إياها بصورة مباشرة، مما يعتبرونه تميزًا لهم عن باقي الطرق.

ويعتقدون أن التيجاني وأتباعه سيحظون بميزات خاصة يوم القيامة، مثل تخفيف سكرات الموت، وظل عرش الله، والعيش في برزخ خاص بهم، كما يرون أن لقاء التيجاني يؤدي مباشرة إلى دخول الجنة.

 

يُزعم أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خص الشيخ التيجاني بفضائل لم يمنحها لأحد من قبله، بما في ذلك الأمر بعدم استخدام الأسماء الحسنى في الدعاء، والاكتفاء بـ "صلاة الفاتح"، وهذا جزءًا لا يتجزأ من العقيدة التيجانية.

 

التوسل والمقام الخاص للشيخ التيجاني

تشابهًا مع الطرق الصوفية الأخرى، تسمح التيجانية بالتوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم والشيخ أحمد التيجاني، بالإضافة إلى شيوخ الطرق الأخرى مثل عبد القادر الجيلاني، كما يدعون أن التيجاني هو "خاتم الأولياء"، مثلما أن النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء.

 

يعتقد التيجانيون أن الشيخ أحمد التيجاني له مقام رفيع يوم القيامة، وسيُجلس على منبر من نور، ويُعلن أمام الجميع أنه إمامهم الذي كانوا يستمدون منه البركات طوال حياتهم.

 

الجذور الفكرية والعقائدية

تأثر التيجاني بالفكر الصوفي التقليدي الذي كان سائدًا في ذلك الوقت، واستمد أفكاره من شخصيات صوفية بارزة مثل عبد القادر الجيلاني، وابن عربي، والحلاج.

وقد التقى التيجاني بعدد من شيوخ الصوفية الذين تأثر بهم وأخذ عنهم بعض الأوراد والإذن، مثل الطريقة القادرية والخلوتية.

 

الانتشار ومواقع النفوذ

انتشرت التيجانية انطلاقًا من مدينة فاس لتصل إلى العديد من الدول في شمال وغرب إفريقيا، بما في ذلك المغرب، السنغال، نيجيريا، السودان، ومصر، ويقدر عدد أتباع التيجانية في نيجيريا وحدها بأكثر من عشرة ملايين نسمة، مما يوضح تأثيرها الكبير على المجتمعات الإسلامية في تلك المنطقة.

في الختام، تعتبر التيجانية من الطرق الصوفية ذات الانتشار الواسع والمعتقدات الفريدة، وقد أثرت بشكل كبير في الثقافة الإسلامية في إفريقيا والعالم الإسلامي بشكل عام.