كيف تعلمين طفلك حماية نفسه من التحرش؟.. استشارية تُجيب
يعد حماية أطفالنا من خطر التحرش الجنسي مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا كآباء وأمهات ، قد يبدو الحديث عن هذا الموضوع صعباً ومحرجاً، ولكن من الضروري أن نتحدث مع أطفالنا بصراحة وشفافية لنزوّدهم بالمعرفة والأدوات التي يحتاجونها لحماية أنفسهم.
ومن جهتها أكدت الدكتور وسام منير ، استشاري التربية الخاصة وتعديل السلوك ، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"،..على أن توعية الأطفال بمخاطر التحرش أمرًا بالغ الأهمية، ويجب أن تبدأ في سن مبكرة وهما في سن 3 سنوات ، فمرحلة اكتشاف الطفل لجسده تمثل فرصة ذهبية للأهل لتوعيته بأهمية حماية جسده ، ويجب أن نغرس في الطفل منذ الصغر مفهوم أن جسده ملك له وحده، وأن عليه حمايته من أي لمس غير ملائم ؛ كما يجب تعليمه عدم لمس أجسام الآخرين، وتحديد الأشخاص الذين يمكنه اللجوء إليهم في حالة تعرضه لأي موقف يجعله غير مرتاح، مثل والدته أو أي شخص موثوق به.
وأشارت استشاري التربية الخاصة وتعديل السلوك ، أن التحرش ليس مقتصرًا على اللمس الجسدي فقط، بل يشمل أيضًا التحرش الالكتروني الذي يزداد انتشارًا بشكل كبير ،حيث يتعرض الكثير من الأطفال للتحرش الكتروني من خلال الصور والتهديدات عبر الإنترنت، مما يتسبب لهم بأضرار نفسية بالغة ؛ هذا النوع من التحرش يتضمن أيضًا انتحال صفة الأصدقاء أو العائلة للتلاعب بالأطفال وتهديدهم.
وأضافت الدكتورة وسام منير، إلى أن هناك أساليب فعالة لتوعية الطفل وحمايته من التحرش ، وهي كالآتي:-
- عند التحدث مع الأطفال عن موضوع التحرش، من الضروري استخدام لغة بسيطة وواضحة وبناء علاقة مبنية على الثقة.
- يجب أن نزرع في أطفالنا التقة بالنفس والشعور بالقوة ، وتشجبعهم على التعبير عن مشاعرهم وآرائهم بحرية، إذا شعر الطفل بأي شيء يجعله غير مرتاح، يجب أن يشعر بالأمان الكافي للتحدث مع شخص موثوق به والتعبير عن مشاعره بحرية.
- من المهم أيضاً أن تكون هناك علاقة قوية ومتينة بين الطفل ووالديه ؛ هذه العلاقة توفر للأطفال بيئة آمنة يشعرون فيها بالراحة الكافية للتحدث عن أي شيء يقلقهم، حتى لو كانت الأمور بسيطة ؛ فعندما يشعر الطفل بأن والديه مستمعون جيدون ويهتمون بمشاعره، فإنه يكون أكثر استعدادًا لمشاركة أي تجربة يمر بها، بما في ذلك المواقف الصعبة.
- من الضروري ألا يستخف الآباء بمشاعر أطفالهم، مهما بدت بسيطة أو عادية ، يجب أن نتعامل مع مشاعر الطفل بكل جدية واحترام، حتى لا نشعره بأن مشاعره غير مهمة ؛ فهذا يساعد على بناء ثقة الطفل بنفسه ويجعله يشعر بالأمان الكافي للتعبير عن مشاعره بحرية.
- يجب أن نكون مستعدين للرد على أي أسئلة يطرحها أطفالنا مهما كانت حساسة، وأن نستقبل هذه الأسئلة بصدر رحب وأن نجيب عليها بطريقة صريحة وبسيطة، مناسبة لعمر الطفل ، يجب أن نستخدم لغة علمية وبسيطة لتوضيح المفاهيم الصعبة، هذا يجعل الطفل يشعر بالأمان الكافي لطرح أي سؤال يقلقه.
- من الطبيعي أن يشعر الأطفال بالفضول تجاه الجنس الآخر ؛ دورنا كآباء وأمهات هو أن نوجه هذا الفضول بطريقة صحية وبناءة ، وأن نكون المصدر الأول للمعلومات التي يحتاجها الطفل، وأن نجيب على أسئلته بكل صراحة وبساطة ، هذا يساعد على بناء علاقة مبنية على الثقة والاحترام، ويحمي الطفل من التعرض للمعلومات الخاطئة أو الضارة.
- علينا أن نشعر الاطفال بالأمان الكافي للتعبير عن أي تساؤل أو فضول لديهم، حتى لو كان يتعلق بموضوعات حساسة مثل الجنس ؛ يجب أن نخلق بيئة عائلية داعمة تسمح لهم بطرح أي سؤال دون خوف من الرفض أو الإحراج ، هذا يساعد على بناء علاقة قوية مبنية على الثقة والاحترام.
- من الضروري أن يتم مراقبة البرامج والتطبيقات التي يستخدمها الأطفال على هواتفهم بشكل مستمر ، ويجب توعية الأطفال بعدم فتح أي روابط أو صور غير معروفة المصدر، حيث قد تحتوي هذه الروابط على محتوى غير مناسب لعمرهم ، يجب تفعيل ميزات الرقابة الأبوية على الأجهزة لمنع الأطفال من الوصول إلى محتوى غير لائق.
- وأخيرا إذا لاحظنا أيًا من هذه العلامات على طفلتنا، مثل التغيرات المفاجئة في السلوك، الخوف، القلق، أو الانطواء، فمن المهم البحث عن المساعدة المهنية؛ قد يكون الطفل يعاني من صدمة نفسية نتيجة التعرض للعنف أو التحرش. يجب علينا اصطحاب الطفل إلى متخصص نفسي لتقييمه وعلاجه.
واختتمت حديثها قائلة: عند اكتشاف تعرض الطفل للتحرش، يجب على الوالدين تقديم الدعم النفسي اللازم لطفلهم ، ويجب أن نستمع إليه باهتمام، ونشجعه على التعبير عن مشاعره، ونوفر له بيئة آمنة ومحبة ؛ لمساعدته على تجاوز هذه التجربة المؤلمة.