هو كاتب ومفكر وفيلسوف ويُعد من أبرز رواد أدب الخيال العلمي، ترك بصمة واضحة وأثر كبير في هذا النوع الأدبي، ورواياته تمزج بين الخيال العلمي والفلسفة،  وتتركز قصصه حول المستقبل واجتياح لتكنولوجيا في حياتنا، وأيضًا التطورات العلمية التي تؤثر على مختلف المجتمعات البشرية، قدم رؤيته الخاصة للمستقبل والتحديات التي تواجه البشرية إنه  الروائي  الإنجليزي «هربرت جورج ويلز» 

ويعتبر «هربرت جورج ويلز»  من مؤسسي أدب الخيال العلمي، وقد اكتسب شهرته بفضل رواياته التي تنتمي لذاك الصنف الأدبي. بعكس معاصره «جول فيرن» فقد حوت روايات ويلز انتقادات اجتماعية هادفة ولم يكتف بسرد المغامرات.

ولد «ويلز» في مقاطعة كنت في إنجلترا،  في مثل هذا اليوم 21 سبتمبر عام 1866م،  كان أصغر إخوته الثلاثة لأب صاحب دكان ولاعب كريكيت وأم ربة بيت وكانت عائلته من متواضعة. لم يكمل ويلز تعليمه المدرسي، إذ اضطر لترك مقاعد الدراسة والعمل مساعدا لتاجر أقمشة بعد إفلاس والده، وعمل في العديد من المهن قبل أن يلتفت إلى الكتابة،  كانت اهتماماته واسعة وشملت العلوم والتاريخ والسياسة، مما انعكس بشكل واضح في أعماله الأدبية.

بداية الرحلة للإصلاح الاجتماعي

 بدأ «ويلز» دراسته في مدرسة «ميدهيرست»عام 1889م  وفي عمر الـ 18  حصل على منحة تعليمية في مدرسة العلوم في لندن، و درس ويلز «الأحياء» لدى عالم الأحياء المعروف ت. هـ. هاكسلي واشترك في حلقات علمية وكتب في مجلة الجامعة العلمية، في تلك السنين بدأ اهتمامه بالإصلاحات الاجتماعية، ومال نحو الأفكار الاشتراكية.

وقل «ويلز» اهتمام بالدراسة وترك التعليم عام 1887، قام بالتدريس لمدة أربع أعوام في مدارس خاصة ولم يحصل على اللقب الجامعي الأول حتى عام 1890.

عام 1891 سكن  «ويلز» في لندن وتزوج ابنة عمه إيزابيل، استمر بالعمل في التدريس حتى عام 1893 م ، حين قرر أن يتفرّغ كليّا للكتابة  عام 1894م

اتجاه الخيال العلمي

كانت روايات «ويلز» منذ البداية في اتجاه الخيال العلمي، نُشِرت روايته الأولى عام 1895م وحملت عنوان آلة الزمن وقد حظيت بنجاح بين القراء، ونشر روايته الثانية عام 1896م  بعنوان «جزيرة الدكتور مورو» عن عالم مجنون يحول الحيوانات إلى كائنات بشرية. عام 1897 نشر الرجل الخفي عن عالم ينجح بإخفاء نفسه ونشر حرب العوالم عام 1898 عن غزو كائنات مريخية للأرض. روايته أول رجال على سطح القمر تعتبر تنبؤاً في أساليب ريادة الفضاء.

كتب «ويلز» أيضا روايات ليست من صنف الخيال العلمي مثل «الحب والسيد لويشام» و«كيبس» كما نشر كتابه توقعات عام 1901م وكان نشر مسبقا متسلسلا في إحدى المجلات تحت عنوان «تجربة في التنبؤ» محاولا التنبؤ بوضع العالم عام 2000 وجح بالتنبؤ ببعض الأحداث مثل تطور السيارات والقطارات مما سبّب نزوح البشر من المدن والسكن في الضواحي، فشل العسكرية الألمانية ونشوء الاتحاد الأوروبي؛ لكنه فشل في بعض توقعاته مثل اعتقاده أن الإنسان لن ينجح بالطيران حتى خمسينات القرن العشرين واعتقاده باستحالة نجاح الغواصات. وكان كتابه هذا أول كتاب يحظى برواج واسع.

آراء نسوية 

 نشر رواية «آن فيرونيكا» عام 1909 وعرض فيها آراء نسوية يصف فيها نضوج آن فيرونيكا من طفلة ساذجة إلى شابة تمثل «المرأة الجديدة» وأثارت الرواية ضجة كبيرة بسبب آرائها وبسبب تشابه اسمها باسم «أمبر ريفز»  

انضم  «ويلز»  إلى الجمعية الفابية في لندن لكنه سرعان ما اختلف مع قادتها ومنهم «برنارد شو» وكانت لتجربته أثرا في كتابه «مكيافيللي الجديد» 1911م الذي يصف فيه أعضاء الجمعية الفابية المعروفين عام 1913م نشر «العالم يتحرر» يحذر فيه من مخاطر الحروب وتنبأ فيه بالحرب الوشيكة. بالإضافة إلى ذلك فذكر في الكتاب إمكانية بناء قنبلة ذرية ورغم أن المبادئ العلمية التي ذكرها «قنبلة مبنية من الراديوم» لم تكن صحيحة إلا أنه تنبأ بقنبلة يمكنها محو مدينة كاملة كما أن بعض العلماء الذين عكفوا في سنوات الثلاثين والأربعين من القرن العشرين على تطوير القنبلة الذرية قالوا أنهم استمدوا الفكرة من كتاب ويلز هذا.

موجز تاريخ العالم 

وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى نشر «ويلز» عام 1920م موجز تاريخ العالم في مجلدين ليكون من أول من كتب التاريخ متوجها إلى عامة الشعب،  رغم الرواج لاقى كتابه هذا العديد من الانتقادات من مؤرخين محترفين إلا أن «أرنولد توينبي » مدَحه قائلا أن هذا الكتاب من أفضل المقدمات في موضوع التاريخ.

نشر«ويلز»  «علوم الحياة» في 9 مجلدات بين الأعوام 1930 - 1934م الذي شارك بكتابته جوليان هكسلي وجورج فيليب ويلز، و نشر أيضا «محاولات في السيرة الذاتية» عام 1934م.

زيارة روسيا ومحاولات دون جدوى 

عام 1914 زار «ويلز»  روسيا للمرة الأولى ورأى أن النظام فيها قمعي وفاسد،  كانت له عدّة اعتراضات على الممارسات السوفييتية إلا أنه تفهّم أهداف ثورة أكتوبر، عام 1920 زار الاتحاد السوفييتي والتقى لينين. في العشرينات كان مرشح حزب العمال للبرلمان،  بين السنوات 1924 حتى 1933 عاش في فرنسا وفي السنوات 1934 - 1946 ترأّس جمعية الكتاب العالمية PEN.

التقى «ويلز» بستالين وروزفلت عام 1934 محاولا، دون جدوى، أن يثير اهتمامهم بآرائه، بعد لقائه ب«ستالين» خاب أمل «ويلز» من الشيوعية وفي كتابه «الإرهاب المقدس»  عام 1939م يصف التطور النفسي لطاغية عصري مستوحيا شخصيته من ستالين، هتلر وموسوليني.

أثناء الحرب العالمية الثانية عاش«ويلز»   في ريجنس بارك في لندن، وقد رفض مغادرتها رغم القصف. كتابه الأخير Mind at the End of its Tether المنشور عام 1945 يحمل نظرة متشائمة حول مستقبل البشرية

مؤلفات  للخيال العلمي 

من أهم مؤلفات هربرت جورج ويلز.. « الرجل الخفي»، حرب العوالم»، أوائل الرجال على القمر»، طعام الآلهة وكيف أتى إلى الأرض»، «الحرب في الهواء»، آن فيرونيكا»، تاريخ مستر بوللى»، ماكيا فيللى الجديد»، «الزواج العطلة»، « روح المطران»،  «آلة الزمن»، «صانع الألماس»، «النائم يستيقظ»

وكتب  العديد من الروايات والقصص القصيرة الأخرى بالإضافة إلى الكثير من المقالات والدراسات في التاريخ والاجتماع.

توفي «ويلز» رائد الخيال العلمي هربرت جورج ويلز  في 13 أغسطس 1946م.