تتلاحق محطات سباق الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك مع بدء التصويت المبكر في ثلاث ولايات أخرى، هي فيرجينيا ومينيسوتا وداكوتا الجنوبية، والذي من المقرر أن يستمر حتى الثاني من نوفمبر المقبل، وسط احتدام السباق بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وتتيح ولايتا مينيسوتا وساوث داكوتا، الفرصة أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم من خلال طريقة مختلفة، حيث أن الولايتين من بين 23 ولاية تسمح للناخبين بتسليم أصواتهم الغيابية بصفة شخصية إلى مكاتب الاقتراع أو المواقع المحددة الأخرى بدلًا من إرسالها بالبريد، لكن الأمر سيختلف في فرجينيا، إذ سيتطلب التصويت زيارة مراكز الاقتراع.
وبدأت أولى محطات التصويت المبكر، في الخامس من الشهر الجاري، في ولاية كارولاينا الشمالية، التي أرسلت بدورها أكثر من 100 ألف بطاقة اقتراع إلى الأشخاص الذين لا ينوون التوجه شخصيًا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الخامس من نوفمبر.
التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
ولقى التصويت المبكر رواجًا كبيرًا في إنتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، وذلك نظرًا لتفشي فيروس كورونا آنذاك، ما دفع 69 بالمائة من الناخبين للإدلاء بأصواتهم إما من خلال الاقتراع عبر البريد أو التصويت الشخصي المبكر، وذلك وفقًا لبيانات جمعها مختبر علوم بيانات الانتخابات التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وطبقًا للبيانات، فإن هذه النسبة كانت تبلغ 40 بالمائة في انتخابات عام 2016، مقابل 33 بالمائة في انتخابات عام 2012، علمًا، بأن لكل ولاية أمريكية إجراءات وتوقيتات وطرق خاصة بها، فيما يتعلق بالتصويت المبكر، لكنها في الوقت نفسه تتشابه.
ودرج الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب على التشكيك في عملية التصويت المبكر، على إثر الهزيمة التي تلاقاها في عام 2020، أمام الرئيس جو بايدن.
ولايزال ترامب يكرر بقوة تلك الشكوك، رغم أن مؤسسات الحزب الجمهوري تقف بقوة مساندة لآلية هذا التصويت من جهة، فيما اتخذت ولايات عديدة إجراءات وسياسات مشجعة للتصويت بالبريد، إلى جانب التقليدي الشخصي من جهة أخرى.
من جهتهم، يؤكد مسؤولو الانتخابات الأمريكية على أن التصويت المبكر آمن، حيث لم تكشف عمليات إعادة الفرز والتحقيقات والدعاوى القضائية المرفوعة بعد انتخابات 2020 عن أدلة على حدوث تزوير أو فساد على نطاق واسع.
التنافس بين ترامب وكاملا
تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر المقبل، في ظل منافسة محتدمة بين المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، مع حضور شبه منعدم لعدد من المرشحين الآخرين.
ومؤخرًا، أظهر استطلاع أجرته شبكة "إيه بي سي نيوز" تقدم هاريس بنسبة 52 بالمائة مقابل 46 بالمائة لترامب بين الناخبين المحتملين، كما أشار الاستطلاع إلى أن المرشحة الديمقراطية تتمتع بأفضلية كبيرة بين الناخبين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، حيث تحظى بتأييد 59 بالمائة منهم مقارنة بـ40 بالمائة لترامب.
وفي مجال الاقتصاد، أظهر استطلاع آخر أجرته صحيفة "فايننشال تايمز" أن 44 بالمائة من الناخبين المسجلين يثقون في كامالا هاريس فيما يتعلق بالشؤون الاقتصادية، مقابل 42 بالمائة يفضلون دونالد ترامب.
ووفقًا لوكالة "رويترز"، فقد أنفقت الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية ما يقرب من ثلاثة أمثال ما أنفقته حملة منافسها الجمهوري في أغسطس الماضي.
وذكرت هاريس، التي أطلقت حملتها في يوليو الماضي، أنها أنفقت مبلغ قدره 174 مليون دولار الشهر الماضي، بينما أعلنت حملة المرشح الجمهوري بشكل منفصل عن إنفاق 61 مليون دولار.