حرب غزة تلقي بظلالها على الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.. شمس "ستاين" تشرق مشعة بأصوات المسلمين
ألقت حرب غزة بظلالها على الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، في ظل توافق المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس على مواصلة تقديم الدعم لـ إسرائيل، ما ساهم في إبراز مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، التي تتبنى موقفًا داعمًا للقضية الفلسطينية جعلها يحظى بتأييد الأصوات المسلمة.
جيل ستاين يهودية!
يأتي التفاف الأصوات المسلمة حول الدكتورة جيل ستاين، مرشحة حزب الخضر، رغم أنها يهودية الديانة، لكن برنامجها الإنتخابي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في إسرائيل وفلسطين، بالإضافة إلى إنهاء فوري لجميع المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وإجراء تحقيق مستقل في شرعية المليارات للمساعدات العسكرية المباشرة.
في المقابل، تقول هاريس إنها ستدافع دائمًا عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وستضمن دائمًا أن تتمتع بالقدرة التي تمكنها من ذلك، في حين يتبنى ترامب سياسة أكثر دعمًا.
وتعرب ستاين من جهتها عن امتانها للدعم القوي من الناخبين المسلمين الذين يشاركوها التصميم على إنهاء الإبادة الجماعية في غزة، والظلم الذي يواجهه أصدقاؤنا المسلمون، موضحة أن "كل صوت تحصل عليه حملتنا هو تصويت ضد الإبادة الجماعية"، وهي التهمة التي تنفيها إسرائيل.
وتؤكد أنا ترشحها يأتي في سبيل تقديم خيار للشعب خارج نظام الحزبين الفاشل، متعهده بوضع أجندة عمل مناخية مؤيدة للعمال ومناهضة للحرب في هذه الانتخابات.
جيل ستاين تكتسب الدعم
بحسب استطلاع رأي أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية(كير)، ونشرت نتائجه الشهر الحالي، فقد تقدمت كامالا هاريس على ترامب بحصدها 29.4 بالمائة من أصوات المسلمين في أنحاء البلاد مقابل 11.2 بالمائة للأخير، بينما فضل 34 بالمائة طرفًا ثالثًا مثل ستاين التي حصدت 29.1 بالمائة.
وأظهر استطلاع "كير" أن هاريس تمثل الاختيار الأول للناخبين المسلمين في جورجيا وبنسلفانيا، في حين تقدم ترامب في نيفادا بحصوله على 27 بالمائة، متفوقًا بـ1 بالمائة فقط على هاريس، وجميعها ولايات متأرجحة لم تُحسم إلا بهامش ضئيل في الانتخابات الأخيرة.
وفي ولاية ميشيجان، أيد 40 بالمائة من الناخبين المسلمين ستاين، بينما حصل المرشح الجمهوري على 18 بالمائة، وجاءت المرشحة الديمقراطية في المؤخرة بنسبة 12 بالمائة، كما تقدمت الأولى في أريزونا وويسكونسن وهما ولايتان متأرجحتان تضمان عددًا كبيرًا من السكان المسلمين.
وفي الأخير، من شأن تلك النتائج أن تحرم مرشحة الحزب الديمقراطي من الفوز في ولايات حاسمة، ينظر إليها على أنها ستحدد مصير انتخابات الرئاسة المقرر لها في الخامس من نوفمبر المقبل.
وقد تراجع دعم المسلمين للديمقراطيين بسبب الدعم اللامحدود الذي قدمته إدارة بايدن لـ إسرائيل في حربها على قطاع غزة، التي شارفت عامها الثاني، على الرغم من أصواتهم كان لها فضل كبير في إيصاله إلى البيت الأبيض.
في غضون ذلك، قالت حركة "غير ملتزم"، أواخر الأسبوع الماضي، إنها لن تدعم هاريس على الرغم من معارضة الحركة لترامب، وفي الوقت نفسه لن توصي بالتصويت لطرف ثالث.
وتشير الحركة إلى ترمب سيسرع أعمال القتل في غزة إذا أعيد انتخابه، لكن هاريس لم تستجب لطلب الحركة بالاجتماع مع الأميركيين من أصل فلسطيني ممن فقدوا ذويهم في غزة، بالإضافة إلى عدم موافقتها على مناقشة وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.
هل يمكن أن تحدث ستاين الفارق؟
سبق لـ ستاين أن شاركت في انتخابات عامي 2012 و2016 وحصلت على حوالي 1 بالمائة من الأصوات على المستوى الوطني، لكن تلك الأصوات جعلت بعض الديمقراطيين يلقون عليها باللوم في خسار هيلاري كلينتون.
وبرغم من انعدام حظوظها في السباق المقرر له في الخامس من نوفمبر المقبل، إلا أن احتدام التنافسية بين ترامب وهاريس، تؤكد أن الأصوات التي تلتف حول مرشحة الخضر، لاسيما الأصوات المسلمة، سيكون لها دورًا حاسمًا في عدد من الولايات المتأرجحة التي تقرر هوية ساكن البيت الأبيض الجديد.
يذكر أن عدد الناخبين المسلمين يتخطى حاجز المليون صوت بقليل لكنهم يتوزعون في ولايات تحظى بأهمية كبيرة في المجمع الانتخابي الذي يملك كلمة الفصل في من سيفوز بالبيت الأبيض.
في مسار مواز، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هناك ناخبين لم يحسموا مواقفهم إزاء من سيصوتون له في الانتخابات الرئاسية الأميركية وغالبيتهم من الشباب والسود وذوي الأصول الإسبانية، وقد يحدثون الفارق في السباق المتقارب.
وتشير الصحيفة أن هؤلاء غير الملتزمين لا يزالون يفاضلون بين خياراتهم ويتلقون مزيدًا من الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من بقية الناخبين الآخرين.
وبرغم أن معظم الأميركيين منحازون بقوة إلى أحد المعسكرين، فإن نحو 18 بالمائة من الناخبين المحتملين على مستوى البلاد لم يحددوا خياراتهم بشكل نهائي حتى الآن، بحسب استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز وشركة فيلادلفيا إنكوايرر الإعلامية ومعهد سيينا كوليدج لأبحاث الرأي.