رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«واشنطن بوست» تسرد وعود ترامب التي أعلن أنه سينفذها في "يومه الأول بالمكتب البيضاوي"

21-9-2024 | 21:42


دونالد ترامب

دار الهلال

سردت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية قائمة طويلة من الإجراءات التنفيذية التي وعد بها الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، والتي يقول إنه يريد تنفيذها في اليوم الأول له حال إعادة انتخابه في ثالث انتخابات يخوضها على المنصب الأرفع في الولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة -على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- أنه من بين هذه الإجراءات: بدء عمليات الترحيل الجماعي، وإلغاء المزايا للسيارات الكهربائية، وحظر النساء المتحولات جنسيا من الرياضات النسائية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ إطلاقه حملته للترشح لفترة ثانية، قدم ترامب 41 وعدا مختلفا حول ما يريد القيام به "في اليوم الأول" كرئيس، وقد ذكر هذه الوعود أكثر من 200 مرة خلال جولاته الانتخابية، وفقا لتحليل قامت به الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في حين أنه من المعتاد أن يركز المرشحون للرئاسة على خططهم لليوم الأول في البيت الأبيض، فإن ترامب يبالغ في استخدام هذه الوسيلة البلاغية، خاصة عندما يكون أمام الشاشات. وغالبا ما تتجاوز مقترحاته حدود صلاحيات المكتب البيضاوي مقارنة بكيفية استخدام الرؤساء السابقين، بما في ذلك ترامب نفسه.

وتشير آراء الخبراء القانونيين إلى أن العديد من وعود ترامب تقع خارج نطاق صلاحيات الرئيس بموجب الدستور. وحتى تلك التي تقع ضمن سلطته ستواجه تحديات قانونية أو لوجستية تجعل تنفيذها صعبا في فترة زمنية قصيرة، بحسب الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب حاول تجاوز مثل هذه القيود من قبل، وقد يحاول مرة أخرى في فترة رئاسته الثانية المحتملة. عندما تم الضغط عليه في وقت متأخر من العام الماضي ليعد بعدم استغلال السلطة إذا عاد إلى البيت الأبيض، قال إنه لن يكون ديكتاتورا "إلا في اليوم الأول"، متعهدا بإغلاق الحدود الجنوبية وزيادة حفر أبار النفط.

ونقلت (واشنطن بوست) عن ستيف فلادك خبير القانون الدستوري في جامعة جورج تاون، قوله "الكثير، ولكن ليس كل ما يقوله ترامب إنه يريد القيام به في اليوم الأول سيكون غير قانوني أو غير عملي". و"حتى الأشياء غير القانونية قد تدخل حيز التنفيذ لفترة من الزمن، وقد ينجح فعلا في دفع القانون في الاتجاه الذي يسعى إليه".

وقالت الصحيفة إنه خلال حملته لعام 2016، قدم ترامب وعودا شاملة أيضا. في يومه الأول في البيت الأبيض، وقع أمرا تنفيذيا رمزيا لبدء محاولاته لتفكيك قانون الرعاية الصحية الأمريكي وأمر بتجميد جميع اللوائح الحكومية المعلقة حتى تتمكن إدارته من مراجعتها. بعد ذلك، قدم سياسات أكثر شدة، مثل القيود على السفر من دول ذات أغلبية مسلمة.

ونقلت الصحيفة عن بيان أصدرته كارولين ليفيت المتحدثة باسم حملة ترامب، أن ترامب "حقق وعوده خلال فترة ولايته الأولى لبناء الجدار، وإعادة بناء الاقتصاد، وجعل أمريكا تتمتع بالاحترام مرة أخرى على الساحة العالمية - وسيفي بوعوده في فترة ولاية ثانية أيضا".

كما نقلت (واشنطن بوست) عن نائب الرئيس كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية للرئاسة، قولها إنها لم تتحدث كثيرا عن ما ستفعله في يومها الأول المحتمل كرئيسة. ولفتت إلى أن هاريس أشارت إلى خططها في اليوم الأول عدة مرات، بما في ذلك في مقابلة أغسطس مع سي إن إن، حيث قالت إنها ستركز على تنفيذ سياساتها الاقتصادية بهدف خفض أسعار المستهلكين ودعم الطبقة الوسطى.

وأوضحت أن ترامب ركز على خطاب معاد للهجرة في حملته لعام 2016، وهو يفعل ذلك مرة أخرى هذا العام. وقد قدم وعودا فريدة تتعلق بهذا الموضوع أكثر من أي موضوع آخر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوعود الأكثر ذكرا هي "بدء أكبر عملية ترحيل في تاريخ أمريكا" و"إلغاء كل سياسة حدود مفتوحة من إدارة بايدن"، مما يشير إلى تشديد صارم على الهجرة، ولكنه يقدم تفاصيل قليلة حول ما هي الإجراءات المحددة التي سيتخذها في البيت الأبيض.

وقالت إن لدى الرؤساء سلطات واسعة في تشكيل سياسات الهجرة بموجب الدستور وقانون الهجرة الفيدرالي، لذا فإن حقيقة أن ترامب يقدم وعودا شاملة حول هذه القضية ليست مفاجئة، خاصة بالنظر إلى أهميتها للناخبين.

ولفتت إلى وجوب التزام الرؤساء بالحماية الدستورية مثل ضمان الحقوق عند تنفيذ سياسات الهجرة. وأن وعد ترامب بإجراء عمليات ترحيل جماعي سيواجه تحديات قانونية في هذا السياق، فضلا عن العقبات اللوجستية التي تجعل الترحيل الواسع النطاق غير قابل للتنفيذ على الفور. وقد أدانت الجمعيات الحقوقية الخطة باعتبارها غير إنسانية.

كما ذكرت الصحيفة أن هناك وعدا آخر أعلن ترامب أنه سينفذه في اليوم الأول والذي يتعلق بالهجرة وهو إنهاء حق الجنسية بالولادة، وهو مبدأ أساسي في الحقوق المدنية الأمريكية المنصوص عليه في التعديل الرابع عشر. ويتفق الخبراء بشكل عام على أن مثل هذه الخطوة ستتطلب تعديلا دستوريا يقترحه الكونجرس ويصادق عليه ثلاثة أرباع الولايات.

وقالت (واشنطن بوست) إنه حتى إذا حاول ترامب إلغاء حق الجنسية بالولادة لبعض الفئات من خلال الأوامر التنفيذية - مثل توجيه الولايات بعدم إصدار شهادات ميلاد - فمن المحتمل أن يتم إيقاف ذلك على الفور في المحكمة، وفقا لعمر جادوات، مدير مشروع حقوق المهاجرين في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.

وأضافت أن ترامب يمتلك مزيدا من الحرية عندما يتعلق الأمر بالتراجع عن الأوامر التنفيذية المتعلقة بالهجرة، مثل حماية بايدن للأزواج المهاجرين غير الموثقين من مواطني الولايات المتحدة. ومع ذلك، يجب أن تتماشى قراراته مع القوانين الفيدرالية، التي تحدد متطلبات تغيير اللوائح الحكومية.

وتابعت الصحيفة أن ترامب واجه صعوبات في هذا المجال من قبل. لقد حاول مرتين أثناء رئاسته تفكيك برنامج إدارة أوباما الذي يحمي المهاجرين غير الموثقين الذين جلبوا إلى الولايات المتحدة كأطفال، لكنه تم منعه من قبل المحكمة العليا.

ولفتت إلى أنه في عام 2023، مع تصاعد النقاش الوطني حول تعليم العرق والجنس، بدأ ترامب في تقديم وعدين مميزين بشأن التعليم في خطاباته. لقد هدد في 45 مناسبة على الأقل بقطع التمويل الفيدرالي للمدارس التي تسمح بالنقاشات حول العرق أو الجنس أو التوجه الجنسي التي يعترض عليها. وبالمثل، قال 37 مرة إنه سيقطع التمويل للمدارس التي تفرض متطلبات اللقاح أو الكمامة. واعتبر ترامب هذه المتطلبات خلال جائحة كورونا واحتفظ بهذه الموقف حتى مع تخفيف بعض المدارس لهذه القواعد.

وأوضحت أنه لا يمكن لترامب تنفيذ أي من هذه الوعود، لأنه يحتاج إلى موافقة الكونجرس لقطع التمويل، حيث لا توجد مثل هذه الشروط على التمويل الفيدرالي للتعليم بموجب القانون الحالي.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب وعد 31 مرة بإلغاء ما يسميه "تفويض بايدن بشأن السيارات الكهربائية". وأشارت إلى أن بايدن لم يصدر أي "تفويض" محدد بشأن السيارات الكهربائية، لكن العبارة أصبحت كلمة طنانة بين الجمهوريين، وتشير عموما إلى معايير انبعاثات الوقود التي وضعتها إدارة بايدن ومجموعة من الحوافز - بعضها أقره الكونجرس - لتعزيز إنتاج السيارات الكهربائية.

ونقلت عن ترامب قوله -تسع مرات- إنه سيعيد "إلغاء الصفقة الخضراء الجديدة". ونشأت عبارة "الصفقة الخضراء الجديدة" في قرار تغير المناخ الذي اقترحه الديمقراطيون الليبراليون في الكونجرس عام 2019. واستخدم الجمهوريون لاحقا هذه العبارة للإشارة إلى العناصر البيئية في قانون تخفيض التضخم وغيرها من السياسات البيئية التي يعارضونها.

ولفتت الصحيفة إلى أنه لا يمكن لترامب إلغاء أي من هذه السياسات بشكل منفرد في اليوم الأول لأنها تشمل تشريعات أقرها الكونجرس أو وضع لوائح إدارية ستكون خاضعة للتقاضي إذا حاول ترامب إلغائها.

وأشارت إلى تهديداته بقطع التمويل للمدارس بسبب المناقشات حول الهوية الجنسية، فقد تعهد ترامب في اليوم الأول بتنفيذ سياسات ستؤثر على الحياة الشخصية للأمريكيين المتحولين جنسيا. ووعده الأكثر تكرارا في هذا المجال هو حظر النساء المتحولات من المشاركة في الرياضات النسائية - وهو تصريح أطلقه 18 مرة. كما اقترح حظرا وطنيا على عمليات تأكيد الهوية الجنسية للقصر، والتي يصفها بأنها "تشويه جنسي للأطفال". 

وقالت إنه يمكن لترامب أن يحاول الوصول إلى هذه الأهداف من خلال الأوامر التنفيذية، لكن كما هو الحال مع الوعود الأخرى، هذه ليست سياسات يمكن للرئيس تنفيذها بشكل منفرد، ومن المحتمل أن تواجه تحديات قانونية على الفور.

وأضافت أن مقترحات ترامب في اليوم الأول له بالبيت الأبيض تشمل مجموعة متنوعة من المواضيع التي نالت ذكرا عابرا في خطاباته. لقد تعهد بإلغاء ثلاث من الأوامر التنفيذية لبايدن في يومه الأول - واحدة تتعلق بنمو الذكاء الاصطناعي، واحدة توسيع فحوصات الخلفية لشراء الأسلحة، وواحدة تعزز التنوع والإنصاف والشمول في القوى العاملة الفيدرالية. 

وقالت الصحيفة إنه في هذا الصدد يمكن أن يحدث تغيير فوري. ليس هناك التزام للرؤساء بأوامر التنفيذ التي أصدرها أسلافهم، لذا فمن المحتمل أن يبدأ ترامب في تفكيك هذه الأوامر بسرعة.

وأضافت أن ترامب طرح أكثر من عشرة وعود أخرى متعلقة باليوم الأول تشمل قضايا المحاربين القدماء وملاحقات وزارة العدل. وقدم ما لا يقل عن سبعة تصريحات مرتبطة بتخفيف لوائح الصيد التجارية، وثلاث إشارات إلى إلغاء الضرائب على الإكراميات، وهي اقتراحات طرحها هو وهاريس في الحملة الانتخابية.

وأشارت (واشنطن بوست) إلى أنها في نهجها لهذا التحليل جمعت قاعدة بيانات لخطابات ترامب منذ إطلاق حملته في 15 نوفمبر 2022 وحتى 10 سبتمبر 2024، من تاريخ البث المباشر له على رامبل. واستخرجت الصحيفة كل إشارة قام بها إلى "اليوم الأول" أو "أول يوم" وحددت المواضيع التي ذكرت، وأي وعود مميزة، إن وجدت، تم تقديمها. بالنسبة لتجميع الوعود المميزة، تم تضمين الإشارات فقط إلى أول يوم محتمل لترامب في البيت الأبيض في عام 2025.