رجال من ذهب| فكري أباظة.. "شيخ الصحفيين"
عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم بإسهاماتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وآخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا
لقب بـ "شيخ الصحفيين"، و"فارس الكلمة"، كما يُعد أحد أعلام الأدب والصحافة السياسية في مصر، تُناولت مقالاته دوما إثارتها للمواضيع الهامة والمعارضة للفساد والاحتلال، أنه الأديب والصحفي فكري أباظة.
فكري أباظة
ولد محمد فكري حسين أباظة، في عام 1896م، في قرية كفر أبو شحاتة، بالشرقية، تعود أصول عائلته "أباظه" إلى الأصول الشاركسية، كان والده حسين بك أباظة من خريجي الأزهر، إلا أن والده أرسله مع شقيقه فؤاد وعثمان للدراسة في مدارس القاهرة.
تخرج أباظة في مدرسة الحقوق، في عام 1917م، وعمل بالمحاماة، وانضم للحزب الوطني المصري عام 1912م، كان من المناضلين ضد الاستعمار، في عام 1915 تم فصله من ضمن طلبه آخرون، بسبب امتناعهم عن استقبال السلطان حسين كامل احتجاجا على إعلان الحماية البريطانية، وما اعتبروه مهادنة الخديوي للإحتلال.
استمر نضال أباظه، وشارك في ثورة 1919م، التي تزعمها سعد زغلول، وكان من مناضلي الحركة الوطنية المصرية، وخطباء هذه الثورة، وكان أيضًا مؤلف وملحن نشيد الثورة المصرية آنذاك.
اتجه اباظة للصحافة، وعمل في صحيفة المؤيد ثم في الأهرام عام 1919، وكانت أولى مقالاته في صحيفة الأهرام بعنوان «كتيب حقير» يوم 9 نوفمبر 1919، وهاجم ما وصفه بـ«طابور الخيانة الذي كان يهيئ الظروف للحكم الذاتي في مصر»، كما هاجم الاحتلال الإنجليزي والمندوب السامي البريطاني، وترأس رئاسة تحرير مجلة الهلال لعدة سنوات.
تُناولت مقالات أباظة دوما إثارتها للمواضيع الهامة والمعارضة للفساد والاحتلال، كمان كان أيضًا متحدثا إذاعيا معروفا، وقد انتخب نقيبا للصحفيين لـ 4 دورات متتالية.
ومن أهم مؤلفات فكري أباظة: "حواديت"، "الضاحك الباكي"، "التليفون"، "نصائح كهل للشباب"، "لي معه 3 مواقف"، "التحويش"وغيرها...
كان فكري أباظة من المؤيدين لقضايا المرأة وحقوقها، فقال عنها: "أن المرأة قد ساهمت في كل نشاط اجتماعي في مؤسسات الترفيه ومواساة الفقراء والمنكوبين، وأثبتت أنها أجدر من يعمل فيها، ونجحت نجاحا تاما في كل المهن والأعمال التي كان يظن أنها لا تلائم غير طبيعة الرجل، فغزت كل ميدان وأخذت مكانها بجدارتها في كل نواحي الحياة المصرية"، رحل فكري أباظة "شيخ الصحفيين" في القاهرة في 14 فبراير عام 1979م.