التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.. الاحتلال يعاود شن غاراته وسط حديث عن الشروع في توغل بري
تتسارع وتيرة التطورات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وذلك بعد يوم دام أسفرت فيه الغارت الإسرائيلية عن مقتل 558 شخصًا وإصابة 1835 آخرين، بينهم أطفال ونساء، وفق حصيلة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.
التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بأن سلاح الجو بدأ موجة جديدة من الغارات على لبنان، بينما قال حزب الله إنه قصف ثلاث مرات متتالية مطار "مجيدو" العسكري غرب مدينة العفولة شمالي إسرائيل بصواريخ "فادي 1″ و"فادي 2″.
وفي خضم تلك التطورات الراهنة، قرر رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، التوجه إلى نيويورك؛ لإجراء المزيد من الاتصالات حول التصعيد الإسرائيلي الأعنف على بلاده منذ أكتوبر الماضي.
في غضون ذلك، نقل موقع "والا" العبري عن قادة كبار بالجيش الإسرائيلي، القول:" أنهم جاهزون للشروع في عملية برية في لبنان".
لكن في تحليل صحيفة "هآرتس" العبرية أن بلادها لا تتعجل في شن عملية برية في جنوب لبنان حتى الآن، استنادًا على أنه لم يكن هناك استدعاء مكثف للإحتياط ويتم تنفيذ التحرك الهجومي بشكل أساسي من خلال الغارات الجوية، بينما تشارك القوات البرية في الدفاع، إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي.
وبناء على التطورات الأخيرة، استنتجت "هآرتس" أن إسرائيل تسير على الطريق السريع نحو الحرب، حتى ولو لم يتم إخبار الرأي العام بذلك رسميًا.
في المقابل، تقول صحيفة تلجراف البريطانية، إن زعيم حزب الله حسن نصر الله، حذر إسرائيل مرارًا وتكرارًا من أن أي غارات جوية على معاقله في جنوب بيروت ستقابل بوابل من الضربات الصاروخية على تل أبيب، ولكن القيادة مع ذلك مترددة في تصعيد الصراع، ربما لأن إيران تكبح جماحها خوفًا من أن تجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى المعركة.
إدانات دولية
وأدانت الدول العربية من جهتها التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى، محذرين من جر المنطقة إلى صراع أوسع نطاقًا.
وأكدت الدول العربية على التضامن الكامل مع لبنان حكومة وشعبًا، والإدانة الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتصاعد عليه، وخصوصًا منذ صباح الإثنين، محملة إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد الخطير. وحذرت من أن هذا العدوان قد يدفع إلى اشتعال حرب إقليمية شاملة، ويهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
في الإطار نفسه، حذرت مجموعة الدول السبع من أن التصعيد في الشرق الأوسط قد يجر المنطقة إلى صراع أوسع نطاقًا ولن تستفيد منه أي دولة، بينما أكد الإتحاد الأوروبي أن التصعيد الراهن يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمته في حرب شاملة.
بدورها، أكدت الصين أنها تدعم بقوة لبنان في حماية سيادته وأمنه وكرامته الوطنية، مشددة على أهمية الحلول السلمية للأزمات في الشرق الأوسط، معتبرة المشهد الراهن مظهر من مظاهر التأثير غير المباشر للصراع في غزة.
فيما أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أن العمل جار على خفض التصعيد في لبنان، وإيجاد حل للصراع على جانبي الخط الأزرق الفاصل بين البلدين بسرعة ومن خلال السبل الدبلوماسية، بما يصب في مصلحة جميع الأطراف.
وترجع خلفية التطورات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية إلى الثامن من أكتوبر الماضي، حيث تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية من جهه، وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى قصفًا شبه يوميًا على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، تزايدت حدتها بشكل غير مسبوق خلال الأيام المنقضية، ما سببب في نزوح عشرات آلاف الأشخاص على كل من جانبي "الخط الأزرق" .
ويعد حزب الله اللبناني أبرز تلك الفصائل حيث درج على قصف البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بأسراب من المسيرات والصواريخ، ما خلق حالة من الذعر في بلدات الشمال الإسرائيلي.
ويؤكد حزب الله أنه مستمر في مؤازة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي الذي شارف عامه الثاني، ما يعني أنه ما لم يتوقف ذلك العدوان، فهو مستمر في استهداف البلدات الإسرائيلية.