رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تهدد المنطقة.. خبراء يوضحون مآلات الصراع في لبنان وخطورة توسع رقعته

25-9-2024 | 16:23


الغارات الإسرائيلية على لبنان

أماني محمد

تطورات متلاحقة تشهدها الساحة في الشرق الأوسط منذ أيام، بعد استمرار التصعيد في لبنان والضربات المتبادلة بين حزب الله اللبناني والاحتلال الإسرائيلي الذي استهدف أعضاء الحزب بهجمات غير مسبوقة من بينها تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي، والغارات التي طالت الضاحية الجنوبية واستهدفت قيادات الحزب وأعضاءه.

ونفذ الاحتلال الإسرائيلي عدة عمليات عسكرية موسعة في لبنان الإثنين الماضي، أدت لمقتل وإصابة مئات اللبنانيين، وهو ما أدانته مصر في بيان لها، محذرة من مخاطر استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبينما تستمر مصر في جهودها لوقف إطلاق النار ي غزة، واحتواء المخاطر التي نتجت عن الحرب، داعية القوى الدولية ومجلس الأمن للتدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي في المنطقة والذي يهدد مصير شعوبها وأفق السلام".

ودعت مصر إلى تسوية الأزمة بشكل سلمي، ووقف التصعيد فورا، والبدء في تطبيق قرار مجلس الأمن 1701، واتاحة الفرصة أمام الحلول الدبلوماسية، خاصة وأن التصعيد العسكري سيؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة، كما جاء في البيان.

 

توسع الصراع في لبنان

وعن هذا التصعيد يقول اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إن هذا التصعيد الهدف الإسرائيلي منه، هو محاولة تدمير أكبر قدرة ممكنة في قدرات حزب الله في لبنان، مضيفا أن حزب الله اليوم يعتبر هو العدو الأول لإسرائيل بعد إيران، وبالتالي الوقت الحالي فرصة للاحتلال للتصعيد ومحاولة تدمير قدرات الحزب، مضيفا أنه ما زالت قوة حزب الله كما هي ولم يستهلك إلا 10% فقط من الصواريخ التي يمتلكها.

وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الضربات الإسرائيلية تستهدف تدمير أماكن صواريخ حزب الله، وورش ومنصات الصواريخ، وكذلك مخازن الذخيرة لاستنزافه واستهداف القيادات أيضا، مشيرا إلى أن الحزب اليوم فقد قياداته وبدأت قيادات جديدة في الظهور، وهذا كله لإضعاف القدرة القتالية لحزب الله.

وأشار إلى أن هذا التصعيد لن يؤدي لتوسيع رقعة الصراع، ولن يتحول إلى حرب إقليمية، لأن ذلك يعني دخول إيران في الصراع، وطهران لن تدخل في هذه الحرب، وبالتالي ستظل الحرب دائرة بين الاحتلال الإسرائيلي وعناصر المقاومة، مؤكدا أنه بالتأكيد ستظل الضربات المستمرة الموجهة بين الطرفين، وربما تستمر حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 8 نوفمبر المقبل، وبعد ذلك قد تتجه الأمور للحل، بعد اختيار الرئيس الأمريكي الجديد ليبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي في البحث عن حل وتوافق مع القيادة الجديدة في البيت الأبيض.

سيناريوهات توسع الصراع

فيما يؤكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع السابق، أن الصراع في لبنان لن يتوسع لعدة أسباب، أولها أن هناك ضربات مستمرة بين حزب الله في لبنان وإسرائيل، وتوسع هذا الأمر مفتاحه في يد الولايات المتحدة الأمريكية، ولن يحدث أكثر من ذلك، مشيرا إلى أن هناك عدة سيناريوهات بشأن التصعيد في لبنان، أولها الاستمرار على هذا النحو من الضربات المتبادلة، لأن الاحتلال يريد تدمير قدرات حزب الله بأي شكل من الأشكال، وهذا السيناريو الأساسي.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الاحتمال الثاني وهو الأسوأ هو دخول الاحتلال الإسرائيلي بريا في جنوب لبنان، وهذا سيؤدي لمجازر لأن إسرائيل للجانبين وخسائر بشرية، وسيواجه الاحتلال الإسرائيلي مقاومة عنيفة من قوات حزب الله على الأرض، وهو ما يجعل الاحتلال أقرب للاستمرار في الضربات الجوية، ولن يلجأ لدخول لبنان إلا في حالة ضمانه أنه كسر قدرات الحزب في الجنوب، مع التوقع بلجوء حزب الله لضرب مضاد في تل أبيب وإيقاع خسائر في صفوف الاحتلال بشكل يجبره على وقف إطلاق النار.

ولفت إلى أن احتمال وقف إطلاق النار وعودة النازحين من جنوب لبنان وشمال إسرائيل هو احتمال ضعيف في هذه المرحلة، لأن الاحتلال يريد تدمير قدرات حزب الله، حتى يتمكن من الانتقال إلى مرحلة أخرى وهي الانتقال لضرب إيران لعدة إتمام برنامجها النووي، وهي خطوة لن يلجأ لها الاحتلال إلا بمساندة ودعم أمريكي، مشيرا إلى أن طهران قد تلجأ للتصعيد عن طريق أذرعها في المنطقة وليس بشكل مباشر، من خلال قوات الحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن، وفيلق القدس في سوريا.

وأشار إلى أن نطاق الصراع سيكون دائرا في هذه السيناريوهات، والتي بالتأكيد تحمل خطورة وتداعيات كبيرة على المنطقة والدول المشتركة في الصراع، لأنه بات يتنقل من مكان لآخر فبدأ في غزة وبعدها الضفة الغربية والآن لبنان، مؤكدا أن توقف كل ذلك في يد الولايات المتحدة الأمريكية لأنها الممول الأساسي والمصدر الأساسي لأسلحة إسرائيل، ولا يمكن التكهن على المدى القريب أن بهدوء الأوضاع إلا في حالة تلقي إسرائيل لرد مؤثر على المدنيين ووجدت إسرائيل خسائر تجبرها على وقف إطلاق النار.

نتنياهو يريد مزيدا من التصعيد

ويوضح أحمد كامل البحيري، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن فكرة التصعيد من عدمه في لبنان والمنطقة مرتبطة برغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ذلك، لأنه يريد استمرار الحرب لبقائه في منصب السلطة، وأي توقف للحرب سواء في غزة أو لبنان يعني انتهاء منصب نتنياهو سياسيا، بل وسيصل الأمر إلى المحاكمة والعقوبة في الكثير من القضايا، وبالتالي فالحرب الآن في توجهات شخص.

وأوضح في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن الحرب توجهات شخص وليس توجهات مؤسسات يمكن القياس عليها، فالحديث ن التهدئة بالنسبة لنتنياهو غير مطروح على الإطلاق، فهو شخص يريد عملية توسيع للصراع والتصعيد والاجتياح البري في لبنان، وهو أمر فالحديث بشأن الضغوط الدولية والرغبة الأمريكية وغيره لكبح جماح نتنياهو غير مطروح، فلم يكن كذلك في غزة، ولن يكون كذلك في لبنان.

وأشار إلى أن حزب الله لا يريد توسيع الحرب، لذلك لم يستهدف العمق الإسرائيلي حتى هذه اللحظة على مدار ما يقرب من عام منذ بدء الأزمة، كذلك لم يستهدف المدنيين في دولة الاحتلال، فحتى هذه اللحظة الضربات تستهدف المواقع العسكرية، وهذا يعني أن الحزب لا يريد أي عملية استفزازية تؤدي لتوسيع الحرب، مشددا على أن المطلوب، من المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية هو وقف التصعيد لكن رغبة نتنياهو ليست كذلك.

وأكد أن رغبة نتنياهو في الوقت الراهن هي التصعيد والتدخل البري في جنوب لبنان، لكن جميع أطراف المجتمع الدولي رافضة لذلك، ولا يوجد حاكم لمنع نتنياهو من تنفيذ مخططه، مشددا على أن ذلك يؤدي لتداعيات خطيرة على المنطقة المشتعلة بالأساس، ويؤدي لمزيد من الأزمات، على عدة مستويات منها تدفق اللاجئين مثلما حدث في معبر المصنع في لبنان على الحدود السورية، وكذلك الوضع الإنساني بشكل عام في المنطقة والضغط على الدول الإقليمية، بجانب تأزم الوضع الأمني.

وشدد على أن هدف الاحتلال بالقضاء على حزب الله غير منطقي ويستحيل على أرض الواقع تحققه ولن يحدث.