رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


202 عام على فك «شامبليون» رموز حجر رشيد

27-9-2024 | 10:49


حجر رشيد

فاطمة الزهراء حمدي

ظهرت حالة من الهوس بالمصريات في الأوساط الفرنسية، في بداية القرن التاسع عشرالميلادي، وذلك بعدما ظهرت نتائج البعثة العلمية التي صاحبت الحملة الفرنسية على مصر التي سلّطت الضوء على حجر رشيد المكتوب بثلاث لغات.

حدثت حالة من الجدل والنقاشات، وطرح التساؤلات بين الأوساط العلمية الفرنسية حول عمر الحضارة المصرية، ودور وطبيعة الكتابة الهيروغليفية، وإذا كانت تلك الرموز تُمثّل أصوات أم أنها تُمثّل رسوم تمثل فكرة أو مدلول، حيث ظن الكثيرون أن تلك الكتابة كانت تستخدم فقط في الطقوس والأمور المقدّسة، وبالتالي فرموزها غير قابلة للفك لارتباطها بأفكار فلسفية.

شامبليون 

وُلد العالم الفرنسى جان فرانسوا شامبليون فى 23 ديسمبر 1790م، وظهر نبوغه منذ الصغر في مجال اللغويات، حتى قدّم أولى أوراقه البحثية المنشورة حول فك رموز اللغة الديموطيقية سنة 1806م، وتقلّد في شبابه العديد من المناصب الفخرية في الأوساط العلمية، وكان قادرًا على التحدث باللغتين القبطية والعربية بطلاقة.

ولشدة هوس شامبليون بمجال اللغويات، قرر في عام 1820م، فكّ رموز الكتابة الهيروغليفية، حيث نشر شامبليون عام 1822م،  أول كُتُبُه في هذا المجال حول فك الرموز الهيروغليفية في حجر رشيد، حيث أعلن حله للأسئلة التي شغلت الكثير من عقول الأوساط العلمية، فوصل باستنتاجه أن نظام الكتابة المصرية القديمة كان مزيجًا بين الإشارات الصوتية والرموز.

نشر شامبليون في عام 1824م، مُلخّصًا قام فيه بتفصيل فك رموز الكتابة الهيروغليفية موضحًا المدلولات الصوتية ومفاهيم تلك الرموز، كما سافر إلى مصر في عام 1829م، وقرأ العديد من النصوص الهيروغليفية التي لم تتم دراستها من قبل، وعاد إلى فرنسا بمجموعة كبيرة من الرسومات الجديدة للنقوش الهيروغليفية.

بعد عودته من مصر، حصل شامبليون على درجة الأستاذية في علم المصريات، وقام بإلقاء بعض المحاضرات، بدأت تسوء حالة شامبليون الصحية بسبب تأثره بمصاعب الرحلة إلى مصر، مما دفعه لاعتزال التدريس، رحل العالم شامبليون في باريس سنة 1832م عن عمر يناهز 41 عامًا، ونُشر كتابه حول القواعد النحوية للغة المصرية القديمة بعد وفاته.