تعرضت مدينة فريجيلاي القديمة لحصار ودمار في عام 125 قبل الميلاد وربما كان ذلك نتيجة نزاع حول حقوق المواطنة الرومانية.
نبذة عن تاريخ فريجيلاي
يعمل مجموعة من العمال في التنقيب عن مدينة رومانية قديمة بالقرب من حقل مليء بالأشجار، وهي مدينة تعرضت للدمار على أيدي الرومان منذ أكثر من 2000 عام بعد تمرد سكانها، ما جعلها مهجورة لمدة تجاوزت 170 عامًا، حتى أصبحت مكبًا للنفايات، وفقًا لعلماء الآثار الذين يعملون على الموقع الأثري في إيطاليا.
موقع المدينة
ترتبط بقايا هذه المدينة والتي تقع على بعد حوالي 90 كيلومترًا جنوب شرق روما، بالحصار والتدمير اللذين تعرضت لهما على يد الجيوش الرومانية في عام 125 قبل الميلاد.
ورغم عدم وضوح أسباب التمرد، يعتقد علماء الآثار أن سبب الانتفاضة كان مطالبة سكان فريجيلاي بالمواطنة الرومانية الكاملة بدلًا من المواطنة "الثانوية" التي منحتها لهم الجمهورية الرومانية، والتي كانت تمنحهم حقوقًا قانونية أقل، خاصة فيما يتعلق بملكية الأراضي العامة.
بلغ هذا الصراع ذروته في الحرب الاجتماعية، التي وقعت بعد جيل تقريبًا بين عامي 91 و87 قبل الميلاد، عندما طالب العديد من حلفاء روما في إيطاليا بالمواطنة الرومانية الكاملة وحصلوا عليها.
لكن نظرًا لندرة السجلات التاريخية المتعلقة بثورة فريجيلاي، أصبحت الدراسات الأثرية الوسيلة الأكثر فعالية لفهم ما حدث، وفقًا لما أشار إليه دومينيك ماشيك، خبير الآثار الرومانية بمركز لايبنتز للآثار وجامعة ترير في ألمانيا.
وأوضح ماشيك أن المعلومات حول الحصار جاءت من مصدرين أو ثلاثة فقط، حيث ورد ذكر تمرد سكان فريجيلاي ضد الرومان، ولكن دون معرفة الأسباب الدقيقة وراء ذلك.
ويعتقد علماء الآثار أن العديد من الأواني الفخارية الكبيرة المكتشفة في الموقع كانت تُستخدم لتخزين المنتجات الزراعية مثل النبيذ والحبوب والفواكه.
في الثمانينيات، قام علماء الآثار الإيطاليون بحفر الموقع لأول مرة واكتشفوا بقايا جدران مرسومة وفسيفساء أرضية ومنازل وحمامات عامة.
اكتشافات أثرية في محيط المدينة
وفي السنوات الثلاث الأخيرة، قام فريق مشترك من باحثين من ألمانيا وإيطاليا وسويسرا بحفر فيلا على حافة المدينة القديمة، حيث عثروا أيضًا العام الماضي على بقايا معسكر عسكري روماني محاط بجدار وخندق.
وتضمنت القطع الأثرية التي عُثر عليها في الفيلا أواني فخارية كبيرة لتخزين المنتجات الزراعية، وتشير الأدلة والبذور القديمة إلى أن الفيلا كانت مركزًا لإنتاج النبيذ والفواكه والحبوب، ربما للتصدير إلى مناطق أخرى، وربما إلى الخارج، ووفقًا للسجلات، قد يكون حوالي 50 شخصًا، بينهم عبيد، قد عملوا هناك.
أظهرت الأدلة أن الفيلا والمحاصيل المجاورة تعرضت للدمار خلال نفس الفترة التي دُمّرت فيها المدينة، وهو ما تؤكده شظايا الفخار من فترة التمرد.
كانت فريجيلاي في الأصل مدينة استعمارية لروما، لكنها ضمت العديد من السامنيين، وهم شعب غير روماني عاش في المنطقة وكانوا أعداء سابقين للجمهورية الرومانية.
وقد ناقش مجلس الشيوخ الروماني قضية انتقال السامنيين إلى فريجيلاي قبل الثورة بنحو 60 عامًا، وقرر أن على المدينة أن تتعامل مع التدفق السامني بنفسها.
وأخيرًا، وصفت السجلات التاريخية كيف حاصر جيش روماني بقيادة لوسيوس أوبيميوس، أحد القضاة الرومانيين، مدينة فريجيلاي ودمرها.
ويبدو أن سكان فريجيلاي بدأوا تمردهم بعد مغادرة القناصل الرومانيين لقيادة الجيوش في الخارج، آملين أن يجد الرومان صعوبة في إرسال جيش إضافي، ولكن على الرغم من هذا، لم يحققوا النجاح المرجو، إذ بقي لدى الرومان قادة آخرون يتولون الأمور، وذلك طبقا لما ذكره موقع Live sceince.