رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قبتها أوسع من قبة الفاتيكان .. كنيسة في ساحل العاج على الطراز المصري القديم

29-9-2024 | 23:31


كنيسة نوتردام دي لا بيه

إسلام علي

تمثل أفريقيا عالماً قائماً بذاته ويمكن أن نجد هناك أشياء تبدو غير ملائمة تماماً، ولكنها تعكس بعمق خصوصيات الشعوب، وربما قادتهم على الأقل ومثال جيد على ذلك هو كنيسة "نوتردام دي لا بيه" أو كنيسة سيدة السلام التي شُيدت في ياموسوكرو، ساحل العاج.

صُممت الكنيسة على هيئة صليب لاتيني، واستلهمت من كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، لكنها تتفوق عليها من حيث الارتفاع، حيث تبلغ قبتها 158 متراً مقارنة بـ 136.57 متراً لقبة مايكل أنجلو وديلا بورتا، مع فارق أن القاعدة تبدأ من ارتفاع أقل، لكن القبة تتوج بفانوس أكبر وصليب أعلى، وقطر القبة أيضاً يتجاوز نظيرتها في الفاتيكان "90 متراً مقارنة بـ 41 متراً".

تبلغ أبعاد الكنيسة 195 مترا طولاً و150 متراً عرضا، وتبلغ مساحتها السطحية 30 ألف متر مربع، وقد سجلت في موسوعة غينيس كواحدة من أكبر الكنائس في العالم، إلى جانب كاتدرائية القديس بطرس وكاتدرائية السيدة أباريسيدا في البرازيل.

ولكن ما يميز كاتدرائية الفاتيكان هو توازنها، بينما في النسخة الأفريقية، تهيمن القبة على المشهد بسبب خيمة عملاقة ذات أعمدة مثلثة تغمر الواجهة.

كما أن الكنيسة تضم عناصر مستوحاة من أعمال برنيني، مثل الأعمدة الدائرية التي تتنوع بين الأنماط الدورية والأيونية والكورنثية، وبعضها ديكوري ولا يؤدي وظيفة هيكلية.

يبلغ عرض الصحن الرئيسي 55 متراً، مما يسمح باستيعاب أكثر من 7000 شخص، ويمكن أن يصل العدد إلى 18000 عند استخدام المساحات المحيطة، ورغم هذه السعة، فإن عدد المصلين قليل، حيث تقع كاتدرائية القديس أوغسطين على بعد 3 كيلومترات فقط.

وتغطي النوافذ الزجاجية الملونة مساحة 7000 متر مربع، وتم استيرادها من فرنسا، بينما استخدم خشب الإيروكو المحلي لصناعة المقاعد السبعة آلاف، على الرغم من إدراجه ضمن الأنواع المهددة بالانقراض.

كان المسؤول عن هذا المشروع فيليكس هوفويه بوانيي، الرئيس السابق لساحل العاج، الذي مول بناء الكنيسة، والذي لا يزال تقدير تكلفتها يتراوح بين 1000 و1500 مليون فرنك فرنسي، وهو مبلغ كبير بالنسبة لبلد فقير.

صمم الكنيسة المهندس الإيفواري اللبناني الأصل بيير فاخوري، وتولت شركة دوميز الفرنسية بناءها، وقد اختار هوفويه بوانيي مدينة ياموسوكرو كموقع للكنيسة، لتصبح إلى جانب أبيدجان العاصمة الرسمية للبلاد.

استمر بناء الكنيسة من عام 1985 حتى افتتاحها في عام 1990 بحضور البابا يوحنا بولس الثاني، الذي واجه انتقادات لقبوله المشروع الذي تم تشييده وسط أزمة اقتصادية، ووافق على شرط بناء جامعة ومستشفى "الذي اكتمل بعد ربع قرن".

يقيم الكهنة الذين يخدمون الكنيسة، إلى جانب أعضاء مجتمع "البالوتينيين" البولنديين، والذين يسعون إلى مساعدة الفقراء والمرضى، في جزء من المجمع، تعكس الكنيسة بجمالها الفني تفاصيل فريدة، ومع ذلك، فإنها تظل رمزًا لمزيج من الفخر الوطني والاستثمار المالي الضخم.

ومن التفاصيل المثيرة للجدل أن إحدى النوافذ الزجاجية الملونة تظهر المسيح ورسله، بينما وُضع وجه فيليكس هوفويه بوانيي على أحد الرسل، مما يجعل الكنيسة رمزاً لطموحاته الشخصية.